
منصة هيبا وسعد محمد الهاشمي الناطقة بالجمال.حيث يلتقي الشعر بالصورة.
منصة هيبا وسعد محمد الهاشمي
سعد محمد الهاشمي:
منصة “هيبا” الناطقة بالجمال… حيث يلتقي الشعر بالصورة.
تقديم: فريد ظفور – علي نفنوف
مدخل و مقدمة :
عندما يغدو الضوء سطرًا شعريًا يتوهج في فضاء المعنى الفني الفوتوغرافي، يقف سعد محمد الهاشمي كصوتٍ إعلامي هادر مختلف عن أقرانه ,شامخا بالمشهد الثقافي العربي، حيث تتقاطع الصورة بالكلمة، فلا يكتفي بأن يروي الحكاية الضوئية، بل يصنع منصة يُحاور فيها الجمال بلغةروحية وبصرية متعددة الوسائط والوسائل ( إعلاميًا فصيحًا، شاعرًا مترفعًا عن النمط التقليدي، وكاتبًا يؤمن بأن الفن رسالة تتعدى اللحظة وتؤسس مجدا للذاكرة.
كبير الإعلاميين ورئيس التحرير في (HIPA)، لم يكن مجرد ناقلٍ للأخبار، بل بنّاءُ سردية بصرية وإنسانية، جعل من الكلمة رفيقةً للصورة، ومن الصورة قصيدة لا تُقرأ بالحروف بل تُحس بالبصر والبصيرة. يجمع بين أناقة التعبير ودقة الملاحظة، ويُعيد تعريف العلاقة بين النص البصري والكلمة المكتوبة.
هذه المقالة ليس فقط للتعريف بسعد، بل هي محاولة للوقوف عند تجربته، عند تلك المسافة التي يحوّل فيها الصورة إلى منصة للحوار، والشعر إلى عدسة تلتقط ما لا يُرى.
سعد الهاشمي… حين يكتب بالضوء وتتنفّس القصيدة:
ما أصعب البدايات…
هي جملة تتردد كثيرًا، لكنها تأخذ طابعًا خاصًا حين تكون بداية الكتابة عن كاتب، عن شاعر، عن رجلٍ يتقن بناء اللغة كما يتقن بناء المعنى.
وما أشقّ أن تحاول الإمساك بجمال الكلمات، حين يكون من تكتب عنه ماهرًا في نسجها بطريقة تفوقك دهشة وسحرًا.
اليوم، أجد نفسي في حضرة رجل لا يكتب بالقلم وحده، بل يكتب بالضوء، رجلٍ يتقن فن اختزال المسافات بين الأبجدية والقلوب، فلا يحتاج إلى استئذان للدخول إلى الوجدان.
ربما لأنه حفيد الضوء، أو لأنه في مساء ما، استعار عكازة الشمس ومشى بها نحو الجوائز، فبلغ مقام “جائزة حمدان الدولية للتصوير الضوئي”.
نعم، نحن نكتب عن الهاشمي… ذلك الاسم الذي يكتب الصورة بالكلمة، وينسج من الضوء قصيدة.
سعد محمد الهاشمي وجائزة HIPA :
الضوء حين يُكتب..
منذ انطلاقه وتأُسيس جائزة “هيبا”عام 2011م، لم تكن جائزة “حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي”—المعروفة بـ”هيبا”—مجرد مسابقة تُمنح جوائزها في نهاية كل موسم، بل كانت مشروعًا بصريًا حضاريًا أعاد تعريف الصورة كفن، وكسرد بصري، وكمساحة تواصل إنساني عالمي.
***
في خلفية هذا المشهد البصري الثقافي، يبرز اسم الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، “فزّاع”، ليس فقط كوليٍّ لعهد دبي، بل كشاعرٍ وإنسانٍ وصانع رؤية جمالية، آمن بأن الصورة أداة حضارية ورسالة إنسانية. من هذا الإيمان، وُلدت جائزة حمدان بن محمد الدولية للتصوير الضوئي (HIPA)، التي تحوّلت خلال سنوات قليلة إلى منصة عالمية تُنطق بالجمال وتحتفي بالتنوّع البصري والثقافي.
