سميرة عباس عدستها وطنًا متنقلًا.وصوتًا للإنسان والمكان.- فريد ظفور + علي نفنوف
سميرة عباس عدستها وطنًا
عدسة تسافر بالقلب سميرة عباس
وتلتقط الضوء من وجوه الناس
حين تلتقط سميرة عباس صورتها،
فهي لا تبحث عن الإضاءة المثالية فحسب، بل تنصت إلى همس الضوء وهو يكشف عن روح المكان.
تلك العراقية التي جمعت بين عقل العالِمة وقلب الفنّانة، نسجت مسيرتها من ضوء التجربة، وعدسة الشغف، وفضولٍ لا يهدأ للسفر نحو المجهول.
بين صخب الراليات في الأردن، وصمت الأزقّة القديمة في أثيوبيا، وبين ناطحات السحاب في دبي وسواحل إيطاليا،
تتحرك سميرة بعدستها كمن تكتب مذكرات عالمها الخاص — مذكرات بصرية تنبض بالحياة.
عدسة عراقية توثّق الجمال والإنسان:
المصوّرة العراقية سميرة عباس
تقيم بين الأردن ودبي، تُجسّد بعدستها شغفًا استثنائيًا بتوثيق الجمال،
سواء في المعمار العصري أو التضاريس الطبيعية أو في ملامح البشر حول العالم.
حاملةٌ لبكالوريوس في علوم الحياة وتعمل مدرسة أحياء،
لكنها وجدت في التصوير الفوتوغرافي عالمًا موازٍ يجمع بين العلم والروح والفن.
بدأت رحلتها باستخدام الهاتف المحمول، ثم انطلقت فعليًا عام 2018 بكاميرا أهدِيَت لها،
لتخوض بعدها مسارًا مهنيًا مدروسًا بالتعلّم الذاتي والدورات المكثّفة. تميّزت في التصوير الرياضي بتغطية أبرز سباقات السيارات في الأردن،
وامتدّ إبداعها إلى التوثيق المعماري في دبي، والتصوير الوثائقي الإنساني في بنغلاديش وإثيوبيا.
أقامت معرضها الفردي الأول في عمّان بعنوان
“الأردن بعيون عراقية”
برعاية السفارة العراقية ورئاسة مجلس النواب الأردني، وهو شاهد على قدرتها على التقاط هوية الأمكنة بعين مغتربة ومحبّة.
تحمل سميرة عضوية في مؤسسات مرموقة مثل: اتحاد المصورين العرب،
الجمعية العراقية للتصوير،
الجمعية الأمريكية PSA، والاتحاد الدولي FIAP،
ونالت عبرها العديد من القبولات الدولية.
حصلت مؤخرًا على الإقامة الذهبية في الإمارات، تكريمًا لعطائها الفني،
مما يرسّخ مكانتها كإحدى الأسماء العربية البارزة في التصوير الفوتوغرافي المعاصر.
رحلاتها الفوتوغرافية وتوثيقها المصوّر:
1. الوجه الإنساني للقارة الإفريقية:
بنغلاديش وإثيوبيا كانتا من أبرز المحطات في تحوّل مسارها نحو التصوير الوثائقي الإنساني. هناك لم تكن تلتقط صورًا فحسب،
بل كانت تروي قصصًا.
في بنغلاديش: جالت بين الأزقة المكتظة والأنهار الطينية،
موثّقة حياة الطبقات المهمّشة، أطفال الشوارع، النساء العاملات، والمراكب الشعبية في دكا.
في إثيوبيا: رصدت عادات وتقاليد القرى النائية، أزياء القبائل، طقوس القهوة، ووجوه الأطفال التي تتحدث دون كلمات،
مركّزة على العلاقة بين الإنسان والطبيعة والمكان.
