إستمر حفر بئر كولا السوفيتي حوالي 20 عامًا لإستكشاف قشرة الأرض.

بئر كولا العميق يُعتبر أعمق حفرة صنعها البشر على الإطلاق، وهو مشروع علمي سوفييتي استمر حوالي 20 عامًا لاستكشاف قشرة الأرض. كان الهدف الأصلي الوصول إلى عمق 15,000 متر، إلا أن الحفر توقف عند 12,262 مترًا بسبب ارتفاع درجة الحرارة التي بلغت حوالي 180 درجة مئوية، ما يجعل التقدم نحو أعماق أكبر غير ممكن، حيث كان من المتوقع أن تصل الحرارة إلى نحو 300 درجة مئوية.

رغم عدم الوصول إلى العمق المخطط له، فقد كشف هذا المشروع عن معلومات مذهلة عن الأرض. فقد أظهرت النتائج أن القشرة الأرضية تتكون من طبقات تشبه البصلة ويبلغ سمكها حوالي 40 كيلومترًا. كما تم اكتشاف مكامن غنية بالذهب والألماس على عمق 9,450 مترًا، وكميات ضخمة من غاز الميثان، مما دفع العلماء لإعادة النظر في نظرية المنشأ البيولوجي للنفط والغاز.

المشروع أتاح أيضًا العثور على عينات من التربة تشبه التربة القمرية على عمق 3 إلى 4 كيلومترات، ما يدعم الفرضية القائلة بأن الأرض والقمر كانا جزءًا من كتلة واحدة في وقت ما. كما ساعد العلماء على دراسة تاريخ الأرض منذ أكثر من 2.5 مليار سنة، واكتشاف أن الحياة على كوكبنا بدأت قبل حوالي 1.5 مليار سنة على الأقل بفضل العثور على أحافير مجهرية تعرف بالعوالق البحرية.

أما الأصوات الغريبة التي سمعها الفريق أثناء الحفر، والتي أطلقت عليها الشائعات لقب “أصوات بشرية أو عفاريت”، فقد اتضح أنها ناجمة عن هدير الصخور والصهارة العميقة في باطن الأرض، ووصفها البعض بأنها أشبه بشهيق وزفير كوكب الأرض نفسه، وهو ما أضاف للبئر طابعًا غامضًا جعله يُعرف باسم “بئر الجحيم”.

فسبحان الخالق.

أخر المقالات

منكم وإليكم