إمانويل كانت ونقد العقل العلمي.ترجمة غانم هنا
إمانويل كانت ونقد العقل العلمي
نقد العقل العملي – للفيلسوف الألماني: إمانويل كنت
ترجمة الدكتور السوري: غانم هنا
“يؤكد كانط في كتابه هذا أن الإرادة الخيّرة
(هناك من يترجمها بالإرادة الحسنة أو الإرادة الصالحة)
لا يمكن تفسيرها إلا من خلال تكوينها الداخلي الخاص بها (أي استعدادها الداخلي وكيفية انتظامها)،
أي أن تكوينها الداخلي وحده هو الذي يُؤخذ بعين الاعتبار،
وليست هناك أية أهمية للتطابق المادي ما بين الفعل (السلوكي) والواجب.
كما أن خلط الواجب بأي دافع مُخالف له،
مهما كان بسيطا، هو أمرٌ كافٍ لتجريد الفعل (السلوكي) من مزيته وأهميته.
يرى كانط أن مصدر الأخلاق هو العقل.
ويشرح ذلك بالقول بأن الإرادة الخيّرة هي الإرادة الخاضعة للقوانين الأخلاقية.
فكل إلزام أخلاقي يراه الذهن قانونا يعمل العقل على فرضه على الإرادة.
لذلك فالحرية تقتضي التصرف وفق قانون العقل.
فالأوامر (أو الإلزامات) المتعلقة مثلا بالحذر وبقواعد حفظ الصحة هي احتمالية
بما أنها تُعيّنُ بعض الأفعال باعتبارها وسائل وسيطة لتحقيق غايات أخرى في حدود كونها تابعة للظروف.
وبالمقابل، يعتبر الأمر الأخلاقي قطعيا، أي أنه مطلق وغير مشروط، وهو ما يجعله كونيا.
كما ينبغي عليه، فضلا عن ذلك، أن يكون مبدأ يفهمه جميع الناس.
ولقد عبر كانط عن الأمر الأخلاقي غير المشروط
(الواجب الأخلاقي غير المشروط) في صيغة أولى على الشكل التالي:
“تصرف بالكيفية التي تُمكنُ من لأن يَصير المبدأ الذي يَصدر عنه فعلُك مبدأً كونيا بإرادتك”.
لن يتمكن الفرد من تفسير أخلاقية فعله إلا حينما يتصور هذا الفعل مُنجزا من طرف الإنسانية جمعاء،
ويتصور أثرَه المحتمل عليها:
فإذا تحسّن الناسُ فإن فعلَه هذا فعلٌ أخلاقي، والعكس صحيح. وعلى سبيل المثال،
يُعتبرُ عدم إرجاع وديعة لصاحبها فعلا لا أخلاقيا،
لأن افتراض العكس:
(أي افتراض أن عدم إرجاع الوديعة هو فعل أخلاقي)
سوف يُفقِدُ مفهوم الوديعة معناه.
يرفض كانط تحويل الإنسان إلى وسيلة.
فإذا كانت الإرادة الحرة هي ملكة الفعل، انسجاما مع القوانين الأخلاقية،
فينبغي على هذه الإرادة أن تتابع تحقيق بعض الغايات الأخرى.”
**********
المراجع والمصادر:
مواقع تواصل إجتماعي – ويكيبيديا
elitephotoart