زوزو حمدي الحكيم… سيدة الوقار والفن و القيم التي كتبت اسمها بين الكبار
ميلاد فنانة أصيلة في يوم 6 ديسمبر 1912
وُلدت فنانة من طراز رفيع… زوزو حمدي الحكيم.
هي واحدة من أبرز الوجوه النسائية في المسرح والسينما والإذاعة المصرية، امرأة تحمل في مسيرتها عبق الريادة، وقصة فنانة أصيلة بدأت من قرية سَنْتِرِيس بمحافظة المنوفية، لتصبح لاحقًا إحدى سيدات الفن والثقافة في مصر.
البدايات… من سنتريس إلى المعهد العالي للتمثيل
وُلدت زوزو حمدي الحكيم في 6 ديسمبر 1912. وبعد شغف مبكر بالفنون، التحقت بالمعهد العالي للتمثيل وتخرجت عام 1934.
بدأت طريقها المسرحي في الفرقة القومية تحت رئاسة الشاعر الكبير خليل مطران.
وكانت بدايتها تحمل ما هو أكثر من الفن… فقد أحبّها الشاعر إبراهيم ناجي، وقيل إنه كتب قصيدته الخالدة الأطلال فيها، وهي القصيدة التي تغنّت بها السيدة أم كلثوم لاحقًا وصارت واحدة من روائع القرن.
زيجات قصيرة وحياة مليئة بالثقافة والإبداع
تزوجت زوزو من الكاتب الصحفي محمد التابعي، لكن الزواج لم يستمر طويلًا، وتزوجت مرة أخرى بعد ذلك.
ورغم حياتها العاطفية المتقلبة، ظلت الثقافة والقراءة شغفها الأول… كانت تهوى إلقاء الشعر، وتحوّل منزلها إلى صالون أدبي يجمع كبار الأدباء والكتاب والصحفيين.
كما كتبت المقالات في الصحف والمجلات بفضل هذه العلاقات الثقافية الواسعة.
زوزو في الكويت… أربعة أعوام مؤثرة
في أوائل الستينيات، سافرت زوزو حمدي الحكيم إلى الكويت، وقضت هناك أربع سنوات مع المخرج الكبير زكي طليمات في بداية تأسيس معهد التمثيل هناك.
شاركت في التدريس والإشراف وأسهمت في صياغة ملامح المسرح الكويتي في بداياته.
السينما… من “الدفاع” إلى “المومياء” و“إسكندرية ليه”
دخلت السينما عام 1935 عندما قدّمها العملاق يوسف وهبي في فيلم “الدفاع”.
ومن هنا انطلقت مسيرتها السينمائية، فظهرت في أعمال تعدّ من علامات السينما المصرية:
وإسلاماه
ليلى بنت الفقراء
بيت الطالبات
إلى الأبد
بنات الليل
هارب من الحب
النائب العام
الصيت ولا الغنى
ريا وسكينة مع نجمة إبراهيم
قاهر الظلام
المومياء (اختارها المخرج شادي عبد السلام خصيصًا للدور، لأنه رسم الشخصية عليها قبل إبلاغها)
وجاءت محطتها الثانية المهمة مع يوسف شاهين في فيلم نساء بلا رجال مع ماري كويني وزينات صدقي وعلوية جميل، وقالت زوزو إنه كان نقلة جديدة في مسيرتها الفنية، قبل أن تتعاون معه مجددًا في إسكندرية ليه.
🎭 زوزو المسرحية… شغف لا يبرد
عملت مع الفنانة فاطمة رشدي في عدد من الأعمال المسرحية البارزة مثل:
النسر الصغير
اليتيمة
مروحة الليدي وندر مير
الملك لير
كما شاركت في أعمال إذاعية ومسلسلات تلفزيونية، من أبرزها:
«أفواه وأرانب»
أواخر حياتها… وحدة ومرض
عاشت زوزو حمدي الحكيم وحيدة في سنواتها الأخيرة.
وأُصيبت بالشلل وظلت طريحة الفراش أربع عشرة سنة، حتى ر.حـ ــلـ ــت في 18 مايو 2003، تاركة إرثًا فنيًا يستحق أن يُروى جيلاً بعد جيل.


