البرفسور: صالح الرفاعي مع طلابه في ورشة تصوير في بيروت.
يوم كان (الأحادي والملون)..وجهان لعملة الفن الضوئي.
– بقلم : فريد ظفور
*ما حكاية الصراع بين الأبيض والأسود من جهة والملون من جهة أخرى..
*الملون و الأبيض والأسود وجهان لعملة التصوير، فالذي يخيل إليك بأنه أبيض،
ما هو إلا إنعكاس لكل الألوان على هذه المساحة البيضاء .
وما تظنة العين أسود ما هو الا إمتصاص هذه المساحة السوداء لكل الالوان ،
*من هنا ندلف للقول أن الملون هو الكونشرتو الضوئي بين الأبيض والأسود، هذا من الوجهة العلمية لعالم الألوان،
* أما جماليا فلكل من الوجهين جماليته الخاصة، سواء اللونية منها أو التدرجات الرمادية بين الأبيض والأسود.
* فتعالوا معنا نركب قطار الفن الضوئي لنتعرف على
وجهات نظر وآراء الفنانين الضوئيين السوريين
حول هذا الموضوع :
*العماد مصطفى طلاس:
الأبيض والأسود هو عهد إنتهى مع زوال عهد التخلف التكنولوجي،
يوم لم يكن ممكنا إظهار الألوان في صورنا،وانا لا أتعامل مع الأبيض والأسود.
*د.قتيبه الشهابي :
أعتقد أن الأسود ولأبيض يعطي مدلولات إنطباعية أقوى عند المشاهدة .
*محمد طالو :
انني ممن يفضلون التصوير بالأبيض والأسود لما يطلبه من جهد وتفكير و دراسة ،حيث تبرز قوة الصورة والمصور معاً، أما التصوير الملون فمجال تصويرة
هو تصوير الشرائح (السلايدات )
ومعها يمكن الحكم على قوة المصور حيث من الصعب التلاعب بالشريحة،
فهي تحتاج لدراسة كبيرة من حيث النور والتوازن والإنشاء قبل إلتقاطها،
بينما يمكن للمصور أن يقتطع من الصورة الفوتوغرافيةويعمل على توازنها أثناء إخراجها من مختبره.
*فيصل الست :
أفضل الأسود والأبيض على الملون لأنني أعتبره عملا فنيا أقوى
فهو يعتمد على امكانيات المصور نفسه بعكس الملون، كذلك فإن عملية التدرج و التحكم باللون العادي تكون أكبر.
* د.صباح قباني :
أفضل أساساً الأبيض والأسود لأنه يمكن المصور من السيطرة بشكل تام.
أما الملون فهو خارج نطاقه ولأنه يستطيع أن يؤكد قدرة المصور على التصوير،
لأن الصورة ليس فيها ألوان زاهيه تشغلك عن مقومات الصورة الأساسية من تشكيل وموضوع و أبعاد ،
وإذا لم يكن في الصورة هذه المقومات لا يمكن إعتبارها صورة،
ومن هنا أعتبر التصوير بالأبيض والأسود هو الأكثر صعوبة والأكثر أهمية.
*طارق الشريف :
الأسود والأبيض هو التصوير الفوتوغرافي الحقيقي بما يملكه من امكانيات،
واللون إضافة تغني العمل وتعطيه إمكانيات جديدة للتعبير،
لكن يبقى الأسود والأبيض هو لغة التصوير الحقيقية ،
ويمكن أن تصنع منه ما هو ملون ومتدرج ومتناغم إذا فهمنا اللون على أنه غني بالتدرجات اللونية وتناغمها ،
لهذا حين يضاف اللون لا يؤثر على غنى العمل إلا إذا كان الملون هو غاية في حد ذاته
ولا يمكن أن يكون هكذا إلا إذا وصل الى التعبيرية ، أي اللون رمز لما هو داخلي في الفنان كما يقول : “فانفوغ”.