2. دول عربية بنكهة مغامرة:
في الأردن، وطنها الثاني، لم تكتفِ بالمدن الكبرى، بل توغلت في الصحراء والمناطق النائية:
وثّقت رالي الشرق الأوسط والرالي الوطني بعدسات سريعة الإيقاع.
رحلات التخييم في وادي رم والبتراء والأزرق أفرزت مجموعة من الصور التي تحتفي بالتكوينات الصخرية والسماء الصافية ووهج المغيب.
في سلطنة عُمان:
تأملت تدرّج الضوء على الكثبان، ووثّقت نمط العمارة الطينية والأسواق التقليدية في نزوى ومسقط.
3. أوروبا:
بين المعمار والانفعال البصري:
تنوّعت زياراتها الأوروبية بين الطابع الحضاري والإنساني:
في إيطاليا وإسبانيا:
اهتمت بتصوير العمارة الباروكية والزخارف القوطية، من كاتدرائيات فلورنسا إلى ساحات برشلونة.
في البرتغال:
التقطت الحياة اليومية في لشبونة، الزقاق الضيقة، والسلالم المنحدرة نحو البحر.
في سويسرا والنمسا:
ركّزت على التكوينات الطبيعية، الجبال الثلجية، انعكاس البحيرات، ومشهدية الريف المغمور بالضباب.
في اليونان: جمعت بين اللون الأبيض والأزرق في سانتوريني، ورصدت لحظات غروب لا تتكرر.
4. جزر آسيوية برؤية شاعرية:
في جزر المالديف وماليزيا: انحازت إلى البساطة، فوثّقت الحياة الساحلية، مركّزة على الماء كلغة بصرية، وعلى الألوان المشبعة التي تعكس هدوء الحياة.
حين تصير عدسة سميرة عباس وطنًا متنقلًا… وصوتًا لجماليات الإنسان والمكان
في زمن يتسارع فيه كل شيء، اختارت سميرة عباس أن تتمهّل.
أن تُصغي إلى الريح وهي تمرّ فوق كثبان وادي رم، أن تلاحق ظلّ سحابة على مبنى زجاجي في دبي،
وأن تلتقط رعشة الضوء على خدّ طفلٍ بنغاليّ يضحك رغم فقره.
اختارت العدسة لتكون لها وطنًا متنقلاً، ومرآة لما تراه وتؤمن به: أن الصورة ليست “لقطة” بل حياة معلّقة في الزمن.
من علوم الحياة إلى فن الحياة:
ولدت سميرة عباس في الكويت، وتخرّجت في علوم الحياة،
لكنها لم تكتفِ بأن تدرّس “الحياة” في كتب البيولوجيا.
قررت أن تلاحق الحياة وهي تمشي على قدمين حافيتين،
وهي تضحك، تتلوّى، تبكي، أو تختبئ خلف جدار.
انتقلت للعيش في الأردن، ومن هناك انطلقت رحلتها الفنية عام 2018، بعد أن أُهديت كاميرا غيرت مجرى أيامها.
تعلمت التصوير كما يتعلّم العاشق كيف يُمسك بقلبه المرتبك: بالدقة، والممارسة، والانتباه لأدق التفاصيل.
جمعت بين التكوين العلمي والانفعال الفني، فصار الإحساس بالضوء جزءًا من تكوينها،
والمكان مجرد “قالب” تُعيد تشكيله بعينها.
توثيق الوطن البديل:
الأردن بعدسة امرأة عراقية:
في الأردن، كان الضوء أول ما جذبها. ضوءٌ ناعم في سهول الشمال، وضوءٌ ذهبيّ في صحراء الجنوب.
بدأت بالتوثيق العفوي للطبيعة والمواقع السياحية، ثم انطلقت لتغطي الأحداث الرياضية الكبرى
مثل رالي الشرق الأوسط والرالي الوطني وسباقات الدفع الرباعي، واضعةً نفسها في قلب المشهد،
بين الغبار والعجلات وصيحات الجمهور.
