الطيب صالح. برواية موسم الهجرة الى الشمال

الطيب صالح. برواية موسم

رواية موسم الهجرة الى الشمال

للمبدع السوداني  الطيب صالح “

نشرت الرواية سنة 1966, في مرحلة بداية تشكل الوعي العربي الحديث بعد حروب التحرير،

و هي تخوض في عوالم الصراع بين العالم الغربي و الشرق ،

ممثلة في شخص ” مصطفى سعيد ” الطالب من قرى السودان،

الذي يغزو الغرب بعلمه ، ليصبح من كبار مفكريه و منظري الفكر الاكاديمي به .

” مستر سعيد ، لعنة الله عليك ” هي لازمة الرواية

و خاتمة العلاقات التي تجمع ( مصطفى سعيد) بفتيات أروبيات في لندن،

فبمجرد أن ينلن وطرهن من مصطفى سعيد ينتحرن تاركات خلفهن كلمات اللعنة،

و هو اللغز الذي يسعى الكاتب الى تفكيكه و اعادة تركيبه عضويا ، لعله يضع حدا لمفهوم الشرق و الغرب ،

بإحلال التفاهم و الحب مكان الكره و السيف .

ان الرواية تنظر للغربي بأعين المشرقي ، و للمشرقي بأعين الغربي، انها استشراق معكوس ، و رؤية من الداخل ،

فهل المشرقي هو عطيل دائما ؟

ألة للإشباع الجنسي، أليس في هذا تجني على ماض ضارب في الحضارة؟؟

و هل الغربي في مرآة المشرقي مجرد فتاة لعوب نسترد منها نحن المشارقة

ما فقدناه امام جحافل جيوشهم و عظائم مفكريهم، فإخضاع بنات الأصفر لفراش الجنس

هو استرداد لكرامتنا المنهوبة لسنوات طوال؟؟؟

هذا العمل هو جدلية توصيفية لعلاقات إنسانية من عوالم مختلفة، و انها لتذكرنا برواية؛

” الحي اللاتيني” لسهيل ادريس ،

و الرغبة في كنه الاختلاف بين الاروبي و العربي بصفة خاصة .

في الرواية توصيف لحياة الريف السوداني ، رؤاه في مسائل الوجود، عادته و تقاليده،

الأمر الذي يجعل من الرواية مبحثا انثروبولوجيا و سوسيولوجيا ،

ناهيك عن أدبية الأدب و ترقرق شاعرية اللغة العربية عبر جزالة السرد

و بعده عن الشكلية المفرطة و الغموض المصطنع .

الرواية منفتحة على القراءة و التأويل النقدي، اذ يمكن مقاربتها بعديد المناهج النقدية

و التي من ابرزها المنهج النفسي خصوصا ( اليسار الفرويدي) او المنهج المادي الجدلي كما رأه ( جورج لوكاتش) ،

ولا اعتقد ان مقاربة تفكيكية بنيوية يمكن أن تضيف للقارئ شيئا ذا بال،

كون هذه الرواية محملة بأبعاد إيديولوجية و تاريخية تستعصي على المناهج الاجرائية ذات البعد الشكلي.

وهران / الجزائر

********

المراجع والمصادر:

مواقع إجتماعية- فيس بوك

fotoartbook

elitephotoart

اترك تعليقاً