شاعر الغزل عمر بن أبي ربيعة
شاعر الغزل عمر بن أبي ربيعة

تعرفوا على شاعر الغزل:عمر بن أبي ربيعة.المعذب في الثلاث..- إعداد: عدنان محرز

شاعر الغزل عمر بن أبي ربيعة

شاعر الغزل عمر بن أبي ربيعة
شاعر الغزل عمر بن أبي ربيعة

أشهر شاعر غزل  بالعصر الاموي:

عمر بن أبي ربيعة.

المعذب في الثلاث..

– إعداد: عدنان محرز

– قالت الصغرى وقد تيمتها
قد عرفناه وهل يخفى القمر ؟

* المفتون بالغزل:

لم يعرف الأدب العربي شاعراً افتتن بالغزل افتتان عمر بن أبي ربيعة، ولم يذكر الرواة شاعراً وصف المرأة العربية وصفاً دقيقاً ورسم معالمها وحدد مواطن الجمال فيها وتحدث عن عواطفها ومشاعرها.


وما يثير غضبها ورضاها ويدفعها إلى الجفوة والصدود والتابي أو إلى الرضا والقبول وهجر الجفاء مثلما فعل شاعرنا عمر بن أبي ربيعة.

(زعيم الغزليين)المتربع على عرش شعر الغزل الأموي :

استحق الشاعر عمر بن أبي ربيعة.

بذلك لقب زعيم الغزليين وتربع على عرش الشعر الغزلي في أيام بني أمية.

ليس هذا فحسب بل إن عميد الأدب العربي طه حسين رأى فيه أكثر من ذلك حين قال:

فعمر إذن زعيم الغزليين الأمويين جميعاً لا نستثني منهم أحداً، ولا نفرق فيهم بين أهل البادية وأهل الحاضرة.

بل نحن نذهب إلى أبعد من هذا فنزعم أن عمر بن أبي ربيعة زعيم الغزليين في الأدب العربي كله

على اختلاف أطرافه، وتباين أطواره منذ كان الشعرب العربي إلى الآن.
نجومية الشاعر:

في عصر الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان تألق نجم الشاعر الغزلي عمر بن أبي ربيعة،

وتناقلت الألسن شعره الذي يشبب فيه بأجمل الفتيات ويتغزل بلياليه معهن،

ويصف ما بهن من جوى وحرقة، وما به من فتوة وشباب…

وتهافتت الغيد من أطراف الجزيرة يحفظن عنه، ويتمنين رؤيته،

حتى كان عام من تلك الأعوام الحافلة بقصص الحب فخرج الفتى محرماً،

وقصد بيت الله الحرام في مكة ليغمس جسمه في بحر النور والطهر بعد أن ذاب في بحر اللهو والهوى..

الشراك الثلاثة التي وقع فيها:

ولكن سرعان مانسي الشاعر كل شيء حتى الحرمة التي هو فيها، حين جاءته جارية جميلة تميس في ثوب من القصب.

وتسأله في دلال:

– أنت عمر بن أبي ربيعة فتى قريش وشاعرها ؟
نعم، أنا ذاك.

– هل لك أن ترى أجمل الناس وجهاً؟

*- ومن لي بذلك؟ – أنا والله لك بذلك على شريطة.
وما هي هذه الشريطة؟

– أعصبك وأربط عينيك وأقودك ليلاً…

ورضي الشاعر بالشرط واستلسم للجارية فأخرجت معجراً
من قصب وربطت به عينيه ثم قادته إلى مضرب من تلك المضارب

المنتشرة في المكان الرحب ثم رفعت المعجر عن عينيه فحار فيما يرى من الستائر الحريرية بوشيها الكوفي،

والطنافس والنمارق مما لا يرى إلا في قصور الملوك، ووقف ساهماً أمام امرأة

شف عنها ستر رقيق من الديباج الأحمر المزين بتماثيل من الذهب…

كانت فتاة، كان بياض الشمس في جبينها وحمرة الشفق في وجنتها..

وسعت الفتاة نحوه وجلست قبالته وسألته:

– أنت عمر بن أبي ربيعة فتى قريش وشاعرها؟ – نعم.. ياسيدة الحور – أنا والله ذاك…

إذن فأنت القائل :
بينما ينعتنني أبصرنني** دون قيد الميل بعدوبي الأغر

قالت الكبرى: أتعرفين الفتي

قالت الوسطى بلى هذا عمر قالت الصغرى وقد تيمتها
قد عرفناه، وهل يخفى القمر

– نعم.. ياسيدة الحور – أنا والله ذاك…
فابتسم الشاعر ورفع إليها وجهه مزهوا وقال:
– أنا قائلها ياسيدتي.

