
تكريم الموسيقار عبد الوهاب الدكالي
خطوة مهمة نحو العناية بالذاكرة الفنية المغربية
شهدت مدينة الدار البيضاء
حفل تكريم الموسيقار عبد الوهاب الدكالي،
من طرف «صالون فرح الأندلسي للأدب والطرب»،
بحضور نخبة من الفنانين والأدباء والشعراء والمهتمين من الوسط الفني والإعلامي.
وقائع حفل التكريم احتضنها «المتحف الصغير»
الشهير لدى ساكنة العاصمة الاقتصادية،
والذي هو في الأصل فضاء حوّله الموسيقار الدكالي إلى متحف يضم العديد من القطع الفنية القيّمة والنادرة والآلات الموسيقية،
مثل آلات العود التي حصل عليها كهدايا تكريم واعتراف من كبار رواد الموسيقى العربية،
من أمثال الموسيقار محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي ومحمد القصبجي،
بالإضافة إلى العديد من اللوحات الفنية والتذكارات والأذرع والشهادات التقديرية
التي حصل عليها الفنان الدكالي عبر مساره الفني الذي يمتد إلى عقود من الزمن.
وظهر الدكالي سعيدا خلال حفل التكريم، كما كان فرحا بالمحيطين به،
وشهد الحفل قراءات شعرية،
وشهادات معبرة ومؤثرة لمجموعة من الشواعر والشعراء المغاربة، وكذلك حضور فرقة موسيقية وكورال صالون فرح الأندلسي للأدب والطرب،
حيث أدى الفنان عبد الوهاب الدكالي، بمصاحبة الفرقة مجموعة من أغانيه الخالدة،
إلى جانب مساهمات غنائية لمجموعة من الفنانين المغاربة والعرب.
واختُتِم الحفل الذي دام زهاء أربع ساعات ونصف
بكلمة شكر مؤثرة للفنان عبد الوهاب الدكالي في حق الجهة المنظمة للحفل وكل الحاضرين،
وفي مقدمتهم الرئيس الشرفي لصالون فرح الأندلسي الشاعر والكاتب والباحث الدكتور عبد الحكيم الهلالي،
كما جرى تقديم هدايا تذكارية رمزية وقيّمة للموسيقار المحتفى به من طرف أعضاء صالون فرح الأندلسي للأدب والطرب،
فيما قام الفنان الدكالي بدوره بتقديم أذرع تذكارية وشهادات تقديرية لأعضاء الصالون وبعض الوجوه الأدبية والفنية والإعلامية الحاضرة في الحفل،
اعترافا وتقديرا منه لهذه الالتفاتة الطيبة والمعبّرة من الجهة المنظمة للحفل وعُشاق الموسيقار.
واعتبر الناقد الفني المغربي بوجمعة العوفي هذا التكريم «خطوة مهمة نحو العناية بالذاكرة الفنية المغربية،
والاعتراف بإسهامات الفنان الدكالي الكبيرة في الساحة الفنية والموسيقية المغربية والعربية»،
كما أبرز أنه «تكريم يمكن أن يسهم في إشباع العطش إلى تقدير هذا الموسيقار الكبير ويعزز من مكانته في ذاكرة الأجيال الجديدة».
واستطرد العوفي متحدثا لـ «القدس العربي» بقوله :
«لا يمكن بالطبع، لتكريم فردي أن يوازي أو يعوض عن قيمة الفن الذي قدّمه الموسيقار عبد الوهاب الدكالي،
ولكن مثل هذه المبادرات يمكن أن تحفز الوعي الفني وثقافة الاعتراف،
وتزيد من الاهتمام بمسار الفنانين الكبار الذين تركوا بصمة قوية في الساحة الفنية.
ثم إن تكريم الدكالي يمثل رسالة من فعاليات المجتمع المدني
تجاه تقدير الفن والمبدعين الذين شكلوا جزءًا من الهوية الثقافية والفنية للمغرب،
وهذا قد يكون له تأثير بعيد المدى في إلهام الأجيال القادمة والحفاظ على الإرث الثقافي والفني ومواصلة تطويره».
وخلص العوفي إلى القول «إن الفنان عبد الوهاب الدكالي ليس مجرد فنان مغربي مبدع،
بل هو موسيقار شامل قادر على مزج الماضي والحاضر في كل لحن وكلمة يقدمها.