تحت مظلة هذا الحضور الإبداعي، تشكل دور سعد محمد الهاشمي، ليس فقط كإعلاميٍّ يُدير الكلمة، بل كصوتٍ يُجيد الإصغاء للصورة، يُنصت لتفاصيلها، ويمنحها بعدًا أدبيًا وإنسانيًا. فزّاع، بروحه الشعرية، والهاشمي، بحسّه الثقافي، يشكلان معًا امتدادًا لمنصة لا تنطق إلا بالجمال.
انبثقت الجائزة من دبي،لكنها تخطّت حدودها الجغرافية لتصبح منارة ضوء عالمية، امتدت من رمال الصحراء إلى أعماق القارات، واختزلت اللقطة في لحظة مجد إنساني وفني.
كان وراء هذا الامتداد العالمي منظومة متكاملة من العمل الإعلامي والثقافي، ومن ضمن أبرز أعمدتها وأصدق أصواتها: سعد محمد الهاشمي.
لم يكن حضوره وظيفيًا، بل جوهريًا. لم يكن مجرد صانع محتوى، بل صانع معنى، وراوٍ بصري يرى في كل صورة فرصة للكتابة، وفي كل مصوّر إنسانًا يستحق التقدير.
لقد كان سعد الهاشمي أحد أولئك الذين منحوا “هيبا” بعدها الإنساني وشعريتها الخاصة، فصارت الجائزة تُقرأ كما تُشاهد، وتُروى كما تُلتقط.
هيبا كمنصة عالمية… وسعد كصوتها الصادق:
لم تكن “هيبا” مجرد جائزة تُمنح، بل كانت على الدوام منصة متكاملة لصناعة الوعي البصري، ومشروعًا ثقافيًا يُخاطب الإنسان من خلال الصورة، ويستنهض فيه قدرة العين على التأمل، وقدرة الروح على التفاعل.
انطلقت من دبي،
لكنها لم تبقَ حبيسة الجغرافيا، بل سرعان ما تحوّلت إلى مساحة عالمية يتوافد إليها المبدعون من كل القارات.
أعادت تعريف الصورة بوصفها أكثر من لقطة: كوثيقة، كحكاية، كشاهد حضاري، وكأداة لفهم الذات والآخر.
وقد كانت هذه المهمة النبيلة بحاجة إلى صوت يفهم عمق الفكرة، ويتقن لغة الترجمة بين الضوء والوجدان.
هنا جاء دور سعد محمد الهاشمي، لا كمجرّد مسؤول إعلامي، بل كضمير ناطق باسم “هيبا”، وكاتب يُمهّد للجائزة طريقها نحو القلوب.
كان صوته هو الجسر بين الصورة ومتلقيها، يكتب عنها لا بوصفها مادة مرئية فحسب، بل كتجربة إنسانية تستحق التقدير والتأمل.
ساهم في بناء سردية إعلامية فريدة للجائزة، قائمة على الاحترام لا الاستعراض، وعلى العمق لا الإبهار اللحظي.
في كل حملة إعلامية، وفي كل بيان صحفي، وفي كل مقال افتتاحي، كان الهاشمي ينسج نبرة “هيبا”، حتى أصبحت كلماته جزءًا من هوية الجائزة، ومرآةً لوجهها الأنيق.
لم يُرِد يومًا أن يلفت الانتباه إليه، بل كان كل تركيزه منصبًا على إبراز الجائزة، دعم المصوّرين، وإعطاء كل لقطة حقّها من السرد والاعتراف.
وبفضل هذا الحس الصادق، والتوازن بين الحرف والرسالة، استطاعت “هيبا” أن تُحافظ على هيبتها، لا فقط بمن فاز بها، بل بمن كتب عنها.
سعد محمد الهاشمي لم يكن واجهة إعلامية، بل كان صوت الجائزة الصادق، صوتها الإنساني، الراوي الذي جعل من كل موسم مناسبة للاحتفاء بالجمال، ومن كل متسابق قصة تستحق أن تُروى.
حين تُكتَب الصورة…في فوتوغرافيا:
ليست “فوتوغرافيا” مجرد زاوية صحفية، بل هي منصة أعادت تعريف العلاقة بين الصورة والنص، بين المتلقي والمشهد.
في هذه المنصة، لم يكن الهاشمي يكتب كما يكتب الصحفيون، بل كما يكتب العشاق، بشغف واحترام للفن وصاحبه.
كان يترجم الضوء إلى لغة، ويمنح الظلال نبرة شعرية، ويكتب عن الصورة كما تُكتب القصيدة.لم يكن ناقلًا للحدث، بل كاتبًا للروح خلف العدسة.