فقالت ومن هؤلاء؟
‏فاضطرب وقال متهرباً من الجواب المحرج :

‏ والله ماقلتها في جارية بعينها، ولكنني رجل شاعر أحب
الغزل وأقول في النساء.

فقالت تؤنبه في دلال قاس:
– يا فاضح الحرائر.. لقد فشا شعرك بالحجاز وأنشده
الخليفة والأمراء

وتقول إنه لم يكن في جارية بعينها؟ ثم نظرت إلى الجواري وصاحت بهن ياجواري أخرجنه..

وتدافعن فأمسكن به ربطن عينيه، ثم أمسكته التي قادته عند مجيئه

وأوصلته إلى حيث كان في مضربه.

ليلة ليلاء:
وقضى الشاعر ليلة ليلاء من الأرق المضني والتفكير في الجنة التي نعم بها لحظات ثم خرج منها مطرودا وما خالف أو عصي..

*وانجاب الليل وجاء النهار وعمر غارق في أحلامه، يهجس
بما رأه في الليل، رأي العين ثم إذا هو بالنهار سراب..

فلما كان المساء مضى إلى مكانه الذي كان فيه، وراح يتفرس الاشباح التي بدأت تمرح في مظالم الكون،

لعل فيها من ينشده كالبارحة، فإذا بالتي جاءته بالأمس تطلبه اليوم.. وسلمت عليه الجارية وقالت:

أتحب أن ترى ذلك الوجه مرة أخرى يافتي قريش؟
– إذا تكونين أعظم الناس علي منة.
على الشريطة نفسها….

واستخرجت معجرا عجرت به عيني الفتى المستسلم وقادته..

وماهي إلا دقائق حتى رفعت العصابة عن وجهه فإذا به بمضرب من الديباج الأحمر الموشى ببياض كالبدر،

وقد غص بالفرش الأرمنية والفارسية فارتمى على نمرقة من تلك النمارق المبثوثة،

وإذا بالشمس الضاحية تقبل من وراء سترها تتمايل كالسكرى وما بها من سكر وقعدت قبالته فسلمت عليه وسألته:

أأنت عمر بن أبي ربيعة فتى قريش وشاعرها؟

– نعم أنا ذاك…
– ‏- إذن فأنت القائل:

-وناهدة الثديين قلت لها: اتكي** على الرمل في ديمومة لم توسد .

– ‏فقالت: على اسم الله أمرك طاعة** وإن كنت كلفت ما لم أعود.

فلما دنا الإصباح قالت فضحتني**فقم غير مطرود وإن شئت فازدد.
– فما ازددت منها واتشحت بمرطها ** وقلت لعيني سحا الدمع من غد.
– فقامت تغطي بالرداء مكانها** وتطلب شذراً من جمال مبدد.

زعيم الغزليين عمر بن أبي ربيعة:

طه حسین :عمر زعيم الغزليين في الأدب العربي كله منذ كان الشعر العربي إلى الآن.

عمر يعتق العبدة التي أتته بخبر مضرب معذبته.

أي جنون حمل الشاعر على مرافقة أخت الخليفة في رحلتها من الحجاز إلى دمشق؟

 الخليفة يزوجه “رملة” المتيمة به.. دون أن تدري !

ثم قالت من ناهدة الثديين هذه؟ فقال: والله ماهو مني قصد ولا هو في جارية بعينها،

ولكنني رجل شاعر أحب الغزل وأقول في النساء.
فضحكت ساخرة مستخفة وصاحت به تؤنبه في دلال:

‏ – يا عدو الله.. لقد فشا شعرك بالحجاز ورواه الخليفة والأمراء ثم تزعم أنه لم يكن في جارية بعينها…
ياجواري اخرجنه..

ليلة أطول من سابقتها:

وتواثبت الجواري فعصبن عينيه وقادته صاحبته فما استقرت به إلا في مكانه ومضربه.