وفي عام 2022، أقامت معرضها الشخصي الأول بعنوان:
“الأردن بعيون عراقية”،
تحت رعاية السفارة العراقية ورئاسة مجلس النواب الأردني، لتقدّم رؤية فنية مختلفة، لا سياحية ولا دعائية، بل ذات عمق إنساني، تتجاوز الصورة لتلامس الانتماء والهُوية.
بين المعمار والروح في دبي:
دبي لم تكن مجرد مكان إقامة، بل مختبر بصريّ لا ينضب.
الشغف بالتصوير المعماري قادها نحو أبراج المدينة، إلى الأزقة الحديثة ومراكز التصميم،
فوثقت نبض العمارة حين تكون مرآة لعصرها، راسمة بتكويناتها توازنًا بين الخط والظل والانعكاس.
رحلات عابرة للقارات… الإنسان أولًا :
ما يميز سميرة عباس ليس فقط قدرتها على الإمساك بجماليات اللحظة، بل سعيها وراء الحقيقة الإنسانية.
زارت بنغلاديش لتوثيق حياة الناس في الأحياء المكتظة، الأرصفة، الأسواق، الموانئ، والأمهات المتعبات.
هناك، اختبرت معنى أن تصوّر ما لا يُصوَّر: الكرامة وسط البؤس.
ثم ذهبت إلى إثيوبيا، لتعيش بين القبائل، توثق الطقوس والأزياء التقليدية،
وجوه الرجال المسنين، الأطفال الذين يضحكون بلا سبب، والنساء اللواتي يَحمِلن الحياة فوق رؤوسهن.
كاميرتها كانت عونًا على الفهم، وعدستها مغمّسة بالاحترام.
أما رحلاتها إلى أوروبا،
فكانت بمثابة انفتاح على البعد الجمالي الصرف:
في إيطاليا وإسبانيا، التقطت الأرواح التي تسكن في تفاصيل المعمار.
في سويسرا والنمسا، كانت الصورة مرآة للسكينة والصفاء.
في اليونان والبرتغال، جمعت بين اللون والضوء، بين البحر والبيت الأبيض.
وفي المالديف وماليزيا، أخذت الكاميرا معها في تأملات شاعرية للبحر، كانت تصوّر كمن يصلي للضوء.
نحو الاحتراف والاعتراف العالمي:
حصلت سميرة على عضوية كبرى الهيئات الفوتوغرافية العالمية:
PSA (الجمعية الأمريكية للتصوير)
وFIAP (الاتحاد الدولي لفن التصوير)،
ونالت العديد من القبولات الدولية.
كما أنها عضوة في اتحاد المصورين العرب والجمعية العراقية للتصوير.
وحصلت على الإقامة الذهبية في دولة الإمارات العربية المتحدة تقديرًا لإبداعها ومثابرتها بالإستثمار العقاري.
ليست شهرتها نتاج حملة دعائية، بل نتيجة تراكم تعب، وتواضع، وصبر، وعدسة تعرف متى تصمت ومتى تنطق.
وختامها مسك وعنبر:
رحلة سميرة عباس مع الكاميرا ليست مجرّد عبورٍ مكاني، بل عبورٌ بصري في قلب العالم،
حيث تتحول الصورة إلى جسر بين الثقافات، والعدسة إلى مرآة لروح الإنسان.
في كل بلدٍ تزوره، تترك أثرًا لا يُرى بالعين فقط، بل يُحَسّ بالقلب.
هي ليست مجرد مصوّرة عربية حصدت القبولات الدولية والإقامة الذهبية،
بل شاهدة بصرية على لحظات كثيرة كادت أن تُنسى… لولا عدستها.
وندلف أخيرا للقول :
في كل صورة تلتقطها سميرة عباس، هناك سؤال بصريّ: ماذا يعني أن تكون إنسانًا؟ وماذا يعني أن ترى بعين لا تخاف من الضوء ولا من الظل؟
سميرة لا تصور لتثبت حضورها، بل لتمنح الحضور لآخرين.
