في عصر يتسم بالإسراع الرقمي والاستهلاك البصري السريع، حيث تتدفق الصور كسيل جارف دون ترك مساحة للتأمل، يبرز تصوير الماكرو كفن مقاوم لهذه العجلة، وكمنهج حياة بصري يدعونا إلى التوقف، والتحديق، واكتشاف العوالم الموازية التي تعيش في تفاصيل مدهشة كانت تخفى عن أعيننا العابرة. هذا الفن المتخصص ليس مجرد نوع من أنواع التصوير الفوتوغرافي، بل هو عبارة عن رحلة استكشافية فلسفية وعلمية وفنية تتكشف عبر عدسة مكبرة تكشف لنا أن ما نعتبره صغيراً أو تافهاً قد يكون عالماً معقداً مليئاً بالجمال والإعجاز.
من خلال هذا المقال الشامل، سنمضي في رحلة نستكشف فيها تاريخ هذا الفن العريق، وتقنياته المعقدة، وأعلامه البارزين، وجوهره الفلسفي، مبتدئين بخريطة عامة لمملكة التصوير الفوتوغرافي التي ينتمي إليها هذا الفن المتخصص.
قبل الخوض في عالم الماكرو الدقيق، يجدر بنا فهم مكانته ضمن النسق الأوسع للتصوير الفوتوغرافي، تلك المملكة البصرية الواسعة التي تتفرع إلى ممالك وشعوب متعددة، لكل منها لغتها وجمالياتها وتقنياتها:
عوالم التصوير الرئيسية:
1. عالم الطبيعة الخلّابة: · تصوير المناظر الطبيعية (Landscape): سرد بصري للأرض والسماء، يعتمد على الاتساع والعمق والتوقيت الذهبي.
تصوير الحياة البرية (Wildlife): صيد بالعدسة للكائنات الحية في مواطنها، يجمع بين الصبر والمعرفة البيولوجية.
التصوير الفلكي (Astrophotography): رصد الكون ونجومه، يحتاج معدات متخصصة ومعرفة فلكية.
2. عالم الإنسان والتعبير:
تصوير البورتريه (Portrait): استنطاق الروح عبر الوجه، من أعمق الفنون التصويرية.
التصوير الصحفي والتوثيقي: عدسة الشاهد الأمين على الأحداث والقضايا الإنسانية.
تصوير الأعراس والأحداث: توثيق المشاعر واللحظات الإنسانية الفريدة.3. عالم الصناعة والتجارة:
تصوير المنتجات والطعام: إبراز الجمال المادي والجاذبية الحسية للأشياء.
التصوير المعماري: هندسة الضوء والخطوط والفضاء.
4. عوالم التخصص الفني:
التصوير التجريدي: تحرير الشكل واللون من قيد التمثيل الواقعي.
تصوير الشارع: الشعر البصري للحياة اليومية والعفوية الإنسانية.
وسط هذه العوالم الواسعة، يقف تصوير الماكرو كـ “عالم داخل العالم”، يحتل مساحة فريدة عند تقاطع العلوم الدقيقة مع الفنون البصرية، مستخدماً أدوات وتقنيات متخصصة لنقل ما هو خفي وكشف ما هو مستتر، مبرهناً أن الحجم لا علاقة له بالجمال أو التعقيد.
ما هو تصوير الماكرو علمياً؟
تصوير الماكرو هو فرع من التصوير الفوتوغرافي يتم فيه تصوير الأشياء الصغيرة بحيث يظهر حجمها في الصورة بحجم طبيعي (1:1) أو أكبر على مستشعر الكاميرا. هذه النسبة هي جوهر التعريف التقني:
نسبة 1:1: يعني أن جسماً طوله 1 سم سيظهر بطول 1 سم على المستشعر.
نسبة 2:1: يعني أن الجسم سيظهر ضعف حجمه الحقيقي على المستشعر.
نسبة 1:2: يعني أن الجسم سيظهر نصف حجمه الحقيقي (وهذا لا يعتبر تصوير ماكرو حقيقياً).
التحدي التقني الأكبر: معضلة عمق المجال الضحل
عند الاقتراب الشديد من الموضوع، يواجه المصور مشكلة عمق المجال الضحل بشكل استثنائي، حيث قد يكون عمق المجال أقل من مليمتر واحد. هذا يعني أن جزءاً ضئيلاً فقط من الموضوع سيكون حاداً بينما يذوب الباقي في ضبابية.
