سمر محفوض والآنّ..وهنا.قراءة نقدية لقصيدة الشاعرة السورية

قراءة نقدية لقصيدة “الآن.. وهنا”..

للشاعرة السورية: سمر محفوض

الموضوع العام للقصيدة:

تتأمل الشاعرة في هذه القصيدة الذات والعالم من حولها، مستخدمة لغة رمزية وحسية لاستكشاف الفقد،

والبحث عن المعنى،

وحالة التشظي الداخلي في ظل ظروف الحرب والخراب.

تتراوح القصيدة بين الحزن الفلسفي والتأمل الوجودي،

حيث تسائل الشاعرة مصير الإنسان وعلاقته بالزمن واللغة والواقع المتغير.

البنية والصور الشعرية:

تعتمد سمر محفوض على تفكيك الصورة الشعرية وإعادة تركيبها بأسلوب يعتمد على التجريد والرمزية.

يمكن ملاحظة ذلك في استخدام المجازات والصور المتداخلة، مثل:

– “كجرة ماء بسيطة .يشرخني الجريان

→ الماء هنا ليس مجرد عنصر طبيعي، بل هو استعارة عن الزمن والتجربة الحياتية،

حيث يصبح الجريان الذي يفترض أن يكون سلاسةً، عاملًا في التشظي والتصدع.

– “افرش النجوم تحت شمس الظهيرة أو أشبكها بملاقط الغسيل”

→ هنا مفارقة بين البعد الكوني والحميمي،

حيث تنتقل النجوم من رمزها الفلكي البعيد إلى شيء يومي مألوف في حياة الإنسان،

مما يعكس محاولة الشاعرة ترويض الأحلام والأفكار وجعلها أكثر قربًا من الواقع.

– “بوسعك قطف الغصة عن شجر الكلام حتى يتوه المعنى”

→ تعبر هنا عن عبثية البحث عن الحقيقة، فحتى اللغة، التي يُفترض أن تكون أداة لتوضيح المعنى،

قد تفقد وضوحها وسط الألم والتجربة القاسية.

الثيمات الرئيسية:

1. التشظي والضياع:

تظهر الشاعرة في حالة من الحيرة وعدم اليقين،

كما في قولها:

“ما حاجتي بي..؟”

→ سؤال وجودي يحمل دلالة على التشظي الداخلي.

2.الحرب والدمار:

يظهر تأثير الواقع السوري في إشاراتها إلى الخراب والدموع والرماد،

كما في قولها:

“وتسجل يوميات الحرب في البلاد، وانصباب المديح المحرف على شد انتباه الرماد.”

→ هنا انتقاد خفي لما يحدث في الواقع من دمار وتشويه للحقائق.

3.البحث عن الحب كخلاص:

رغم السوداوية، هناك نزعة للتمسك بالحب كوسيلة للنجاة،

حيث تقول:

“الحب أعلى.. ثم أعلى.. ثم أعلى، كيما أراني.. ضميرًا وصدى”

→ الحب هنا لا يُقدم كحالة عاطفية فحسب، بل كوسيلة للتواصل مع الذات والعالم.

4.التأمل الفلسفي في المصير:

يظهر ذلك جليًا في السؤال الختامي للقصيدة:

“قف قليلا ..ثم أخبرني، من منا سينجو من الخراب بيقين…؟”

→ سؤال مفتوح يعكس عدم اليقين تجاه المستقبل والمصير،

وهو جوهر النزعة الوجودية التي تتبناها الشاعرة.

التأثرات الأدبية في شعر سمر محفوض:

من خلال تحليل القصيدة، يمكن ملاحظة تأثر الشاعرة بعدة تيارات وشخصيات أدبية:

1.الصوفية وخاصة النفري:

يتضح ذلك بجلاء في استشهادها بعبارة النفري:

“الحقيقة وصف الحق، والحق أنا”، قالها النفري داخلًا.. خارجًا

→ مثل النفري، تعتمد سمر محفوض على الغموض والتكثيف اللغوي،

وتميل إلى خلق معانٍ مفتوحة ومتعددة التفسير.

2. أدونيس (علي أحمد سعيد):

يشترك نصها مع تجربة أدونيس في النزعة التفكيكية واستخدام الرموز الصوفية والميتافيزيقية ضمن بنية حداثية،

خاصة في طريقة مزجها بين الذاتي والكوني.