الهاشمي صوت الجائزة وروحها:
حين نذكر “هيبا”، لا نذكر فقط صورًا فازت أو موضوعات تنافست، بل نذكر الصوت الذي كان يسرد الحكاية خلف الصورة: سعد محمد الهاشمي.
لم يكن مجرد مستشار إعلامي أو مسؤول محتوى، بل كان الضمير الأدبي للجائزة…هو من قرأ الصورة بعيون المصور، وقدّمها بلغة يعرفها القلب.
في كل دورة، كان حاضرًا بقلمه، بصوته، في الإعلام، في اللقاءات، في الكواليس.
لم يكن ينقل الحدث، بل يمنحه صوته، وكان يجعل من كل خبر تجربة، ومن كل نص لحظة تأمل.
حكايا سعد في كواليس الضوء:
في كواليس “هيبا”، وسط الوهج المنبعث من عيون المصورين، كان سعد يسير مثل شاعر قديم يعرف الضوء جيدًا.
كان يكتب قصصًا لا تشبه النشرات، بل تشبه الشرفات التي تعانق الياسمين الشامي، نطل منها على الحلم، على قلق المصوّر، على اللحظة التي نضجت تحت ضغط العدسة.
كان لا يروّج للجائزة، بل يفسّرها.
لا يصف الصورة، بل يمنحها صوتًا.
وجه إعلامي… وروح إبداعية:
سعد محمد الهاشمي هو أحد الأسماء البارزة في مجال الإعلام والاتصال في دولة الإمارات، ويشغل موقعًا مهنيًا مؤثرًا في حكومة دبي.
يتمتع بخبرة عميقة في تقديم الاستشارات الإعلامية، خاصة في مجالات الاتصال المؤسسي وبناء السمعة، وساعد العديد من الشخصيات العامة على تطوير حضورهم وصورتهم الإعلامية.
إلى جانب الخبرة الإدارية، يمتلك الهاشمي حسًا شعريًا معروفًا، ويُلقّب بـ”نزاري الهوى” نظرًا لأسلوبه الرومانسي في الكتابة.
وهو مدير تحرير مجلة “هيبا” المعنية بالثقافة البصرية، ويُعد من الأسماء المؤثرة في النشر، والتحرير، والورش التفاعلية.
ظل الضوء وابنه البار:
كان سعد الهاشمي ظلّ الضوء، ذاك الظل الذي لا يحجب النور، بل يرافقه ويوضّحه.
لم يكن في الواجهة، لكنه كان عمق المشهد.
لم يمنح الدعم بالمال، بل بالكلمة، بالنظرة، بالصمت الذي يقول “أنا أراك”.
وكان ابنًا بارًا لهذا الضوء… كما كان أبًا لفارس، اسمٌ يشبه امتدادًا لفروسية عاشها والده في العلم والمعرفة، والفن والشعر، في الصورة، وفي حياة الناس.
سعد… الشاعر الذي كتب الصورة بقلبه:
هو المصوّر الذي التقط الصورة بعدسته البصرية، ثم أعاد التقاطها بالكلمة.
كلماته لا تتوسل البلاغة، بل تتنفسها.
هي سهلة كجداول الماء، لكنها تضرب في العمق.
لم يكن يكتب الشعر من أجل الشعر، بل كان يكتبه كما يُزرع شيء في القلب.
أبا فارس… والفارس القادم:
كما كان فارسًا للضوء، وفارسًا للشعر،
كان في البيت أبا فارس…
اسمٌ يحمل بشارته في طيّاته، ويُبشر بأن المسيرة لم تنتهِ، بل بدأت من جديد.
فارس هو الامتداد الطبيعي لجمالٍ تعلّمه لا من الكتب، بل من نظرات والده،
من إيماءة يده حين يكتب، ومن هدوئه حين يصغي.
فحفظ الله فارس…
الفارس القادم من سلالة الضوء،
ابن الرجل الذي عاش الشعر كما عاش الصورة،
وعلّمنا أن الجمال لا يُورث، بل يُعاش.
كيمياء الروح وصورة القصيدة:
حيث يولد الشعر في مختبر الضوء
كما تعلمون، الصورة ليست مجرد أثر بصري يُلتقط بعدسة، بل هي ابنة المختبر، وليدة تفاعلات دقيقة، ومعالجات ضوئية وكيميائية.
