سلمى السويدي تصور طيور صحراء الإمارات بأجنحة من الضوء.- إعداد: ظفور- نفنوف

سلمى السويدي تصور طيور

أجنحة من ضوء: سلمى السويدي

تصوّر الحياة وتكتبها

صوت من الصحراء.. يوثّق الطبيعة بعيون لا تُقهر

– إعداد: فريد ظفور – علي نفنوف

من أصحاب الهمم.. إلى قمم التميّز: سلمى السويدي نموذجاً

الإعاقة فن وعبقرية:

ما عرف الوجود أعظم وأجل، من الذين يسطر المجد أسماءهم المتألقة في حافظة الخلود الأبدي،

وهم يرسمون بين الخطوة وقطرات عرق جيباههم وإبداعهم لوحات وكوادر ضوئية ،

في أروع تجليات العبقرية و الخلق المتفرد، ليرتقوا بإبداعهم وتحديهم لظروفهم كبد السماء أوسمة غار، تعانق التاريخ،

من أجل أن يرسموا خارطة بلادهم بالدموع والريادة والتفوق والتحدي.

وكما أنّ فنّ ذوي الإحتياجات الخاصة عبقرية وإبداع، كذلك الآثار الفنية والأدبية التي يقدمونها،

فإنها تنويعات خلاقة، وتجليات خارقة، تتجاوز الفنّ الدنيوي بأبعاده، وأشكاله، وتتخطى كل من قال في سره، أو علنه: أنا فنان.

إن ذوي الإحتاجات في ممارستهم فن إرادة الحياة المتألقة وطقوس العطاء بلا حدود ،

فهو أعظم فنان حقيقي، لأنه يبدع صور تحدي إعاقته في الشكل الفني الرائع،

المتجاوز لكل التسميات البدهية، والمضمونات العادية، يسمو فوق الخطوط والحظوظ،

ويرتقي أبعاد الحروف وألق الكلمات ، ورموز الألوان الطيفية السبعة والتدراجات الرمادية ،

وزوايا المسافات والتكوينات الضوئية، والمساحات التشكيلية اللونية،

فهم يعلون قبة السماء حياة دائمة، لا يقدر على الوصول إليها، إلا النخبة المختارة من خلق الله.

إنهم حزمة ضوء تتسرب إلى أعماق النفس، وتعشش في القلوب، وتستوطن النفوس،

فتجعلها قاب قوسين أو أدنى من الولادة الجديدة مع كل إبداع وعمل أدبي او فني.

فأن تخلق المصورة سلمى السويدي وتعيش في هذه الظروف، تبدأ فنانة، وتنته مبدعة خلاقة، تعيش على عتبة التحدي والإرادة الصلبة.

التي  تعبر بها المحيطات إلى الذاكرة الأبدية، فتعيش انتفاضة ثائرة عشقت ركوب الموج الهادر،

وتخطت الوجود على جناح غيمة حبلى بالمطر الإبداعي الضوئي المنهمر عطاء بلون الفرح… وطعم السعادة،

ورائحة الصحراء المجبولة رمالها بعرق جبينها، المنتشر أريجاً  وياسمينا شاميا يُعطر أرض الإمارات

التي لا تلد غير الرجال الساكنين نفوس المقيمين، وعقول المهاجرين، وأفئدة القاطنين، وعقول العابرين زاد محبة ورجاء خلاص.

فليت الذين لا يعرفون جمال الفن والإبداع في ممارسة فن العطاء والتحدي

يدركون قيمة التضحية والإبداع في سبيل رفع راية الوطن، ويعرفون أن اولئك الفانين إختصار حر للزمن.

فالمبدعون من ذوي الاحتياجات الخاصة شكّلوا علامات فارقة في مجالات الفن، الأدب، العلوم، الرياضة، والموسيقى،

رغم التحديات الجسدية أو الذهنية التي واجهوها. قوة الإرادة، الإبداع، والدعم المجتمعي الإماراتي لعبت دورًا كبيرًا في تألقهم.

حماة تراث وفلكلور الإمارات عليكم سلام.. أبت ظروفكم أن تذل النفوس الكرام..

