البطل فارس الخوري .الذي إحتلت مقعد المندوب الفرنسي بالأمم المتحدة،وحقق استقلال بلده سوريا

 

البطل الوطني فارس الخوري ،الذي ناضل من أجل استقلال بلده سوريا

البطل الوطني فارس الخوري

هذه سوريا

عندما كان رئيس الوزراء السيد فارس الخوري استاذا جامعيا و في احد محاضراته التي كان يلقيها في جامعة دمشق ،

دخل طالبٌ متأخراً عن المحاضرة ، فسأله عن سبب تأخره ،

و لكن الطالب ارتبك و تقدّم من المنصّة ليشرح للأستاذ بأن سبب تأخره ،

هو أنه يشتغل فحّاما في الليل ليحضر المحاضرات في النهار ..

فتأثر لحال هذا الطالب و تقدم منه و أمسك يد الطالب و قبلها أمام الطلبة .

فسوريا لم يحررها البلطجية و العصابات كزعران باب الحارة المشوه لتاريخ سورية .

بل حررها الاف من المثقفين و الجامعيين الحائزين اعلى الشهادات العالمية

و تجار وطنيين صناعيين خبراء بذلوا اموالهم و خبراتهم الصناعية و التجارية لرفعة سورية .

على راسهم فارس الخوري الذي ناضل من اجل استقلال بلده , و تسلم منصب عضو مجلس الأمن الدولي عام1947 .

و أول ممثل دائم لسوريا في الأمم المتحدة ، اسس مع عبد الرحمن الشهبندر حزب الشعب .

و تسلم وزير اً للمالية و الداخلية و المعارف .

و ترأس المجلس النيابي و مجلس الوزراء و الكتلة الوطنية المناهضة للاحتلال الفرنسي و التي حررت سورية ،

و هو المدافع الشرس في الأمم المتحدة عن إستقلال سوريا عن الاحتلال الفرنسي .

و حادثة جلوسه الشهيرة مكان المندوب الفرنسي

في الأمم المتحدة الذي استشاط غيظا منه حتى رد عليه ذلك الرد التاريخي :

إنك لم تحتمل ان اجلس على طاولتك لنصف ساعة

كيف تقبل ان تجلس جيوشك في بلدنا ما يزيد عن خمس و عشرون عاماً …

و نالت سوريا على اثرها على قرار استقلال سوريا و خروج الانتداب الفرنسي .

و حينها لم يكن لدى البنك المركزي ذهبا لصك عملة سورية .

فجمع تجار و صناعيي حلب و دمشق و سورية طواعية اطنان من الذهب اهدوها للبنك المركزي السوري لصك العملة السورية .

حيث كانت حلب و دمشق حينها اكبر مركز لصناعة النسيج و الجلود بالعالم و كانتا اكبر مدن صناعية متحضرة خارج اوربا .

و يوم أبلغه الجنرال غورو أن فرنسا جاءت إلى سورية لحماية مسيحيي الشرق ،

فما كان منه إلا أن قصد الجامع الأموي في يوم جمعة و صعد إلى منبره , و قال :

” إذا كانت فرنسا تدعي أنها احتلت سورية لحمايتنا نحن المسيحيين من المسلمين ،

فأنا كمسيحي من هذا المنبر أشهد أن لا إله إلا الله “

فأقبل عليه مصلو الجامع الأموي وحملوه على الأكتاف و خرجوا به إلى أحياء دمشق القديمة

في مشهد وطني تذكرته دمشق طويلا و خرج أهالي دمشق المسيحيين يومها في مظاهرات حاشدة ملأت دمشق

و هم يهتفون لا إله إلا الله،

لم يكونوا مسلمين ولا مسيحيين ولكن كانوا سوريين فقط .

و هو مؤسس معهد الحقوق العربي ، و ساهم في تأسيس المجمع العلمي العربي ، و لكن الأغرب في مسيرته أنه أستلم مهمة وزير الأوقاف الإسلامية ، حيث دافع عنه رئيس الكتلة الاسلامية النائب عبد الحميد الطبّاع آنذاك قائلاً :

” إننا نؤمن بك على أوقافنا ، أكثر مما نؤمن أنفسنا “

انها الفترة الذهبية لسورية حيث كان

محمد مهاتير محمد رئيس ماليزيا يحلم ان تكون ماليزيا بتقدم و حضارة سورية

حينها و كانت دمشق و حلب تعتبران باريس العرب

و منارة الاقتصاد و الصناعة و العلم فيها . بفضل عقول و نزاهة
و وطنية هؤلاء القادة .

طوني بيطار

أخر المقالات

منكم وإليكم