كتب عاشق اوغاريت: د.غسان القيم..جبل الأقرع (صفن) حين كان الجبل يُصغي وكانت المدينة تتنفس الغيم.

جبل الأقرع (صفن) حين كان الجبل يُصغي وكانت المدينة تتنفس الغيم.
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
لم يكن جبلُ الأقرع كتلةَ صخرٍ تعلو البحر فحسب كان كائناً حيّاً في مخيال أوغاريت له أكتاف من ضباب وصدرٌ يتنفّس البرق وجبينٌ تلامسه أصابعُ الغيوم. منذ أقدم الأزمنة قبل أن تُدوَّن الأسماء على الرقم كان الجبل يُستدعى لا يُزار ويُناجى لا يُرى. صفن لم يكن في الأفق.
بل في القلب.
تخبرنا الألواح الطينية أن شعراء أوغاريت لم “يصفوه” بل أنصتوا إليه. كانوا يرونه وهو ينهض فجراً من البحر يجرّ عباءةً من سحابٍ أزرق ويُطلق صهيل الرعد كأنما يوقظ الحقول. هناك في أعلى العلوّ حيث لا تصل الأقدام أقام بعل راكب الغيوم قصره الذي لا تُشيّده الأيدي بل تشيّده الفصول. قصرٌ تُرصّع جدرانه بوميض البرق وتُفرش أرضه بأمطارٍ موسمية وتُفتح أبوابه مع أول هبة ريحٍ بحرية.
في أوغاريت كانت المدينة تُدار بإيقاع الجبل. ليس للوقت ساعات بل مواسم. إذا أدار صفن كتفيه أدار الناس محاريثهم. وإذا هدر ارتجّت المعابد بالبخور لا خوفاً بل ترحيباً. فبعل سيد الدورة الزراعية لم يكن إلهاً بعيداً.. كان جاراً سماوياً يُطلّ كل صباح من شرفة الغيم ويعدُ الحقول بوعدٍ قديم: “سأعود”.
تخيّل أنك تعبر شوارع أوغاريت عند الفجر. الحجارة ما تزال دافئة من حلم الليل والبحر يرسل نَفَسَه المالح ليغسل الواجهات. من المعابد يتصاعد البخور لا ليغطي المكان بل ليصعد رسالةً خفيفة نحو صفن. الكهنة لا يرفعون أصواتهم هم يعرفون أن الجبل يسمع الهمس. في الأسواق، يتبادل الناس أخبار المطر قبل أخبار السياسة.
لأن السياسة هنا كانت زراعة.
والزراعة كانت صلاة.
أما القصر الإلهي فليس قصراً يُزار في الخرائط بل يُزار في الطقوس. حين يُتلى النشيد تُفتح أبوابه. حين تُسكب أول قطرة مطر تُضاء قاعاته. الألواح تقول إن الذهب هناك ليس معدنًا.
بل نوراً.
وإن الأعمدة ليست حجراً.
بل ثباتَ المواسم.
بعل يجلس.
لا كملكٍ متعالٍ.
بل كحارسٍ للتوازن.
يوقّع بعاصفةٍ على عقد الحياة كل عام.
وهكذا هيمن الطابع المقدّس على جبل الأقرع: لأن الناس رأوا فيه استمرارهم. لم يقدّسوه لأنهم خافوا منه بل لأنهم عرفوا أن بين البحر والسماء رباطاً وأن هذا الرباط اسمه صفن. أوغاريت لم تكن مدينةً عند الجبل.. كانت مدينةً داخله.
تنبض حين ينبض.
وتسكن حين يسكن.
وتكتب تاريخها على الطين.
كي لا ينسى الغيم طريقه إليها..

سرد تاريخي
“”””””””””””””””
عاشق اوغاريت.. غسان القيم..

𐎂𐎎𐎐 𐎍𐎖𐎊𐎎

******
المصادر:
الزمان
– موقع «الشرق الأوسط»
– موقع تلفزيون سورية
– موقع (اليوم السابع)
– موقع: الرأي ميديا
– موقع صحيفة عكاظ
– موقع : العربية .نت
– موقع الجزيرة .نت
– موقع النهار العربي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)
– موقع القدس العربي
– موقع الشرق الاوسط
– مجلة الحرف والكلمة
– الإتحاد العربي للثقافة
– موقع :صحيفة سبق الإلكترونية.
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN
.bbc /arabic
– موقع موزاييك
–  جريدة الدستور
– موقع العربي الجديد
– سكاي نيوز عربية – أبوظبي
– موقع سبق- اليوم السابع
– الإمارات اليوم
– العربية .نت – الرياض
-صحيفة الثورة السورية
– موقع المصرى اليوم
– مواقع تواصل إجتماعي – فيس بوك – ويكبيديا
– مجلة فن التصوير
– إيليت فوتو آرت: https://elitephotoart.net
***********

أخر المقالات

منكم وإليكم