الموسوي يوسف فنان تشكيلي ومصور،
والرائد في فن الكاريكاتير. سدني : وداد فرحان
بفرشاته وألوانها الجريئة جسد النقد بصورة كاريكاتيرية اختزلت المواضيع وقدمت صورا تحاكي الواقع بقهقهة هزلية.
ثم انتقل موازيا فنه الكاريكاتيري الى بؤرة الكاميرا يصطاد لقطات تجهلها العين المجردة وتغيب عن بؤبؤها، حتى صار الوحيد الذي يجمع بين الفنيين .
الفنان يوسف الموسوي ليس فنان صدفة أو باحث عما يسد فراغ الأيام ، بل هو الوريث المتأصل في جذور الفن البصري وما أبدعته مدينته من الهامات متعددة في مجالات الأدب والفن ، ولايشار الى البصرة إلا وبرزت أسماء أعلامها عبر التاريخ في مناحي الأدب والفن والعلوم جميعها.
ورث الفن من والده وأشبعه بطراوة المدينة الغافية على ضفاف نهرها الخالد، هاجر قسريا ولم ينس فرشاته ولا أحلامه، بل جاء بهم الى أقصى الأرض ليغازل الغربة بألوانه وأفكاره التي حملت الوطن.
كان فنه الكاريكاتيري صورة يلتقطها فكره الوهاج بعدسة ثاقبة يخططها هزلا ممتعضا من واقع مرير نعيشه جميعا. كانت رسومه الكاريكاتيرية ثورات وانتفاضات ضد الاستبداد بكل أنواعه ومن ضمنه الاستبداد الاداري في قيادة الدولة العراقية الحديثة.
تعرفت اليه من قرب، فوجدته ذلك المتواضع الذي تعجز عن وصفه، واقتربت من تواضعه فوجدت فيه النخلة البصرية الشاهقة التي تزينها أعذاق البلح الذهبي، فهو هامة فنية ممتدة جذورها في نبع النهر.