الأدوات: ترسانة المصور الماكروفيلي
1. العدسات: عيون العالم المصغّر· العدسات الماكرو المخصصة: الخيار الأمثل للمحترفين. · 100mm f/2.8: عدسة متعددة الاستخدامات، تسمح بالتصوير من مسافة مناسبة (خاصة للحشرات الحية). · 60mm f/2.8: اقتصادية وأخف، مناسبة للمواد الثابتة. · MP-E 65mm f/2.8 1-5x: عدسة متخصصة تصل إلى تكبير 5 أضعاف الحجم الطبيعي، لا تحتوي على تركيز لانهائي.
حلقات التمديد (Extension Tubes): أنابيب مجوفة توضع بين الجسم والعدسة لتقليل أقرب مسافة تركيز. · الميزة: تحافظ على جودة العدسة الأصلية. · العيب: فقدان كمية من الضوء.
العدسات العكسية (Reverse Rings): تركيب العدسة بشكل معكوس. · الميزة: تكبير عالٍ بتكلفة منخفضة. · العيب: فقدان التحكم الآلي وأحياناً فقدان التحكم بالفتحة.
2. أنظمة الإضاءة: شمس العالم المصغّر·
الفلاش الحلقي (Ring Flash): يحيط بالعدسة، يعطي إضاءة موحدة خالية من الظلال.
الفلاش المزدوج (Twin Flash): زوج من الفلاشات على جانبي العدسة، يعطي تحكماً أكبر في اتجاه الظلال.
المشتتات (Diffusers): لتنعيم الضوء القاسي وتجنب الانعكاسات الحادة.
3. أنظمة التثبيت والدعم·
الحامل الثلاثي المتين: ليس رفاهية بل ضرورة قصوى.
المنزلقات البؤرية (Focusing Rails): تسمح بحركة دقيقة للأمام والخلف لضبط التركيز.
الريموت اللاسلكي: لتجنب أي اهتزاز من ضغط زر التصوير.
4. التقنية الثورية: التكديس البؤري (Focus Stacking) تقنية رقمية متقدمة أصبحت أساسية في الماكرو الحديثة:
المبدأ: التقاط سلسلة من الصور (قد تصل إلى المئات) مع تحريك نقطة التركيز بشكل طفيف في كل لقطة.
الدمج: استخدام برامج متخصصة (Helicon Focus, Zerene Stacker, Photoshop) لدمج المناطق الحادة من كل صورة في صورة واحدة نهائية ذات عمق مجال شامل.
الثورة: حوّلت هذه التقنية إمكانيات الماكرو من الأساس، مكنت من تصوير مواضيع كاملة الوضوح كانت مستحيلة سابقاً.
***&&&***
المصادر: المعرفة
– العين الإخبارية
– البيان -اليوم الدولي –
— اليوم السابع
– أكاديمية ابن سينا
– صحيفة القدس
• – القاهرة: «الشرق الأوسط»
– موقع سبق
– الرياض – العربية نت
– صحيفة: البيان الإلكترونية
– الشرق الاوسط
– بي بي سي .كوم BBC.com
– دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN العربية)
– موقع هيبا: www.hipa.ae
– الجزيرة ،نت.
– الجريدة www.aljarida.com
– https://p.dw.com الألمانية –
_ موقع أبراج نيوز
– موقع المصرى اليوم – موقع عكاظ
مسقط – العمانية
– اليوم السابع – موقع: وضاح فوتو
الموقع الإلكتروني : victory-Jo.com
– مراسي – الزهراء
صفحة الفيس Kerolos M Takla
– صحيفة سبق الإلكترونية- وكتلة سرمد
– النهار – الجريدة – «عكاظ»
– مواقع تواصل إجتماعي – فيس بوك – ويكبيديا
– مواقع إلكترونية: المجلة- القدس العبي
الجزيرة+ العربية نيوز – فرانس24/ أ ف ب
– اخبار فن التصوير- rafik kehali
– الوسط – الألمانية
– جائزة هيبا – الإمارات اليوم – القدس العربي
– موقع المستقبل – موقع سينماتوغراف
– مجلة فن التصوير الإلكترونية.
– إيليت فوتو آرت: https://elitephotoart.net
*********


