فيلم السيدة باركر والدائرة الجهنمية.. حضور متجدد لجينيفر جيسون لاي.والمخرج آلان رود دلف.- عرض: عبد الستار ناجي.
فيلم السيدة باركر والدائرة الجهنمية
مقدمة فيلم السيدة باركر:
لعل فيلم السيدة باركر والدائرة الجهنمية.. له حضور متجدد لجينيفر جيسون لاي..والمخرج آلان رود دلف..
عرض وتحليل :عبد الستار ناجي
الفيلم دراسة موضوعية للظروف الثقافية وتفاصيل المناخ الاجتماعي وملامحه الخفية.
جينيفر لاي جسدت الشخصية بالحضور والموهبة
في يوم تكريمها تترك الحفل لتنزوي في عالمها الخاص.. حيث الخمر والانتحار البطيء.
الفيلم الأول :كان فيلم الافتتاح القفزة الكبرى لجويل كوهين وأمام تيم روبنز وبول نيومان.
والثاني :هو «السيدة باركر والدائرة الجهنمية من إخراج الآن رودلف
معه عدد مرموق من جيل الشباب بينهم ماثيو برودرك وكامبل سكوت واندرو مكارثي.
وإذا كانت جينيفر قد جسدت في الفيلم الأول دور صحافية تبحث عن الأخبار والأسرار
فإنها في الفيلم الثاني لا تبتعد كثيراً عن مهنة الكتابة،
فهي شاعرة وأديبة بالإضافة للكتابات النقدية والسينما والتلفزيون والمسرح.
والسيدة باركر والدائرة الجهنمية فيلم يؤكد حضور هذه النجمة الشابة
التي نروي عنها هذه الحكاية الهامشية قبيل الحديث عن الفيلم..
لقد بدأت جينيفر العمل في السينما في وقت مبكر من حياتها، فوالدها ممثل معروف هو جيسون لاي»
وقد كان لوفاة والدها في ظروف غاية في الخصوصية والتعقيد الدور الكبير في حياتها،
فقد كان والدها يصور دوره في فيلم «نطاق الرعب» من إنتاج «ستيفن سبيلبيرغ»،
ونظراً لسوء الاحتياطات، سقطت طائرة مروحية عليه مع طفلين،
وذهبوا جميعاً ضحية ذلك الحادث، ودفعت شركة التأمين الكثير.
كما دفع سبيلبيرغ أكثر.. ومما قدمه سبيلبيرغ أن فتح الباب على مصراعيه
أمام جينيفر كي يعوضها عن رحيل والدها ويمنحها الحياة والنجومية.
وكل هذا لا يقلل من قيمتها كممثلة. ما قدمه سبيلبيرغ فرصة..
عملت على استثمارها والرحيل معها إلى فضاء النجومية والعالمية،
وفي رصيدها الكثير من الأعمال السينمائية الهامة، وكان أخرها فيلم «الخراب أمام مات ديلون
و فيلم امرأة عزباء بيضاء» – أمام بريجيت فوندا التي تشبهها إلى حد كبير».
أحداث الفيلم الجديد، تجري في الأربعينات من هذا القرن،
حيث نيويورك هي مركز الإشعاع الثقافي في الولايات المتحدة الأميركية،
وكان للنقاد يومها حضورهم وقيمتهم وأثرهم البالغ في الحياة الثقافية وتوجيه الرأي العام.
حكاية الوعي الثقافي والفني:
وتشكيل الوعي الثقافي والفني. وسط تلك الظروف تلتقي مجموعة من الصحافيين والنقاد
تقودهم صبية شابة ثائرة على التقاليد، تمتاز بمقدرة على الكتابة
تستمد كتابتها من معاناتها الإنسانية على الصعيد الأسري،
والزوجي إنها «ديروثي باركر التي تقوم بدورها جينيفر جيسون لاي، وتستطيع تلك الكاتبة الشابة،
أن تنتقل من مجرد كونها كاتبة بالقطعة لإحدى الصحف غير المعروفة في الريف الأميركي،
إلى واحدة من أبرز الكاتبات التي يلتف حولها عدد بارز من النقاد والفنانين والسينمائيين،
وقد اتخذت تلك المجموعة لجلستها أحد فنادق الدرجة الأولى، حيث راحت تلك الدائرة تتسع.. وتتسع..
فمن ثلاثة صحافيين مغمورين. . إلى دائرة ضخمة يتجاوز عددها الـ ٢٥ إعلامياً وناقداً.
وكلما اتسعت الدائرة، اتسعت دائرة الهموم والمعاناة التي تواجه «ديروثي»
التي تظل تبحث بين تلك الوجوه عن الحب الحقيقي، بعد انهيار علاقتها مع زوجها الذي أصبح مدمنا.باح لها الجميع بحبهم…
وظل أقرب الأصدقاء وأكثرهم حباً وهو «روبرت بنشلي قام بدوره كامبل سكوت الأكثر حرصاً وعناية بها.. يحبها بصمت..