هي تسير بخطى واثقة على درب العالمية،
دون ضجيج، لكنها تحمل في حقيبتها أضواء بلدان، وظلال قلوب، وكاميرا تنبض بصدق من لا يخشى أن يرى العالم كما هو، ويحبّه رغم كل شيء.
ومن هنا وجب التنويه بأن تجربتها الرائدة تستحق بأن يسلط الضوء عليها وتكريمها ماديا ومعنويا وإعلاميا.لتكون عبرة ومحطة وقود بصرية للشباب والشابات عشاق الفن الضوئي
*********
معرض الصور:
************************
* ملحق لمقالة المصورة
السيرة الذاتية والفنية:
الاسم: سميرة عباس
الجنسية: عراقية
الحالة الاجتماعية: متزوجة
الإقامة: مقيمة في كلٍّ من المملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات العربية المتحدة (دبي)
التحصيل العلمي: بكالوريوس في علوم الحياة
المهنة: مدرسة أحياء
المسيرة الفنية:
بدأ اهتمام سميرة عباس بالتصوير قبل إقامتها في الأردن، وكانت البداية باستخدام الهاتف المحمول
لالتقاط الصور وتوثيق اللحظات اليومية والمناظر الطبيعية.
وفي عام 2018، بعد إقامتها في الأردن، حصلت على كاميرا كهدية،
ومن هنا انطلقت مسيرتها الفعلية في عالم التصوير الفوتوغرافي.
بدأت بتعلم أساسيات التصوير من خلال الدورات التدريبية، ثم واصلت التعلّم الذاتي عبر الإنترنت،
من خلال الدورات المدفوعة والمحتوى المتخصص على يوتيوب.
شاركت في عدة معارض داخل الأردن وخارجه، وتميزت في مجال التصوير الرياضي،
حيث قامت بتغطية أهم الفعاليات المرتبطة بسباقات السيارات في الأردن، ومنها:
• رالي الشرق الأوسط
• الرالي الوطني
• سباقات الدفع الرباعي
كما اهتمت أيضًا بـ التصوير المعماري، لا سيما خلال زياراتها وإقامتها في دبي،
حيث شغفت بتوثيق التفاصيل والزوايا المعمارية للمباني الحديثة والمعالم العمرانية.
تُعرف سميرة أيضًا بشغفها بالسفر والمغامرة، حيث زارت عدة بلدان لأغراض التصوير والسياحة والتوثيق، منها:
إسبانيا، إيطاليا، سويسرا، اليونان، تركيا، سلطنة عُمان، جزر المالديف، ماليزيا البرتغال والنمسا
وفي تطوّر ملحوظ لمسيرتها، أصبح تركيزها الأكبر على تصوير حياة الناس،
فخاضت تجارب تصوير وثائقي في بنغلاديش وإثيوبيا، لتوثيق المشاهد الإنسانية والثقافات المحلية.
داخل الأردن، شاركت بجولات تصوير ميدانية واستفادت من شغفها بالتخييم والاستكشاف لتوثيق الطبيعة والمواقع السياحية. وفي عام 2022،
أقامت معرضها الشخصي الأول بعنوان:
“الأردن بعيون عراقية”
وحظي المعرض برعاية رسمية من:
• رئاسة مجلس النواب الأردني
• السفارة العراقية في المملكة الأردنية الهاشمية
العضويات والانتماءات المهنية:
• عضوة في اتحاد المصورين العرب – فرعي الشارقة والأردن
• عضوة في الجمعية العراقية للتصوير
• عضوة في:
• الجمعية الأمريكية للتصوير (PSA)، وقد حصلت من خلالها على عدد من القبولات الدولية المعتمدة
• الاتحاد الدولي لفن التصوير الفوتوغرافي (FIAP)
********
المراجع والمصادر:
مواقع إجتماعية- فيس بوك