هكذا يقرأ الفنان المبدع الصورة
عن صفحة الفنان المتألق والفوتوغرافي المبدع انور الدرويش
الصوره التقطها لي المصور الشاب محمد ضياء سعد الله اثناء احدى جولاتنا التصويريه في سرداب احد البيوت التراثية من منطقة الميدان / الموصل القديمة …
احالها المصور محمد الى اللونين الابيض والاسود وما بينهما من درجات الرمادي ..
من وجهة نظري انها تحمل في طياتها عمقا وتعبيرا فنيا رائعا يستحق التامل .
الصورة مؤطرة داخل قوس معماري تراثي مميز يخلق احساسا بالعمق ويجذب عين المتلقي نحو الشخصية المحورية .
القوس كما لو انه بوابة نحو عالم اخر والشخصية تحاول الصعود باتجاه الاعلى مما يضيف الى المشهد ديناميكية ويمنح الشكل احساسا بالحركة المستمرة .
زاوية الالتقاط تسجل الرجل بشكل جانبي وهو ينظر الى الامام . مما يفتح بابا للتساول نحو ما يفكر به او وجهته .
ان استخدام الابيض والاسود هنا ليس خيارا لونيا اعتباطيا لا بل هو عنصر اساسي في بناء الحاله المزاجية والدراما في الشكل . اما التباين الشديد بين الظل والضوء فان اهميته تكمن في ابراز التفاصيل ما يجعله يخلق قيمة بصرية عالية للجدار المنهك . الضوء الساقط على الجانب وعلى وجه الشخصية يعزز من ابراز الملامح ويعطيه شكل الهالة بينما الظلال العميقة في الخلفية وعلى الارض تزيد من الاحساس بالغموض وان هذا التلاعب بالظل والضور يضفي على الصورة بعدا زمنيا كما لو انها لقطة من زمن مضى او هي حكاية قديمة استرجعتها العدسة ..
ان هذه الصورة تعبر عن استكشاف لزمن مختلف وامكنة خالية ومهجورة قد تحمل في طياتها قصصا لا حصر لها وهذا الدرج يرمز للتقدم والتحدي وقد يكون القوس نقطة تحول بين زمن واخر او مكان واخرى .. ..
ان هذه اللقطة هي عمل فوتوغرافي قد يكون كلاسيكيا نوعا ما لكنه مميز بالاداء الفني وعمق المعنى …
مبارك للمصور محمد ضياء تقدمه وعطائه الفوتوغرافي الذي لا ينضب …