ويعمل على رعايتها .. لأنه يعرف أنها تحبه، ولا تريد أن تدمر تلك العلاقة بدخولها إلى حيز الروتين والبوهيمية التي تعيشها.
وتمضي الأحداث والأيام… نيويورك تتراجع لحظة بعد أخرى إلى هوليوود عن موقعها..
مع ظهور السينما والتلفزيون على عرش الإعلام.. وانتقال النسبة الأكبر من دور الإعلام إلى الجانب الآخر من القارة..
مما يضطر ديروثي للانتقال ومواصلة الكتابة.. والعلاقات…
فيلم يغوص في مكانة كاتبة، خسرت جميع الرجال.. وخسرت نفسها، ومنحت القرائها وجمهورها الكثير من التحف الأدبية…
يوم التكريم:
وفي يوم تكريمها للدور الذي قامت به تكتشف أن كل ما حدث عبث… وفوضى وجنون.
وتترك الحفل لتنزوي في عالمها الخاص حيث الخمر.. والانتحار البطيء…
وتمضي أحداث الفيلم منذ مطلع الأربعينات حتى نهاية الخمسينات تشهد مرحلة تألق وانحسار نجومية تلك الكاتبة
الموهبة التي ظلت حياتها كما رواياتها مشبعة بالعذاب.. والقلق…
حينما تتحدث عن المخرج آلان رودلف فإننا نتحدث عن مخرج يميل إلى التشكيل
فيلم المخرج روبرت الثمان:
ولهذا فإن الفيلم يأتي من إنتاج المخرج روبرت الثمان الذي يعتبر أحد رواد هذا النهج،
كما يعتبر الان أحد تلاميذه المخلصين.. وهذا الأخير يؤكد في كل
تجربة يتصدى لها،
على أهمية البحث في هذا الجانب الفني ذي القيمة العالية والخصوصية البالغة.
مزيج الملون بالأبيض الأسود:
الفيلم يمزج بين الأسود والأبيض وعدد من المشاهد الملونة، ولكن المشاهد لانسيابية الأحداث لا يشعر أنه قد انتقل من مرحلة إلى أخرى،
وإن اعتمد المخرج على تلك النقلات لتوضيح الانتقال إلى الماضي بالذات..
وهي نقلات خاصة برؤية وتداعي ذكريات ديروثي»
التي تقوم دائماً بعقد مقارنات لتطور الشخصيات والأحداث التي يحيط بها.
الدراسة الموضوعية للفبلم:
في الفيلم دراسة موضوعية للظروف الثقافية، والمناخ الاجتماعي بكل تفاصيله وملامحه الدقيقة والخفية ..
سواء تلك التي تأتي في عالم السينما أو ذاك الذي في جانب الطباعة والصحافة والنشر..
عوالم مختلفة، وشخصيات تنتمي إلى كل العوالم قادمة بكل اخطائها وإيجابياتها وهمومها،
تتعرى من كل التفاصيل.. نرى من خلالها أدق التفاصيل وأهمها.
وفي الفيلم أيضاً كما أسلفنا تلك النزعة التشكيلية على صعيد الكوادر
والمشاهد و درجات الإضاءة وحرفيات الصورةوالصوت والأزياء…
دقة صناعة الفيلم:
فيلم دقيق الصنعة، يستمد قيمته من تلك الأحداث التي رغم بساطتها، إلا أنها ترصد القطاع الثقافي بكل ملامحه..
وهو رهان يمارسه آلان رودلف في جميع أفلامه، هكذا كان في فيلم «المجددون»، و «صنع في الجنة»..و«مشاكل في العقل»
وغيرها من الأفلام التي حملت توقيع هذا المخرج الذي عمل لسنوات طويلة
لواحد من أهم صناع السينما في هوليوود ونعني به روبرت التمان شيخ صناعة السينما الأميركية الآن.
جينيفر جيسون لاي:
استطاعت أن تجسد الشخصية بكل اقتدار وبعمق وبفهم ايجابي، كما امتلكت الحرفة للانتقال من لحظة إلى أخرى،
ومن زمن لآخر بكل حضور وموهبة..
وآخرها الخاتمة:
وبقي لنا أن نقول…فيلم السيدة باركر والدائرة الجهنمية مشاركة اميركية خارج اطار الشركة والاستديوهات الكبرى..
وهي مشاركة تتحقق بدعم من روبرت التمان وبحضور آلان رودلف والنجمة الشابة جينيفر جيسون لاي… التي تعيش لحظات تألقها ومجدها.
معرض الصور:
*فيلم”السيدة باركر والدائرة الجهنمية..حضور متجدد لجينيفر جيسون لاي..والمخرج آلان رود دلف..- عرض: عبد الستار ناجي.
****
المراجع:
– مجلة الكويت – ع ١٣٠- عام ١٩٩٤م- ويكيبيديا- مواقع تواصل إجتماعي.
*****