وكانت ليلة الشاعر أطول من سابقتها، فلما كان النهار أخذ يرقب الوقت هائما ملتاعاً

حتى كان المساء فجاءته الجارية تسأله:

– هل رأيت أحسن الناس وجها؟
– أي والله..
أفتحب أن أريك الثالثة؟

**&&**

** ليلة أطول من سابقتها:
*وتواثبت الجواري فعصبن عينيه وقادته صاحبته فما استقرت به إلا في مكانه ومضربه.

– إذا تكونين أعظم الناس علي منة.
– ولكن على الشريطة نفسها.

وأخرجت المعجر وأحكمت عصب عينيه، ثم قادته حتى كان في المضرب الأنيق

وإذا بالحوراء الساحرة قد أقبلت وجلست
قبالته تسأله:

– أأنت القائل:

*مازلت أتبعهم وأتبع عيسهم** حتى دفعت إلى ربيبة هودج. قالت وعيش أخي وحرمة والدي**

لأنبهن الحي إن لم تخرج. فلثمت فاها أخذاً بقرونها** شرب النزيف ببرد ماء الحشرج.

فتناولت كفي لتعرف مسها** بمخضب الأطراف غير مشنج.

قال: نعم أنا الذي قلت هذا …

فنظرت إليه في سحرها القاتل، وصوبت إلى عينيه مقلتيها
النجلاوين، ثم قالت بصوتها العاتب المؤنب:

– ياعدو الله .. لقد فضحتها وفضحت نفسك! إن وجهي من وجهك حرام ولن تعود إلي مرة أخرى.. ياجواري ادفعنه بعيدا…

سر المضرب والمرأة الساحرة:

كن هل يقاد الشاعر الهائم إلى جنة السحر ثلاث مرات دون أن يعرف عن كنهها شيئاً، أو دون أن يحتال ليعرف؟

كان عمر قد احتاط تلك الليلة فضرب يده بالدهان ثم أسدل عليها فلما صار باب مضربها أخرج يده وطبعها على جانب المضرب..

فلما انذرته بعد الرجعة دعا إليه غلمانه في اليوم التالي وقال لهم:

من أتاني بخبر المضرب الذي ضرب فيه بكذا وكذا فهو حر لوجه الله..

فما كان وقت المساء حتى أتته وليدة سوداء وقالت له:

إن المضرب الذي تبحث عنه هو الرملة أخت الخليفة عبد الملك بن مروان.

ولم يرهب الشاعر بل انتقل إلى جانب مضرب المرأة الساحرة وأخذ ينشدها شعره

وهي تضطرب في خدرها مخافة الفضيحة..

وبلغ الخبر الخليفة عبد الملك بن مروان وعلم أن عمر بن أبي ربيعة الشاعر المتشبب

قد نصب مضربه حذاء مضرب أخته.. فكتب إليها بالرحيل فرحلت.

ولست تدري أي جنون حمل الشاعر على أن يخرج مع رملة في يومها وطريقها ..

هو على فرسه وهي في هودجها .. بل لقد زاحمها في الطريق وضيق عليها حتى أشرفت عليه تقول له :

– إليك عنى أيها الرجل..

ولم يجبها الشاعر فحسب وإنما طلب منها قميصا أو خاتماً يذكره بها ..

ولم تجد سبيلاً إلى الخلاص منه إلا أن ترمي إليه بقميص لها .. فأخذه وجعل يتغنى به:

قميص مايفارقني حياتي** أنيس في المقام وفي الشخوص

 الشاعر بين يدي الخليفة:

ووصلت رملة إلى الشام فاستقبلها عبد الملك في خاصته ودخل إليها يعاتبها

– يارملة ألم أنهك عن الطواف بالبيت إلا ليلاً تحفك الجواري ويحف الجواري الخدم فالوكلاء لئلا يراك عمر بن أبي ربيعة ..؟

‏فأقسمت أنه لم يرها هناك.. وأدرك من قسمها أنه رأها ولكن في مكان آخر ..

وخرج من عندها وهو يفكر فإذا بعينيه تقع على مضرب فسأل عنه فقيل له للشاعر العربي القرشي عمر بن أبي ربيعة…

فاضطرب الخليفة واستدعى الشاعر وسأله:
– ما حملك على الخروج من الحجاز بغير اذني؟

– فأجاب الشاعر بلهجة الود الصادق:

شوقاً إليك يا أمير المؤمنين وصبابة إلى رؤيتك.. فاطرق الخليفة ملياً ينكت الأرض بيده، ثم رفع رأسه قائلاً:

-هل لك في واحدة؟
‏-من هي يا أمير المؤمنين؟
‏- رملة أزوجها

– أو يكون هذا يا أمير المؤمنين؟
– أي وربي، قد زوجتك رملة فادخل إليها من غير أن تعلم وتابع الشاعر طريقه، وقد شعر بالاطمئنان..

