“فريد ظفور ” فنان يضيء الذاكرة بأربعة عقود من العطاء الفوتوغرافي
بقلم البروفسور: #صالح_الرفاعي / لبنان
رئيس تحرير مجلة فن التصوير اللبنانية الورقية
أستاذ مادة التصوير الضوئي في الجامعات اللبنانية منذ خمسين عامًا
بداية الحكاية: لقاء بيروت الذي غيّر المسار
عرفت فريد ظفور منذ أكثر من أربعين عاماً، كمراسل لمجلتنا “فن التصوير”اللبنانية الورقية، التي كنت أتولى رئاسة تحريرها آنذاك..وهي الأولى من نوعها في العالم العربي
-كان كاتباً ومحاوراً. لم يكن مجرد مصور، بل كان مثقفاً ضوئياً.و كان إنسانًا أصيلاً، مخلصًا، ومثقفًا يحمل رسالة الفن في روحه. مؤرخٌ بصريٌّ وناقدٌ ومثقفٌ إعلاميٌّ جمع بين النظرية والتطبيق، بين التقنية والإبداع.
يحمل بين يديه شغفًا صادقًا بالفن الفوتوغرافي، ورغبةً حقيقية في المساهمة في نشر ثقافة الصورة. حين طلب المشاركة في كتابة المقالات التقنية والفنية، وإجراء المقابلات مع الفنانين السوريين، دون أي مقابل مادي. كان مدفوعًا برغبة العطاء وحدها، وهو ما ميّزه عن كثيرين.
لقد تميز فريد ظفور بثقافته الفنية والتقنية الواسعة، وبأسلوبه الرشيق في الكتابة، إذ كان يقدّم مقالاته محمّلة بالمعرفة، ومعمّدة بالحب والإيمان برسالة الفن. نُشرت له عشرات المواد في المجلة، وترك فيها أثرًا عميقًا لا يُمحى. ومن أجمل المقابلات التي أجراها كانت مع كبار المصورين والفنانين السوريين مثل الدكتور مروان مسلماني، رائد التصوير الأثري في سوريا، والمصور السينمائي جورج لطفي خوري، والدكتور قتيبة الشهابي، والدكتور صباح قباني، شقيق الشاعر نزار قباني، وكذلك مع الفنان التشكيلي فاتح المدرس، والناقد والمصور السوري طارق الشريف، وغيرهم من أعلام الفن الفوتوغرافي السوري والعربي.
لقد سعى فريد، منذ عام 1982 وحتى اليوم، إلى ترسيخ ثقافة الصورة في المجتمع العربي، مؤمنًا أن الفوتوغرافيا لا تزدهر إلا حين تمتلك فلسفتها وتاريخها. فهو من الذين آمنوا بأن “الصورة بلا ثقافة ولا فكر، مصيرها إلى الزوال”، ولهذا لم يكتفِ بالمشاركة أو العرض، بل حمل همّ التعليم والتوثيق والنقد والنشر.
ومن هنا، أقولها شهادةً للتاريخ: فريد ظفور يمثل الثقافة الضوئية في سوريا، ويمتد تأثيره إلى الوطن العربي بأسره..
ولأن الفن لا يقوم على الصورة فقط بل على الفكر الذي يصوغها، طالبتُ – ولا أزال – الجهات العربية الداعمة للفن الفوتوغرافي، بضرورة تكريم المؤثرين والباحثين والكتاب في هذا المجال، أولئك الذين قدّموا المقالات، والورش، والكتب، والمحاضرات، وكرّسوا حياتهم لبناء وعيٍ فوتوغرافيٍّ متين. وفريد ظفور في مقدمة هؤلاء، يستحق جائزة تليق بعطائه، وبما قدّمه من خدمة جليلة لفن التصوير العربي.
رحلة العطاء: من المراسلة إلى ريادة الثقافة الضوئية
· التأسيس المتواصل منذ 1982م. ظلّ فريد ينشر ثقافة الفن الضوئي بلا كلل، مدمجاً بين التوثيق الصحفي والرؤية الفنية، ليصبح مرجعاً في تاريخ التصوير العربي .
· إنجازات معاصرة: شارك في عشرات المعارض من حمص إلى العراق (2008-2020)، وكتب أكثر من 400 مقالة عن الأدباء والفنانين في مجلات رقمية مثل “فوتوغرافيا الأربعاء” .
· أدوار قيادية: كعضو في اتحاد المصورين العالمي (FIB) ومحكم في ملتقيات دولية كـ”أطلنتس الدولي”، لم يكتفِ بالتصوير بل أسس لحركة نقدية وتعليمية .
مبادرات نوعية: من التكريم إلى توثيق التراث
· توثيق حمص: قاد مشروعاً تحت شعار “الصورة لغة عالمية” (2021-2025) لتسجيل معالم المدينة .