لقد تعلمتم النطق والحركة قبل أن تغادروا أرحام أمهاتهم، وأدركتم أن العمــر يطير كنسر جريح،

فآمنتم بأنَّ الذي يستطيع الطيران الإبداعي لا بد أن يملك في قلبه جناح ثائر، وفي وجدانه مجداف مارد.

هبطوا في طائرة الوطن في مطار الحقيقة، فارتسمت أمام عيونهم أبنية العمر الشامخة،

محاطة بأشجار الطهر، وبخور النسك والعبادة، وأريج البراءة الزاهية الألوان، فسجّلوا تنويعاتهم في دفتر الأرض،

حتى ملك الوطن إنتاجهم، وقبض وخلد الثرى الطاهر أعمالهم، و بالتوثيق والخلود استقبلت المتاحف لوحاتهم الرائعة،

وحفظ الأطفال قصائد إبداعهم وصورهم، واعتنق الرجال والنسوة ملامحهم المتميزة، وانتفى الفن من الأرض،

إلا من لوحات إبداعهم الملائكي الإنساني الظافر .

وهكذا سجلت المصورة الإماراتية سلمى علي السويدي

عن جدارة أسمها في مدرسة مبدعي الوطن، وبدأت المطالعة في صفوف التميز والتألق،

فكبرت أحلامها ونمت أفكارها، ونضجت بعقلها وتجاربها ، فأعطت من ثمار الحصافة حياةً  وفن ما بعدها حياة وإبداع.

سلمى السويدي..عدسةٌ ترى بالقلب وتُحلّق بالشغف:

تُثبت المصورة سلمى السويدي، وهي إحدى أصحاب الهمم، أن الإبداع لا تحدّه الإعاقة، بل تُصبح الإرادة معها أداةً للتحليق.

فمن على كرسيّها المتحرك، انطلقت عدستها منذ عام 2008م لتوثّق الحياة البرية في دولة الإمارات،

وتحديدًا الطيور، بأسلوب بصري وعلمي قلّ نظيره.

فقد كانت فارسة الضوء والعدسة على مدار 14 عاماً من العمل الميداني،

سجّلت فبها سلمى أكثر من 300 نوع من الطيور على منصة eBird العالمية، وتوّجت هذا الجهد بكتاب موسوعي بعنوان:

“الطيور الشائعة وأعشاشها في الإمارات”.

والذي نال إشادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي وصفها بأنها

“مصورة شغوفة، قادها حبها للطبيعة إلى توثيق حياة الطيور بلغة الحب والعلم”.

وكذلك في عام 2024م، نالت جائزة “صُنّاع المحتوى الفوتوغرافي” من جائزة حمدان بن محمد الدولية للتصوير الضوئي (هيبا)،

لتُصبح أول مصورة من أصحاب الهمم تفوز بها. وقد وصف مسؤولو الجائزة كتابها بأنه

“مشروع وطني يجمع بين الفن والعلم والاستدامة البيئية”.

عبر صورها، تنقل سلمى رسالةً بيئية وإنسانية، تُلهم بها كل من يرى الإبداع وسيلة للتغيير،

وتُبرهن أن الصورة لا تحتاج لأقدام تركض بقدر ما تحتاج لقلبٍ يبصر وجَمالٍ يُوثَّق.

والمصورة سلمى لا تنوي التوقّف او تسليم الراية؛ بل تُعدّ لمشاريع توثيقية أخرى تُعنى بالحياة البرية الإماراتية،

لتبقى عدستها مرآةً للبيئة، وصوتاً نسائياً إماراتياً يُسطّر فصول المجد من زوايا غير مألوفة.

مقدمة:

ليست الصورة مجرّد تجميد لحظةٍ عابرة، بل هي، في يد المبدع، نبض حياة ومرآة روح.

وهناك من يتجاوز حدود الكاميرا، ليجعل منها وسيلة لرؤية العالم بعينٍ ثالثة: عين القلب.

في زوايا الضوء ورشقات الطيور، حلّقت سلمى السويدي بعدستها، لا لتصوّر فقط،

بل لتكتب حكاية بيئية بامتياز، ولتؤكّد أن الشغف لا تحدّه الإعاقة،

وأن الفنّ الحقّ يولد حين يُضاف إلى الموهبة الإصرار، وإلى الإبداع رسالة.