3.محمود درويش:

يتضح التأثر بدرويش في النغمة التأملية، والتكرار الموسيقي،

واستخدام ثنائية الوطن/الغربة،

كما في قولها:

“سميت لك نفسي مدينة، وقلت عنك لنفسي: ادخليها بلا اسم يا غريبة”

هذه الصورة تشبه كثيرًا صور درويش حول الاغتراب الذاتي والوطن كفكرة متغيرة.

4.سعدي يوسف:

يظهر بعض التأثر بسعدي يوسف من خلال الإيقاع الهادئ والتجريب اللغوي والمزج بين اليومي والفلسفي.

الخاتمة:

قصيدة “الآن.. وهنا”:

هي تأمل شعري مكثف في الذات والخراب،

حيث تستخدم سمر محفوض لغة مشحونة بالرموز والاختزال الصوفي لخلق نص مفتوح على التأويل.

تتقاطع تجربتها مع شعراء الحداثة الكبار، لكنها تمتلك صوتًا خاصًا بها،

يتجلى في قدرتها على المزج بين الفلسفة والتجربة اليومية،

وبين الصوفية والواقعية،

وبالطبع وبصورة شاملة امتعتنا القراءة للنقالة:

سمر محفوض والآنّ..وهنا.قراءة لقصيدة الشاعرة السورية

وتعالوا الآن لتقدم قصيدة تعبر عن القلق الوجودي في زمن الحرب والانهيار.

الأن ..وهنا

ولست بحاجة الى الانشاد
كجرة ماء بسيطة .يشرخني
الجريان

….
على مرمى التفاؤل
نصف الرجاء بارد حقا
ونصف الري لايكفي
كن طيب القلب.. يا قلب

فأنا لا اسعى اليك
بل امشي حول ظلي
انقي الخطوات القريبة مني
افرش النجوم
تحت شمس الظهيرة

او اشبكها بملاقط الغسيل
كما وعل مشط مفرداته
من ازدحام الشقوق على ركبتيه
….
بحنطة اللفظ المستريح
ترنو..تصحو تنتشي
بالنزف كله ممافاتك

اذا تهاوى الشوق
اصلحت رعدك
ووهبت للريح حماقة الهبوب.
….
حيثما تلفت في هلاكك
قصيدة ترتق شهقة الشعر
حرائق تهدهد أجنتها بالمواويل

وصباح يخبىء في النص
اسرار طيشه…
الصبوة للروح
ماحاجتي بي ..؟
….
سميت لك نفسي مدينة
وقلت عنك لنفسي
ادخليها
بلا اسم يا غريبة ترسم في خطوط
كفه الايقاع وتروض النسيان
….
بوسعك قطف الغصة عن شجر الكلام
حتى يتوه المعنى
(الحقيقة وصف الحق،والحق أنا)
قالها النفري داخلا ..
خارجا
أجمع الروح بكل فقدانها المحموم

انا الان…و هنا ..

نسجت حلولا مبهمة
لمستقبل مبهم
حيث اسمينا المشهرين عائلة
في نهوضها الصباحي
مرفوعة الدمع
تخترع نهارا يتدبر حواسها
وتسجل يوميات الحرب في البلاد

وانصباب المديح المحرف
على شد انتباه الرماد
انها الارض اخر المطاف
تدق باب القلق..
الحب اعلى
ثم اعلى..
ثم اعلى،
كيما اراني..
ضميرا وصدى

مثلما يشتهي الافول
ابحث عن فراغ يملؤني..
قف قليلا ..ثم اخبرني
من منا سينجو من الخراب بيقين…؟

*********

تعليق للشاعرة السورية: سمر محفوض

* يحدث ان يأتي النهار بشعاع محبة يشبه ضحكة طازجة بزمن العبوس والخذلان الكلي …

هذا النهار كانت حصتي من الفرح اعلى واعلى ..

كل الشكر ل قراءات أدبية و لجميل/ة من قام بالقراءة تلال مودات والكثير من المحبة.

وندلف للقول أخيرا بأن الجندي المجهول الذي كتب الدراسة والقراءة النقدية بصفحة الناقد..قد أجاد واصاب لب الموضوع فكل الشكر لمقالته:

سمر محفوض والآنّ..وهنا.قراءة لقصيدة الشاعرة السورية

********

** الدراسة موجودة في صفحة:

الفيس بوك بإسم: الناقد

تحت عنوان : دراسة أدبية

المراجع والمصادر:

مواقع إجتماعية- فيس بوك

fotoartbook

elitephotoart

اترك تعليقاً