واجهة قصر الحير الغربي .. القرن الثامن ميلادي ( متحف دمشق الوطني ) .. بعدستي .
اعيد انشاء هذه الواجهة الحجرية من كسر جصية صغيرة، اكتشفت في موقع القصر الذي أمر ببناءه بحسب لوح التأسيس المكتشف في ذات الموقع، الخليفة الأموي “هشام بن عبد الملك” عام 109هجري – 728 ميلادي. حيث بُدءَ في اعادة ترميمه خلال ادارة الأمير “جعفر الحسني” للمديرية العامة للآثار السورية، وبإشراف وجهد خاص من الخبير الأثري الراحل نسيب صليبي ( مهندس دون شهادة هندسة ) في اربعينات القرن الماضي وانتهى العمل عام 1950 باعتباره واجهة لمتحف دمشق الوطني، والأهم في موضوع قصر الحير أنه يَحفل بالمنحوتات الإنسانية والحيوانية ورسومات الفريسك الأسطورية، ويؤكد بالوثيقة الحية أن الفن الإسلامي لم ينصرف انصرافا تاما ( في صدر الإسلام ) عن فن التصوير والنحت، وكان هذا البحث، موضوع الغلاف الذي يتم عرضه بجرأة لأول مرة في الصحافة السعودية، نشرته باسمي في مجلة الفيصل الصادرة من الرياض عام 2003، بعنوان ( قراءة جديدة في فنون النحت والتصوير الإسلامي ) وأعادت مجلة الحوليات الأثرية لعاديات حلب، نشره مرة ثانية في العام 2009.
كل هذه المقالات والأبحاث يتم التعمية عليها ومحوها ومصادرتها …
دليلي على ذلك أن هذا الموضوع تناقلته وسائل اعلام متعددة في الشابكة، واليوم لايوجد له أي أثر على النت …
***&&&***
اسم المبنى: قصر الحير الغربي
الموقع/المدينة:60كم جنوب غرب تدمر, سوريا
تاريخ المبنى: 109 / 727
المعمارون أو معلمو البناء أو الحرفيون الذين شاركوا في تصميم المبنى أو تنفيذه:
المشرف على بناء خان الملح الذي يشكل جزءاً من القصر هو ثابت بن ثابت.
الفترة/الأسرة الحاكمة:العصر الأموي
راعي المبنى:
هشام بن عبد الملك (حكم في الفترة 105-125 / 724 – 743).
وصف:
يُعتبر قصر الحير الغربي من أهم القصور الصحراوية لأنه يعطي انطباعاً عن الفن والعمارة الرفيعة اللذين انتشرا أثناء العصر الأموي. ويتكوّن من عناصر عديدة منها ما هو زراعي ومنها ما هو معماري، ففيه سد وقناة وبستان وبركة وطاحونة وكذلك خان وحمام، بالإضافة إلى مباني القصر. اعتز الخلفاء الأمويون، وخاصة هشام بن عبد الملك، باستطاعتهم تحويل الصحارى إلى جنّات وحدائق محمية كانوا يقومون فيها برحلات الصيد وغيرها من ضروب الترفيه الملكية. وُجِد في القصر لوحات رسم أرضية ومنقوشات جص جدارية في غاية الجمال وذات تقنية عالية تدل على استمرار تقاليد الفن المحلّي وتواصلها مع فنون بلاد الفرس والروم في الحقبة الإسلامية المبكرة.
تحتوي العناصر المائية والزراعية في القصر على السد المعروف بسد خربقة، ويقع على بُعد 16 كم جنوب غرب القصر. وتمتد منه قناة تحت الأرض تصل حتى القصر، وتتفرع إلى الحمام والبركة والبستان والطاحونة. أما البستان فهو مسوَّر مستطيل الشكل أبعاده 1050×442م، واكتشفت فيه بقايا القناة وسكن الحارس. أما الخان فيقع على بعد 10كم شمال غرب القصر، وعُرِف بخان الملح، وهو بناء شبه مربع، طول ضلعه حوالي 55م، جدرانه من الآجر المشوي وأساساته من الحجر، وله باحة مركزية. يقع الحمام في الجهة الشمالية الغربية أيضاً، على بُعد10كم من القصر. ويتكون من قسمين: القسم البارد، وفيه أربع غرف، واحدة منها تحتوي على محراب؛ والقسم الساخن، ويقع فوق بيت النار ويتكون من ثلاث غرف.
أما القصر المعني فمظهره الخارجي أقرب إلى الحصن، لكن ذلك مجرد منظر زخرفي. وهو مربع الشكل، طول ضلعه 70م، بني من حجارة كلسية فرط حتى ارتفاع مترين، ثم أتمّ باللبن. تحتوي ثلاث من زواياه الخارجية على أبراج دائرية. أما الزاوية الشمالية الغربية، فقد تمت المحافظة فيها على برج بيزنطي مربع يعود إلى القرن 6م. يوجد في الضلع الشرقي برجان نصف دائريين يحيطان بالبوابة، وفيهما زخرفة مديدة من الجص المحفور بأساليب هندسية ونباتية. وهناك شرفتان كبيرتان أعلى البرجين، ونوافذ ضيقة تشبه المرامي. تم نقل هذه الواجهة العظيمة إلى مدخل متحف دمشق الوطني في الأربعينيات من القرن العشرين.
يؤدِّي مدخل القصر إلى دهليز مسقوف، ثم رواق مسقوف يحيط بباحة مركزية مربعة الشكل. يتكون البناء من طابقين يُعتقد أنهما متماثلان، وهناك سلّمان يؤديان إلى الطابق الثاني. ينقسم الطابقان إلى ستة أقسام مستقلة موزعة حول الباحة، يحتوي كل قسم منها على غُرف وقاعة ومرحاض. ويقع فوق أبواب الغرف أقواس جصية مخرمة للتهوية والإضاءة.
يشتهر هذا القصر بغنى زينته الفنيّة باللوحات والنقوش والتماثيل الجصية التي غطت معظم داخله والتي نقل عدد منها إلى متحف دمشق الوطني. وكان من الغريب أن يتم تنفيذ الرسومات على الأرض عوضاً عن الجدار، مما قد يدل على أهميّة الطابق الثاني والرواق المحيط بالباحة الذي يطل على منظر شامل للفنون الموجودة في الداخل.
بالرغم من البذخ في تزيين القصر والاستغلال الجيد للطبيعة، إلا أن ندرة القطع الفخارية والزجاجية فيه تدل على قلة وقصر فترات استخدام الأمويين له. استخدم الموقع لأغراض عسكرية في العصرين الأيوبي والمملوكي، وهُجر بعد التدمير المغولي للمنطقة.
View Short Description
طريقة تأريخ المبنى:
أُرِّخ المبنى من خلال كتابة موجودة على ساكف باب الخان تشير إلى أن بناء الخان تم عام 109، فاعتمد علماء الآثار هذا التاريخ للموقع بشكل عام.
مراجع مختارة:
– عبد الحق، سليم. “إعادة تشييد جناح قصر الحير الغربي في متحف دمشق.” الحوليات الأثرية السورية، 1: 1، 1951، ص 5 – 57.