· الدعوة لتكريم المثقفين: طالب بإنشاء جوائز للمؤثرين في الثقافة البصرية، معتبراً أن النقد والكتابة أساسان لاستمرارية الفن .
· موسوعة التصوير: يعمل منذ 33 عاماً على مشروع موسوعي يوثق تاريخ التصوير، ليكون مرجعاً شاملاً للأجيال القادمة.
الرؤية: لماذا يستحق فريد الظفور التكريم؟
يمثل فريد نموذجاً فريداً للفنان الملتزم، الذي جمع بين العدسة والقلم. هو الجندي المجهول الذي رفض أن يكون الفن مجرد صورة عابرة، فحوّله إلى فلسفة وحياة. في زحف العولمة الرقمية، ظلّ يحمي الهوية البصرية العربية من خلال مواقعه الإلكترونية الخمسة، ومقالاته التي تكرس لفن الضوء كـ”فن ثامن” .
*حين نتحدث عن فريد إبراهيم ظفور، فإننا لا نتحدث عن مصورٍ فحسب، بل عن صوتٍ ثقافيٍّ ضوئيٍّ أسهم في تشكيل وعيٍ بصريٍّ عربيٍّ نادر المثال. هو واحد من أولئك الذين ربطوا الكاميرا بالقلم، والفن بالمعرفة، ليصنع من الصورة خطابًا فكريًا وجماليًا يضيء العتمة ويؤرّخ للروح.
منجزاته ومشاريعه:
خارج صفحات المجلات، بنى فريد ظفور صرحًا رقمياً وثقافياً من خمس منصات إلكترونية، ما بين مواقع ومجلات ومنتديات ومدونات متخصصة في الفوتوغرافيا، منها:
- منتديات المفتاح (2004)
- مجلة المفتاح الإلكترونية (2013)
- مجلة فن التصوير الرقمية (2014)
- منتدى فن التصوير (2021)
- مدونة محترفي فن التصوير (2024)
كما يعمل منذ أكثر من ثلاثة عقود على إنجاز مشروعه الكبير: موسوعة فن التصوير، وهو عمل موسوعي شامل يوثّق تاريخ الفوتوغرافيا العربية والعالمية، وتقنياتها ومدارسها وشخصياتها المؤثرة، ساعيًا إلى أن تكون هذه الموسوعة مرجعًا للأجيال القادمة، وذاكرةً بصريةً تحفظ إرث المصورين العرب.
وقد كان لفريد ظفور حضور مؤثر في دعم جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الفوتوغرافي (هيبا)، عبر مقالاته وتحليلاته وتغطيته المستمرة لدوراتها، مساهمًا في نشر الوعي الفني وتشجيع المواهب على المشاركة فيها.
كلمة أخيرة:
في زمنٍ طغت فيه الصورة السريعة على المعنى، يظل فريد إبراهيم ظفور من القلائل الذين جعلوا من الضوء لغةً للوعي، ومن الكاميرا منبرًا للفكر.
هو شاهدٌ على تحوّلات الفن الفوتوغرافي العربي، وفاعلٌ في صياغة ثقافته، وناشرٌ لمفاهيمه النقدية والجمالية.
إن تكريمه ليس مجرد واجبٍ شخصي، بل هو تقديرٌ لجيلٍ من الرواد الذين آمنوا أن الصورة فعلُ معرفةٍ قبل أن تكون لحظةَ التقاط.
وهكذا كان..فريد ظفور…عدسة من حمص تضيء فضاء العرب..
وهكذا كان..فريد ظفور…عدسة من حمص تضيء فضاء العرب..
لأنه لم يكن يلتقط الصور بل كان يوقظ الذاكرة.
تعليق من الإتحاد العربي للثقافة..
[[ وبالختام: دعوة إلى ضمير الفن العربي..
ما قاله البروفسور الرفاعي يختصر المسيرة: “فريد ظفور سعى جاهداً ومخلصاً منذ 1982م، ويستحق كل التكريم” . إنه بحق “قامة طويلة في فن التصوير”، كما وصفه الزميل ناظم عطا عبود . فلتستجب الجهات المعنية في العالم العربي – لا سيما في الخليج الذي احتضن المشهد الضوئي – لدعوة الرفاعي: إنشاء جائزة سنوية تكرم رواد الثقافة البصرية، كفريد وأقرانه، الذين أغنوا الساحة بالفكر قبل الصورة. فبدون ثقافة ضوئية، سيظل الفن مجرد ظل عابر.]]
*ولمن لا يعرف الظفور..إليكم نظرة شاملة على مسيرة المصور ، ومساهماته في جائزة حمدان الدولية للتصوير (هيبا)، وجهوده المتعلقة بمواقع التصوير الخمسة وموسوعة فن التصوير.
