يعرفنا الدكتور: عصام عسيري..على الحدث الاستثنائي، الذي يسلّط الضوء على تأثير العلم في فهم الفن لإكتشاف سر صناعة تمثال بوذا بحجمه الطبيعي.

العلم والفن يجتمعان

د. عصام عسيري

هذا الحدث الاستثنائي، يسلّط الضوء على تأثير العلم في فهم الفن لاكتشاف سر صناعة تمثال بوذا بحجمه الطبيعي لأول نسخة منه.

جمع معرض آرثر في واشنطن العاصمة الأمريكية، أقدم ثلاث مجسمات لبوذا، صُنعت في القرن السادس والسابع الميلادي، جلبها من متحف فرير ومتحف والتر ومتحف المتروبوليتان، وقام بدراستها فريق من العلماء لمعرفة الخامات والمواد المستخدمة في إنشاء هذه التماثيل.
حيث اكتشفوا بعد الدراسة والتحليل المخبري على هذا التمثال عدة طبقات من الخشب والطين مغطاة بشرائط من القماش الرطب مضافا عليها طبقات ورنيش وزيوت ودم وعظام محروق ومطحون ومواد راتنجيّة طبيعية من أشجار آسيوية أعطت التماثيل البعد الثالث.

تطلبت عملية صناعة المجسمات تجفيف كل طبقة وأخرى، ثم تلوينها بألوان طبيعية نقية وزاهية لإعطائها مظهر زاهي نابض بالحياة ثم غُطيت بطبقة متوهجة من ورق الذهب.

استخدم فريق العلماء في هذه الدراسة، مواد ومعدات متخصصة وأساليب جديدة لتحليل التماثيل لمعرفة التفاصيل المجهرية الدقيقة التي لاترى بالعين المجردة، كما استخدموا التصوير بالأشعة السينية والأشعة المقطعية المحوسبة ومجاهر الكترونية حديثة وأجهزة مسح “سكانر” اكتشفوا من خلالها جزيئات العظام المطحونة ونوعية الراتنج “الريزن” ومعرفة المواد العضوية غير العادية التي تحويها التماثيل.

هذا يفتح بابًا للدرسات والبحوث على التماثيل الأثرية في كل مكان، لفهم تاريخ وتطور الإنسان عبر العصور، من خلال دراسة المواد والتقنيات والأفكار والتصاميم المستخدمة في بناء الحضارات.

أخر المقالات

منكم وإليكم