لكن ما لا نراه بالعين المجردة، هو أن وراء هذه الكيمياء الظاهرة، تكمن كيمياء أعمق… كيمياء لا تسكن في زجاجات، ولا تُقاس بموازين، بل تُولد في داخل الروح، وتُصاغ بالحدس والنبض والشفافية.
في هذا المختبر الخفي، ظهر سعد محمد الهاشمي، لا كشاعر مصور فقط، بل كفارس الضوء والكلمة.
حلّق شاعرًا، واختار من الضوء مداده، ومن الفكرة ضوءها، ومن التجربة صدقها.
كتب القصيدة كما يُركّب الصورة، وحرّرها كما تُحرر اللقطة…هو الشاعر الذي لا يعلو صوته، بل يعلو صداه.
حين مرّ سعد من هنا:
حين يقترب موسم الجائزة، كانت الرهبة تسكن المصورين، لكن كان هناك اسم يتردد: سعد الهاشمي.
تصوروه شيخًا، فوجدوه شابًا يحمل روح الفجر، يقف بينهم، ويكتب عنهم كمن يحبهم لا كمن يراقبهم.
وفي النهاية، بقيت صورة واحدة لم تُعلّق على حائط، بل علقت في أرواحهم… صورة سعد.
الخاتمة : حين يُكتب الضوء باسم رجل…
ومن هنا، نضع نقطتنا الأخيرة، لا كخاتمة للنص،
بل كوقفة احترام أمام تجربة تستحق أن تُدرّس، وتُحتفى بها، وتُروى للأجيال القادمة.
نقطة ختامية تحمل في صمتها اعترافًا بالجمال، وشكرًا صادقًا لرجل جعل من الكلمة نافذة،
ومن الصورة جسرًا،
ومن الإنسان… قصيدة…
لم يكن سعد الهاشمي مجرد مشارك إعلامي في جائزة، بل كان شريكًا في صناعتها.
لم يقطف الجوائز، بل زرعها في أرواح من ظنوا أن الضوء لا يصل إليهم.
كان الحضور الخفي، والكلمة الصادقة، والضمير المهني.
وفي زمن تكثر فيه الأسماء وتقلّ المعاني،
يبقى اسمه من تلك القلائل التي لا تحتاج إلى مقدمة،
لأنها… ببساطة… هي الضوء نفسه.هي إرتداد صدى الإبداع بجائزة حمدان للتصوير.
⸻
بقلم: فريد ظَفور – علي نَفنوف
**هذه مقتطفات من شعر الهاشمي:
* أحمقٌ من يحاول إخفاء أنوثتك .. حماقة نملة وقفت بوجه الثوّار ..
جسدك مملكة تسكنها ملايينٌ من جنّيات الغِوى ..
يخترن بعناية من يحرقنه في الداخل .. أو يبقينه بعيداً .. لتقتله شهوته ..
حماقة أن يسيطر من يراكِ على براكين أنفاسه .. أو شطحات خياله ..
كل لفتةٍ منكِ تخترق مصدّات العقل والمنطق ..
كلُ مكشوفٍ فيكِ يعطّل في العقل حواسه إلا البصر ..
وفيم العقل هاهنا .. فأنتِ نعيمٌ .. معذّبٌ .. للجنسين من بني البشر.
*عيناكِ من تمنح الإذن لصفحة المياه .. بمعانقة ضوء القمر ..
لتصبح البحيرة .. لوحةً وضّاءة ..
تسقي سكان المدينة .. بعضاً من نور روحك الدافئة ..
أيها الوجه الذي تذوب في محيّاهُ ألفُ لوحةٍ فينيقية ..
إليكَ تعبي فاسحريه فرحاً ..
ياذات السنواتِ الغضةِ ..
ياطريقي الواسع إلى خزائن ذاكرتي البريئة ..
لكِ سَجدت ضَحِكات البشر طاعة ..
يا منجم الفرح .. يا نهر الوردِ الشهيّ ..
يا قبلةً جرت في قدرِ الكون مع الانفجار العظيم ..
فكنتِ أولَ سببٍ للسعادة ..
* هوناً عليَّ ساحرتي .. كلما أغوصُ في أسرار كنزك ..
أجدُ أنّي .. من العصور الغابرة ..
وأنتِ .. اختصارٌ للحضارة
معرض الصور:
*********
المراجع والمصادر:
مواقع إجتماعية- فيس بوك