*مسيرة المصور والصحفي : فريد إبراهيم ظفور
يُعد فريد ظفور من الأسماء البارزة في عالم التصوير الفوتوغرافي والصحافة الفنية في الوطن العربي، خاصة في سوريا. جمع في مسيرته الممتدة على مدى عقود بين شغف التوثيق البصري والإبداع الصحفي، مقدّمًا إرثًا فنيًا وثقافيًا كبيرًا.
- الخلفية: من مواليد حمص في سوريا بتاريخ 5/5/1955.
- الدور الثقافي: ساهم بشكل فاعل في نشر الثقافة التصويرية وتوثيق الأحداث والمعالم، وتعزيز حضور الفنون البصرية.
- المشاركات الفنية: شارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية، محليًا ودوليًا، بما في ذلك معارض في حمص، حلب، دمشق، واللاذقية والعراق.
- الإصدارات: كان له اهتمام بإصدار المجلات التي تهتم بالصورة، وتمنى إعادة إصدار مجلة “فن التصوير” أو غيرها من المجلات المتخصصة.
مساهماته في جائزة حمدان الدولية للتصوير (هيبا)
ساهم فريد إبراهيم ظفور في نشر الوعي والتعريف بـ جائزة حمدان الدولية للتصوير الفوتوغرافي (HIPA)، والتي يرعاها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم (فزاع)، لا سيما خلال الأعوام التي حضر إليها: 2015، 2016، و 2017م.
من أبرز أوجه مساهماته في فضاء هيبا وعالم التصوير الخليجي والعربي:
- التغطية الصحفية والإعلامية: عمل على نشر الأخبار والمقالات الخاصة بالجائزة، مسلطًا الضوء على دوراتها ومواضيعها ونتائج تحكيمها، مما ساهم في رفع مستوى الوعي بالجائزة والتحفيز على المشاركة بها.
- التحليل والنقد البناء: قدّم مقالات تحليلية حول أعمال المصورين الفائزين أو المشاركين في الجائزة، مما أثرى المشهد النقدي والفني للتصوير.
- التشجيع والدعم: لعب دورًا في توجيه المصورين وتقديم النصائح لهم للمشاركة بفعالية في مسابقات هيبا.
- نشر ثقافة هيبا: ساعد في ترسيخ مكانة الجائزة كمنصة عالمية رائدة تدعم نهضة الفن الفوتوغرافي في الخليج والوطن العربي والعالم.
فكرة عن مواقعه الخمسة وموسوعة فن التصوير
. موسوعة فن التصوير:
- فكرة المشروع: هي مشروع ضخم يعمل عليه ظفور منذ 33 عامًا ويسعى لأن يرى النور قريبًا. الموسوعة تهدف إلى أن تكون مرجعًا شاملاً لفن التصوير الفوتوغرافي، تغطي تاريخه، تقنياته، مدارسه، وأبرز شخصياته.
- الهدف: إثراء المكتبة العربية بمرجع أكاديمي وفني شامل، يخدم الأجيال الجديدة من المصورين والمهتمين بالفن البصري.
- الدعم: يأمل أن يخرج هذا العمل إلى النور بمساعدة المهتمين بنهضة الفن الفوتوغرافي في الخليج، وعلى رأسهم جائزة حمدان الدولية للتصوير (هيبا) برعاية سمو الشيخ حمدان.
*المواقع الإلكترونية هي منصات نشر فنية وصحفية. تمثل ركائز لنشاطه المستمر في المجال الرقمي. إلا أنها تعكس سعيه :
- نشر ثقافة الصورة: استخدام الإنترنت كأداة قوية لنشر المعرفة بالتصوير الفوتوغرافي وتاريخه.
- تغطية الأحداث الفنية: توفير منصات لتغطية آخر الأخبار والتطورات في عالم التصوير، بما في ذلك مسابقات مثل “هيبا”.
- التواصل مع الجمهور: بناء جسور للتفاعل بين المصورين والمتابعين والنقاد.
جهود فريد ظفور تندرج ضمن مساعي رواد التصوير العرب لتوثيق هذا الفن والارتقاء به ليكون بمصاف الفنون العالمية، وهو ما يتوافق مع الرؤية الثقافية والفنية التي تتبناها جائزة هيبا.
اما الدور الريادي والمؤسسي لفريد إبراهيم ظفور في المجال الرقمي وتأسيس الموسوعات:
، حيث يتجاوز كونه مصوراً وصحفياً إلى كونه مؤسساً ومنتجاً للمحتوى المعرفي والرقمي في الفنون والآداب عامة، وبخاصة التصوير الفوتوغرافي.
هذا يثبت عمق التزامه المعرفي وتوثيقه لتاريخ وحاضر الفنون، خاصة أن فكرة الموسوعة سابقة بكثير لانتشار الإنترنت الواسع.
بهذه الإضافات، يتضح أن فريد إبراهيم ظفور هو: مصور فوتوغرافي، صحفي فني، رئيس تحرير، ومؤسس للمحتوى المعرفي الرقمي والموسوعي.