* زين شاشاني :
لا أستطيع أن أفضل أحدهما على الآخر ، ففي حين حين يلعب الضوء والظل الدور الأساسي في لوحة الأسود والأبيض ،
نجد أن تناسق الألوان وتدرجها أو تضادها له اليد الطولى في العمل الملون.
*جورج لطفي خوري :
الأبيض وأسود يثيرني أكثر من الملون،
لأني أشعر بمجال واسع للتعامل مع الطبقة الحساسة وتدرجات الرمادي فيهما،
بيد أنا لا ننكر دور الملون الذي علينا استخدامه بشكل لا يسيء للفكرة، فاللون عليه خدمة الموضوع حتى لا تصبح الألوان مكياجاً للبهرجة.
* د. مروان مسلمانی :
التصوير في الأصل هو الأسود والأبيض ولا تزال المعارض و المحافل الدولية
تطلب ذلك كعمل مرجح على الملون ، والفنان الحقيقي هو الذي يثبت للناظر عظمة اللون في الصورة ودقة تباينها ،
وتدرجات اللونين الأسود والأبيض من خلال كادر وزاوية رؤية معبرة عن وجودها.
*جورج عشي:
أحب التصوير بالملون حين يكون الموضوع وحدة لونيه ،
أي تدرج قيمة اللونية بين لونين وتدرجاتهما الواصلة بينهما ،
وأعشق التصوير بالأبيض والأسود، لأنه يترك المجال لأن نلون في مخيلتنا األوان التي نحبها ضمن تدرجات هاتين القيمتين.
*فاهي شاهنيان :
إن مضمار السباق قائم بين الأبيض والأسود و الملون فتارة يسبق الملون لسهولة تعبيره باللون،
وأخرى يفوز الأيض و أسود لإستئثاره بالمعارض والمحافل الدولية ،
وهما عندي توأمان في الإختار الخدمة هدفي وموضوعي الذي أصوره .
*أحمد أنيس :
إن هذا الأمر عائد لكل لقطة بحد ذاتها ، فلا نستطيع مثلا أن نمحو روعة الألوان وتناسقها
التي أبدعها الخالق في مختلف مخلوقاته ،
كما لا يجوز لنا أن نعطل مهمة تعتبر جزءاً من حاسة البصر ألا وهي تمييز لألوان ،
كذلك لا نستطيع أن ننكر جمال بعض اللقطات من حيث التشكيل أو فكرة الموضوع بحد ذاته،
وضرورة إلغاء اللون الذي يمكن أن يشغلنا عن جمالية أخرى هي بيت القصعيد.
- كريم شحفة: أعتبر الأسود والأبيض أساس البناء الضوئي الفني ،وتدرجاته الرمادية هي المقياس الضوئي للفنان،
*أما التصوير الملون فهو الأسهل وما هو إلا عمل مخبري بحت يحد من إبداعات الفنان،
ولا يعبر من امكانياته التقنيه ، لأن الإنطباع الدرامي الفني بالأسود والأبيض قد يفتقر له العمل بالتصوير الملوية.
* بأن الحرب بينهما والتطور التكنولوجي فرض الملون كمتربع على عرش الفن الضوئي من حيث الوفرة المادية والزمنية والتقية لمواده .
* و لكن رغم ذلك لا يجوز لنا أن نحكم على الأبيض والأسود بالإعدام ولا ان نحول هذا الحصان العجوز (الأبيض والأسود) الى المسلخ ،
*أو أن نحيله الى التقاعد أو أن نحرمه من الطعام أو أن نعتبره عاجزاً عن العمل دونها تكليفه بذلك أو ان يتحول إلى حصان يدور حول نفسه معصب العينين لتخرج الماء من البئر الفني.
* بالرغم من قدرته على القيام بالقفز و العدو ودخول المضمار الفني في المحافل والمعارض العالمية وقيامه باجمل الإبداعات والسمفونيات الضوئية الرمادية وهذا ما عبرت عنه آراء الفنانين آنفاً .
*- بقلم : فريد ظفور *ملحوظة: مقالة قديمة لم تنشر منذ عام ١٩٩٥م
المصدرfotoartbook