سلمى السويدي: بين جناحي طائر.. وديافراجم كاميرا:

في عام 2008، التقطت المصورة الإماراتية سلمى علي السويدي أول صورة في عالم الحياة البرية،

ولم تكن تعلم أن تلك اللحظة ستكون الشرارة التي تُشعل مشروعًا وطنياً استغرق أربعة عشر عامًا من التوثيق والمثابرة.

اختارت سلمى الطيور شريكةً لرحلتها البصرية، فرافقتها من الكثبان إلى الغابات،

ومن الصحارى إلى المستنقعات، ترصد حركاتها، أعشاشها، وسلوكها، حتى أصدرت أحد أهم المؤلفات العلمية البصرية في الدولة:

“الطيور الشائعة وأعشاشها في الإمارات العربية المتحدة”:

هذا الكتاب لم يكن فقط ثمرة رحلة، بل وثيقة مرجعية عابرة للزمن.

عملٌ موسوعيّ استند إلى أكثر من 300 نوع

من الطيور تم توثيقها، ووُضع في منصة eBird العالمية، ليمنح دولة الإمارات موقعًا مرموقًا بين دول العالم في علم الطيور البيئي.

وقد لقي هذا العمل إشادة خاصة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم،

الذي وصف سلمى بأنها “مصورة شغوفة قادها حبّها للطبيعة إلى توثيق حياة الطيور بلغة الحب والعلم”.

فوز يليق بجهد.. وتكريم يخلّد رسالة:

في نوفمبر من عام 2024، أعلنت جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير (HIPA)،

فوز سلمى السويدي بجائزة “صُنّاع المحتوى الفوتوغرافي” في دورتها الثالثة عشرة، والتي خُصصت لموضوع “الاستدامة”.

الجائزة، التي تبلغ قيمتها خمسون ألف دولار، لم تكن احتفاءً بصورة فنية فقط، بل تكريمًا لإنجازٍ فنيّ علميّ، حمل بصمة الإبداع والمسؤولية البيئية.

وقد وصف معالي عبدالرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع ورئيس مجلس أمناء الجائزة،

إنجاز سلمى بأنه “نموذج مشرّف للمبدعات الإماراتيات”،

في حين رأى علي بن ثالث، الأمين العام للجائزة، أن كتابها يمثل:

“مرجعًا بحثيًا يوثّق الطبيعة الإماراتية، ويجمع بين الفن والعلم في صيغة بصرية ذات قيمة معرفية فريدة”.

صوت نسائي من أصحاب الهمم.. يدوّن الطبيعة بلغة الضوء:

ما يضاعف من أهمية إنجاز سلمى هو كونها من أصحاب الهمم. لقد خاضت التحديات مضاعفة، لا سيما أن تصوير الحياة البرية – وتحديداً الطيور –

يتطلب مرونة حركية عالية، وصبرًا طويلًا، وساعات ترقّب في بيئات متغيرة وصعبة. ومع ذلك،

أثبتت سلمى أن القوة لا تُقاس بالأطراف بل بالبصيرة، وأن العدسة قد تكون جناحًا لطائر الحلم.

وفي حديثها بعد الفوز، أكدت أن “الصورة لا تكفي وحدها، بل تحتاج إلى معرفة تُحييها،

ورسالة تبرّر وجودها”، داعيةً المصورين إلى تبني مفهوم “الصورة المعرفية” التي تُسهم في الوعي البيئي، وتوثّق الهوية الطبيعية للأوطان.

السيرة والمسيرة :  الإماراتية سلمى علي السويدي:

بداية الاهتمام بالتصوير: عام 2008م.

الاهتمام الفوتوغرافي: الحياة البرية والطيور

العضويات الدولية:

الاتحاد الدولي للتصوير الضوئي (FIAP)

اتحاد المصورين العرب (UAP)

الجوائز:

الميدالية الذهبية – FIAP عام 2011 ضمن “الصورة العربية”

جائزة “صُنّاع المحتوى الفوتوغرافي” من جائزة حمدان الدولية (HIPA) عام 2024

أبرز الإنجازات:

إصدار كتاب “الطيور الشائعة وأعشاشها في الإمارات”

توثيق أكثر من 300 نوع من الطيور عبر منصة eBird

تصنيفها ضمن أفضل 100 مراقب طيور في الإمارات

من أصحاب الهمم: وتُعدّ من أبرز النماذج التي جمعت بين الإرادة والإبداع في ميدان صعب.

