المصوّر نجيب ميقاتي.يمارس فن التصوير كما فنّ السياسة الماهر
المصوّر نجيب ميقاتي
الرئيس نجيب ميقاتي سياسي محترف ومصوّر متدرب وبين هذا وذاك فهو ظريف خفيف الظل وودود
تقديم المصور: نبيل إسماعيل
خلال تواجدي مع العديد من الزملاء في منزل الرئيس نجيب ميقاتي منذ بضعة أيام بإنتظار وصول الرئيس سعد الحريري .
كان دولته يجلس معنا في صالون منزله الرئيسي، يحادثنا بعيدا عن الرسميات
” كأصدقاء وأصحاب” يعرفون بعضهم منذ سنوات،
يتنقّل بيننا وبلباقة الرجل الودود يبتسم لنا ويمازحنا.
وفجأة من دون سابق انذار إستدار الرئيس ميقاتي نحوي وتناول كاميرتي التي وضعتها جانبي.
تلقفها بكلتا يديه وراح يلتقط صوراً عشوائية لي وللزملاء.
بينما امتشقت كاميرتي الثانية التي كانت في يدي ورحت أصوّره بينما هو يتنقل بكاميرتي
بين الزملاء ملتقطاً لهم ما تيسّر من الصّور، وتهافتوا هم على الوقوف امامه لالتقاط الصّور بعدسة نجيب ميقاتي.
تملّكني احساس في تلك اللحظة ان الرئيس ميقاتي يرغب فعلا في ان يرى المصوّرين هذه المرة من خلال الكاميرا،
وهو من اعتاد رؤية الكاميرا وجها لوجه.
كنت اراقب يديه وملامح وجهه وعينيه لأرى كيف يمارس دولته مهنة التصوير مقارنة بممارسته فنّ السياسة الماهر فيها كما يقال عنه.
تبين لي انه يسعى ليكتشف نفسه لأول مرة من خلف العدسة وليرى من خلالها كيف نحن نراه.
لعلّه خُيّل اليه انه سيرى اشخاصا مختلفين واشياء مختلفة، لكن في الحقيقة الكاميرا تخفي خلفها
” ناس طيبين فنانين يطلقون على أنفسهم
” صيّادو اللحظة السياسية “.
دولته محق فيما يعتقد ان المصوّر يعيد صوغ المشهد ويسعى لإلتقاط زمنه ومضمونه،
يلتقطه ثم تصيغه مخيلته ومهارته في قراءة وجوه اشخاص يمارسون السياسة من موقع السلطة.
الصحافيون المتواجدون لحظتها في الصالون تفاجأوا وعلت الدهشة وجوههم وصاحوا “
دولة الرئيس عم بيصوّر صوّرني دولة الرئيس”.
الكاميرا بدت مطيعة لأصبع دولته، ومرتاحة بين يديه،
هي منذ سنوات تعرفه وتصوّره لذا هما ليسا غريبين عن بعضهما،
كثيراً ما اصطادته، وكثيرا ما تربّصت به ” وكمنت” له لإتقاط صور تبرز حقيقة اللحظة وطبيعة الموقف السياسي.
الرأي العام يحبّذ الصّور غير التقليدية، يريد ان يتعرف على المسؤول بغير صور الكادر السياسي.
دقائق مرت على مشهد الكاميرا بيد رئيس الحكومة، لتنتهي هذه المغامرة الظريفة والمشوّقة،
ولاحظت استمتاع لدى الرئيس ميقاتي لممارسة دور المصّور الصحافي لأول مرة،
ولو لدقائق قليلة وخاصة ايضاً لتصوير المصوّرين.
حملت عيون دولته وهو يعيد الي كاميرتي،احترامه للمصوّر وتقديره لدوره.
كانت لفتة الرئيس بحمل الكاميرا ليست لممازحتنا بل ليقول باللغة الفوتوغرافية
“شكراً لكم ولصوركم انها تحفظ نشاطنا ولأنها أيضاً تدخلنا التاريخ البصري للبشرية.
تقديم المصور الصحفي اللبناني:
نبيل إسماعيل
مرفق صور التقطها الرئيس ميقاتي:
صياد وصادوني:
****