لقد استطاع أن يقدم للجمهور العربي والمغربي إرثا موسيقيا غنيا بالأصالة،
وفي الوقت ذاته مفعما بالحداثة والتجديد، مما جعله واحدا من أكبر الأسماء التي أثرت في تطور الأغنية المغربية والعربية».
*********
عبد الوهاب الدكالي:
موسيقار مغربي، من عمالقة الطرب الكلاسيكي المغربي والعربي.
كرس حياته الفنية لإمتاع الجماهير بروائعه التي تجمع بين الزجل المغربي العميق،
والموسيقى التي تمتح من الجذور، واللغة الفصحى على مدى أكثر من خمسين عاما.
المولد والنشأة:
ولد عبد الوهاب الدكالي يوم 2 يناير/كانون الثاني 1941م بمدينة فاس.
الدراسة والتكوين:
تلقى دروسا في الموسيقى والتمثيل والرسم مند الصغر. وتلقى عام 1958م.
تدريبا في المسرح صحبة “فرقة المعمورة” تحت رعاية أساتذة فرنسيين.
المسار الفني:
كان لانتقال الدكالي إلى مدينة الدار البيضاء، ولقائه بالفنان الطيب العلج دورا كبيرا في تلمس طريقه في عالم الفن عام 1957م.
سجل عام 1959م.أول أغنية “مول الخال”، بعد هذه الأغنية، سجل بعدها بـ15 يوما
أغنية “يا الغادي في الطوموبيل (السيارة)”
التي كان لها صدى كبير في سجل الأغنية المغربية، حيث وصلت مبيعاتها إلى أكثر من مليون أسطوانة.
ظلت أسهمه في ارتفاع بالرغم من معاكسة الإعلام والنقاد الفنيين آنذاك، الذين كانوا يسخرون من مظهره “المتعجرف”.
شكل العام 1962 منعطفا متميزا في حياة الرجل، فقد غادر المغرب من أجل القيام بجولته الأولى إلى الشرق العربي،
فامتد مقامه مدة سبع سنوات في القاهرة حيث اكتشف لياليها الساحرة.
عاد لمعانقة المنصة والجماهير في المغرب بنفس فني مغاير، وأغان جديدة منها :
“حبيب الجماهير” و”ما أنا إلا بشر”.
ظل يراكم أعماله الفنية التي انتقلت من جيل إلى جيل، على مدار أكثر من نصف قرن من العطاء.
أعماله:
أغنى الدكالي الخزانة الغنائية المغربية بالعديد من الأعمال الرائدة نذكر منها :
“الطوموبيل”، “أنا مخاصمك” و”العاشقين”، “أنا والغربة” و”أنا وقلبي”، “الثلث الخالي”،
“سوق البشرية” و”كان ياما كان”، “ما أنا إلا بشر”، “مرسول الحب” وغيرها كثير.
شارك في عدة أفلام منها “الحياة كفاح”، “رمال من ذهب” و”أين تخبئون الشمس؟”، “أيام شهرزاد الجميلة”.
الجوائز والأوسمة:
حاز عبد الوهاب الدكالي
على العديد من الجوائز والأوسمة،:
منها الأسطوانة الذهبية عن
أغنيته “ما أنا إلا بشر”
الجائزة الكبرى لمهرجان الأغنية المغربية بالمحمدية عام 1985م،
والجائزة الكبرى لمهرجان الأغنية المغربية بمراكش عام 1993م.
كما حصل على الجائزة الكبرى بمهرجان القاهرة عام 1997م، اختير في استفتاء أجرته مجلة “المجلة”
التي تصدرها الشركة السعودية للأبحاث والنشر، أفضل شخصية بالعالم العربي لعام 1991م.
وشحه الملك محمد السادس في 21 أغسطس/آب 2013م بوسام المكافأة الوطنية من درجة قائد،
وتم تكريمه من طرف الفاتيكان في مناسبتين.
لقب بعميد الأغنية المغربية (2001م)،
ونال الجائزة الذهبية للفنون والحرف من وزير الثقافة والاتصال الفرنسي جان جاك إيلاجون عام 2004م،
والميدالية الذهبية للاستحقاق والتفاني الفرنسية عام 2004م، والجائزة الفرنسية الكبرى للإنسانية عام 2006.
كما نال مفتاحا رمزيا لمدينة فاس في مهرجان للموسيقى العالمية العريقة عام 2008م، ومنح الدكتوراه الفخرية من جامعة بنديكتوس السادس عشر عام 2011م
*******
المراجع والمصادر:
مواقع إجتماعية- فيس بوك