علاقة الأزياء بالهوية.. عامر حس المصمم الفنلندي السوري يعيد تعريفها.

هلسنكي‭ – ‬الزمان

مصمم فنلندي سوري يعيد تعريف علاقة الأزياء بالهوية

قال‭ ‬المصمم‭ ‬الفنلندي‭ ‬السوري‭ ‬عامر‭ ‬حسن‭ ‬لصحيفة‭ ‬الزمان‭ ‬إن‭ ‬مشاركته‭ ‬في‭ ‬حفل‭ ‬عيد‭ ‬الاستقلال‭ ‬الفنلندي‭ ‬‮«‬لينان‭ ‬يوهلات‮»‬‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مجرّد‭ ‬حضور‭ ‬احتفالي،‭ ‬بل‭ ‬محاولة‭ ‬مقصودة‭ ‬لتحويل‭ ‬الأزياء‭ ‬إلى‭ ‬خطاب‭ ‬بصري‭ ‬مكتمل،‭ ‬يشتغل‭ ‬على‭ ‬الفكرة‭ ‬بقدر‭ ‬اشتغاله‭ ‬على‭ ‬الشكل،‭ ‬ويخاطب‭ ‬الوعي‭ ‬قبل‭ ‬العين‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬الموضة‭ ‬بالنسبة‭ ‬له‭ ‬ليست‭ ‬سباقاً‭ ‬موسمياً،‭ ‬بل‭ ‬مساحة‭ ‬للتأمل‭ ‬في‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الفن‭ ‬والهوية،‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬للقطعة‭ ‬الواحدة‭ ‬أن‭ ‬تختصر‭ ‬حكاية‭ ‬ثقافية‭ ‬كاملة‭.‬

وأوضح‭ ‬حسن‭ ‬أن‭ ‬تصميم‭ ‬الأزياء،‭ ‬كما‭ ‬يراه،‭ ‬لا‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬القماش‭ ‬ولا‭ ‬ينتهي‭ ‬عند‭ ‬الإبرة،‭ ‬بل‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬سؤال‭ ‬فلسفي،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يخيط‭ ‬فستاناً‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يخيط‭ ‬معنى‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬اللون‭ ‬عنده‭ ‬ليس‭ ‬خياراً‭ ‬جمالياً‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬جملة‭ ‬فكرية‭ ‬تحمل‭ ‬موقفاً‭.‬

واستطرد‭ ‬قائلاً‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الفهم‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬أعماله‭ ‬تجذب‭ ‬نجمات‭ ‬وملكات‭ ‬جمال‭ ‬يبحثن‭ ‬عن‭ ‬بصمة‭ ‬مختلفة،‭ ‬يجدن‭ ‬فيها‭ ‬الحكاية‭ ‬قبل‭ ‬الخامة،‭ ‬والجوهر‭ ‬قبل‭ ‬المظهر‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الفخامة،‭ ‬في‭ ‬تصوره،‭ ‬لا‭ ‬تُقاس‭ ‬بلمعان‭ ‬الأقمشة‭ ‬ولا‭ ‬بثقل‭ ‬الزينة،‭ ‬بل‭ ‬بنبرة‭ ‬فكرية‭ ‬تتشكل‭ ‬بين‭ ‬الضوء‭ ‬وحركة‭ ‬الجسد،‭ ‬لافتاً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عودة‭ ‬اللون‭ ‬الذهبي‭ ‬في‭ ‬أعماله‭ ‬الأخيرة‭ ‬جاءت‭ ‬بوصفه‭ ‬لغة‭ ‬رمزية‭ ‬لا‭ ‬عنصراً‭ ‬تجميلياً‭. ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬الفستان‭ ‬الذهبي‭ ‬المستوحى‭ ‬من‭ ‬البجعة‭ ‬الفنلندية‭ ‬استلهم‭ ‬رمزية‭ ‬الطائر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬شكله،‭ ‬بما‭ ‬يحمله‭ ‬من‭ ‬نقاء‭ ‬وقوة‭ ‬هادئة‭ ‬وسكينة‭ ‬مشدودة‭ ‬على‭ ‬حافة‭ ‬الطيران‭.‬