وأسرع إلى عروسه يفاجئها بغير أن تعلم، فثارت لرؤيته وهو يدخل عليها في خدرها وصاحت به.

‏- هبلتك أمك من أنت حتى تأتي هنا؟

‏-فقال ضاحكاً أنا المعذب في الثلاث يارملة…

– لقد نلت الذي كنت أرتجي** وأصبحت لا أخشى الذي كنت أحذر.
‏- فليس كمثلي اليوم كسرى و هرمز** ولا الملك النعمان مثلي وقيصر.

مسيرة المبدع الشاعر :عمر بن أبي ربيعة:

Umar ibn Abi Rabi’ah

العاشق عمر بن أبي ربيعة..شاعر أموي..

عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم

(ولد 644م / 23 هـ – توفي 711م / 93 هـ) شاعر مخزومي قرشي،

شاعر مشهور لم يكن في قريش أشعر منه وهو كثير الغزل والنوادر ، ولُقِب بالعاشق.

يكنى أبا الخطَّاب، وأبا حفص، وأبا بشر، ولقب بالمُغيريّ نسبة إلى جَدّه.

أحد شعراء الدولة الأموية ويعد من زعماء فن التغزل في زمانه. وهو من طبقة جرير، والفرزدق والأخطل.

موجز سيرة عمر بن أبي ربيعة:
سيرته:

كان الشاعر وسيماً، بهيَّ الطَّلْعة، نشأ في أحضان أمه يساعدها على إدارة أملاك أبيه الواسعة،

وعاش في شبابه تحت رعاية أُمّه،

فأتيح له الاختلاط بالنساء والجواري من دون تحرج،

تزوج كَلْثَم بنت سعد المخزومية، فأنجبت له ولدين وماتت عنده، فتزوج زينب بنت موسى الجُمَحيّة، فأنجبت له بِشْراً.

كان واحداً من الشعراء المجددين الذين أعطوا القصيدة الغزلية ميزات فنية عدة كالقصّ والحوار،

وترقيق الأوزان الصالحة للغناء.

نسبه ونشأته:

نسبه الكامل هو عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة

بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش

بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

من بني مخزوم إحدى بطون قبيلة قريش ويلتقي في نسبه مع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

في جده السادس مرة بن كعب ويلتقي مع الصحابي خالد بن الوليد في جده المغيرة بن عبد الله.

ولد في الليلة التي توفي بها عمر بن الخطاب سنة 23 هـ، فسمي باسمه وقال الناس بعد ذلك

زهق الحق وظهر الباطل لشعر ابن أبي ربيعة المتحرر وتقى ابن الخطاب.

شب الفتى عمر على دلال وترف، فانطلق مع الحياة التي تنفتح رحبة أمام أمثاله ممن رزقوا الشباب والثروة والفراغ.

لهى مع اللاهين وعرفته مجالس الطرب والغناء فارسا مجليا ينشد الحسن في وجوه الملاح في مكة،

ويطلبه في المدينة والطائف وغيرهما.

وفاته:

يقولون إنه مات وقد قارب السبعين أو جاوزها . وإذا صح ذلك يكون قد توفي حوالي سنة 93 هـ .

وقد تضاربت الروايات في سبب موت عمر، فقيل إنه غزا في البحر، فأحرقت سفينته ومات .

وقيل: توفي وفاة طبيعية وكان قد ترك الشعر في مشيبه.

معرض الصور:

شاعر الغزل عمر بن أبي ربيعة
شاعر الغزل عمر بن أبي ربيعة

شاعر الغزل عمر بن أبي ربيعة شاعر الغزل عمر بن أبي ربيعة شاعر الغزل عمر بن أبي ربيعة

 تعرفوا على شاعر الغزل:عمر بن أبي ربيعة.المعذب في الثلاث..- إعداد: عدنان محرز

**&&&***
المصادر:
*مجلة الكويت – ع ١٣٠- عام ١٩٩٤م- ويكيبيديا- مواقع تواصل إجتماعي.

  • fotoartbook
    المصدرfotoartbook

    elitephotoart

اترك تعليقاً