مسرحية خاتم الجنرال ماشياس للكاتبة المكسيكية جوزفينا نجلي


بقلم د. علي خليفة

وهب الله المرأة والرجل العاطفة وقوة الإرادة والقدرة على مواجهة المواقف العصيبة ولكن المرأة تزيد العاطفة عندها عن الرجل والرجل يتحمل المواقف العصيبة عن المرأة وهذا حكم عام ولكن هذا لا يمنع من وجود رجال أصحاب عواطف جياشة ومشاعر ملتهبة ويتأثرون لأبسط الأمور حتى إننا نرى ما لديهم من عاطفة يزيد عما هو موجود منها عند كثير من النساء وكذلك نرى بعض نساء لديهن قوة إرادة وقدرة على مواجهة المواقف الصعبة تفوق فيها ما يذكر عن الرجال في ذلك
وفي هذه المسرحية القصيرة تصور لنا الكاتبة المكسيكية جوزفينا نجلي موقفا من الصراع الذي دار بين الثوار من الفقراء لا سيما من الفلاحين والحاكمين للمكسيك–وأكثرهم من الطبقة الأرستقراطية- في بدايات القرن العشرين
وتجري أحداث المسرحية في حجرة استقبال ببيت الجنرال ماشياس المشهور بين من حوله من جنوده وأهله بالشجاعة ونرى في هذه القاعة أخته الشابة الصغيرة ماريكا تمسك زجاجة سم وتكاد تهم بابتلاع ما فيها فتدركها زوجة أخيها راكيل وتعنفها وتقول لها ليس معنى موت زوجها في الحرب مع الثوار أن الحياة انتهت بل إنك ستحبين مرة أخرى وستتزوجين وأقنعتها بالتخلي عن فكرة الانتحار وتصعد ماريكا لغرفتها بالدور العلوي وتأخذ راكيل زجاجة السم وتضعها في أحد الأدراج بدولاب في هذه الحجرة
ثم يدخل شخصان لهذا البيت نعرف من حديثهما مع راكيل أنهما من الثوار وجاءا ليختبآ في هذا البيت لأن بعض أفراد من جيش السلطة الحاكمة يطاردونهما
ويحذر الكابتن أندريه -وهو أحد هذين الشخصين -راكيل من أنها لو صرخت أو لو أنها لم تساندهما في التخفي عن العساكر المطاردين لهما فإنه عند ذلك سيقتل زوجها الجنرال ماشياس لأنه أسير لدى جيش الثوار ويريها خاتم الجنرال ليؤكد لها أنه أسير عندهم
وتستطيع راكيل بذكائها ورباطة جأشها أن تخفي الكابتن أندريه وتابعه المزارع البسيط كليتو عن أعين المطاردين لهما من الجنود
وبعد ذلك يذكر لها كليتو -بينما كان الكابتن بالخارج يستكشف الأوضاع- أن زوجها الجنرال ماشياس مختلف عنها فهو جبان وأنه أعطى الثوار هذا الخاتم طواعية لعلهم لا يقتلونه ويقول لها أيضا إن قائده الكابتن أندريه قد أتى اليوم ليتعرف على بعض المعلومات لتنفيذ هجوم كبير قادم ووضع في اعتباره أن يختبآ في بيت الجنرال ماشياس
وحين تعرف راكيل بجبن زوجها خلاف ما هو شائع عنه وما كان عليه جميع أسرة ماشياس وأيضا حين تعرف بأن الكابتن قد علم معلومات خطيرة ستترتب عليها تدميرات من قبل الثوار -تقرر أن تقتل الكابتن وتابعه وتترك زوجها للموت حتى تبقى سيرته المشهورة بين الناس عن شجاعته فتضع في غفلة عن الكابتن وتابعه السم الموجود بالزجاجة في زجاجة النبيذ وتدعو الكابتن وتابعه للشراب من النبيذ بينما تكلم الكابتن عن رسالة تطلب إليه إخبار زوجها بها شفاهة وبعد لحظات من شرب الكابتن وتابعه للنبيذ المسموم يتألمان ويقول لها الكابتن وهويحتضر لقد خدعتنا ولكننا سننتصر وتقول له نعم أعلم أنكم ستنتصرون ولكن كان لا بد من قتلكما

أخر المقالات

منكم وإليكم