وتحدث‭ ‬حسن‭ ‬عن‭ ‬اللون‭ ‬الأحمر،‭ ‬معتبراً‭ ‬إياه‭ ‬موقفاً‭ ‬لا‭ ‬زينة،‭ ‬موضحاً‭ ‬أن‭ ‬اعتماده‭ ‬درجات‭ ‬النبيذي‭ ‬والكرزي‭ ‬والميتاليك‭ ‬جاء‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬نبض‭ ‬داخلي‭ ‬هادئ،‭ ‬لا‭ ‬عن‭ ‬جرأة‭ ‬صاخبة،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أن‭ ‬الأحمر‭ ‬عنده‭ ‬‮«‬لون‭ ‬الحقيقة‭ ‬التي‭ ‬تُقال‭ ‬بهدوء‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬يبقى‭ ‬الذهبي‭ ‬لون‭ ‬اللحظات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يرغب‭ ‬الزمن‭ ‬في‭ ‬محوها‭.‬

وحول‭ ‬فستان‭ ‬‮«‬الفلامينغو‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬عُدّ‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬أعماله‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬الطائر‭ ‬شكّل‭ ‬له‭ ‬مساحة‭ ‬بين‭ ‬الخفة‭ ‬والدراما،‭ ‬حيث‭ ‬تحولت‭ ‬التفاصيل‭ ‬إلى‭ ‬لغة،‭ ‬والانحناءات‭ ‬إلى‭ ‬موسيقى‭ ‬صامتة،‭ ‬معتبراً‭ ‬أن‭ ‬التفاصيل‭ ‬ليست‭ ‬عناصر‭ ‬إضافية‭ ‬بل‭ ‬أوتار‭ ‬الفكرة‭ ‬نفسها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬امتداد‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬القطع‭ ‬لأشهر‭ ‬طويلة‭.‬

وكشف‭ ‬المصمم‭ ‬عن‭ ‬ملامح‭ ‬مجموعته‭ ‬المرتقبة‭ ‬لعام‭ ‬2026،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬ستقوم‭ ‬على‭ ‬درجات‭ ‬لونية‭ ‬داكنة‭ ‬وعميقة،‭ ‬‮«‬ظلال‭ ‬تحاور‭ ‬الضوء‭ ‬ولا‭ ‬تصادمه‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬تأثير‭ ‬عالم‭ ‬الطيور‭ ‬ولكن‭ ‬بنضج‭ ‬رمزي‭ ‬أكبر،‭ ‬حيث‭ ‬تصبح‭ ‬الأجنحة‭ ‬دلالة‭ ‬على‭ ‬الوعي‭ ‬لا‭ ‬على‭ ‬الطيران‭ ‬فقط‭.‬

وختم‭ ‬حسن‭ ‬حديثه‭ ‬بالإشارة‭ ‬إلى‭ ‬تنقله‭ ‬الدائم‭ ‬بين‭ ‬هلسنكي‭ ‬وباريس‭ ‬وميلانو،‭ ‬موضحاً‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الرحلات‭ ‬ليست‭ ‬بحثاً‭ ‬عن‭ ‬الموضة‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬بحث‭ ‬عن‭ ‬فكرة‭ ‬جديدة،‭ ‬أو‭ ‬خامة‭ ‬تفتح‭ ‬أفقاً‭ ‬مختلفاً،‭ ‬أو‭ ‬حركة‭ ‬طائر‭ ‬قد‭ ‬تتحول‭ ‬مستقبلاً‭ ‬إلى‭ ‬فستان‭ ‬يحتفي‭ ‬به‭ ‬الجمهور‭ ‬على‭ ‬السجادة‭ ‬الحمراء،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أن‭ ‬مشاريعه‭ ‬المقبلة‭ ‬ستظل‭ ‬وفية‭ ‬للتصاميم‭ ‬المخيطة‭ ‬يدوياً،‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬صبراً‭ ‬يشبه‭ ‬صبر‭ ‬الفن‭ ‬حين‭ ‬يتحول‭ ‬من‭ ‬فكرة‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬ملموس‭.‬

***********
المصادر:

موقع الزمان

– مواقع تواصل إجتماعي – فيس بوك – ويكبيديا
– موقع المصرى اليوم – موقع عكاظ
– مجلة فن التصوير
– إيليت فوتو آرت: https://elitephotoart.net
***************

أخر المقالات

منكم وإليكم