وبذلك تؤكد الفنانة:

سلمى السويدي تصور طيور صحراء الإمارات بأجنحة من الضوء.- إعداد: ظفور- نفنوف

 المصورة الإماراتية سلمى السويدي:

صوت الطير وعدسة الضوء..

فنّانة إماراتية من ذوي الهمم توثّق الحياة البرية وتُلهم العالم

في زمنٍ تتشابه فيه الصور وتفقد المعاني بريقها، تبرز المصورة الإماراتية سلمى علي السويدي كاستثناء نادر،

صاغت من الضوء حكاية، ومن الصبر مسيرة، لتمنح الطيور صوتًا بعدستها،

وتحوّل الحياة البرية في الإمارات إلى أرشيف نابض بالجمال والدقة والعاطفة.

منذ عام 2008، بدأت سلمى مسيرتها في تصوير الطيور، متسلحة بإرادة تفوق الجسد،

وعدسة تعرف كيف تُنصت للطبيعة. وعلى مدار 14 عامًا من الجهد الميداني،

طوّفت الإمارات من جبال الفجيرة إلى محميات أبوظبي، مسجّلة أكثر من 300 نوع من الطيور في كتابها البصري الموسوعي:

“الطيور الشائعة وأعشاشها في الإمارات”، الذي نال إشادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم واعتُبر إنجازًا علميًا وثقافيًا نادرًا.

رغم التحديات الجسدية والمناخية، أصرّت سلمى – المصورة من ذوي الهمم –

على أن تكون شاهدة على الجمال لا متلقية له، رافعة شعارًا بسيطًا وعميقًا: “الطبيعة تتحدث…

علينا فقط أن نُصغي”. كانت صورها تعكس دورة الحياة من وضع البيضة إلى تفقيص الفراخ،

وتروي بعينٍ دقيقة حكايات التكاثر، التزاوج، والرعاية، في سرد بصري قلّ نظيره عربيًا.

نال مشروعها تكريمًا دوليًا، أبرزها الميدالية الذهبية في مسابقة FIAP للتصوير عام 2011م

إلى جانب جائزة صُنّاع المحتوى الفوتوغرافي، لتُكرَّس سفيرة للبيئة، وعدسة تُحاور الطبيعة لا تقتنصها.

عضويتها في اتحاد المصورين العرب والاتحاد الدولي للتصوير (FIAP) فتحت لها آفاق التصوير حول العالم،

حيث وثّقت طيور كينيا وإثيوبيا وإيطاليا، ودرست سلوك اللقالق في الفيوم،

وراقبت الطيور المهاجرة في عمان والأردن، مستخدمة أحدث تقنيات الرصد والموقع الجغرافي.

لكن أعظم إنجازاتها لا يُقاس بعدد الصور، بل بقيمة الرسالة: أن يكون الفن حارسًا للطبيعة،

وأن تتحول الإعاقة إلى منارة إبداع. صورتها ليست تجميلًا للواقع، بل إحياء له، وكتابها ليس فقط أطلسًا للطيور، بل وثيقة حب للإمارات.

وبالطبع وبصورة شاملة فإن:

سلمى السويدي تصور طيور صحراء الإمارات بأجنحة من الضوء.- إعداد: ظفور- نفنوف

سلمى السويدي في سطور:

الاسم: سلمى علي السويدي

الهوية: مصورة ومراقبة طيور – من ذوي الهمم

الانطلاقة: بدأت التصوير عام 2008

الإنجاز الأبرز: كتاب “الطيور الشائعة وأعشاشها في الإمارات” (2009–2023)

عدد الأنواع الموثّقة: أكثر من 300 نوع

الجوائز:

الميدالية الذهبية – FIAP، 2011

جائزة صُنّاع المحتوى الفوتوغرافي – تكريم خاص من محمد بن راشد

العضويات:

الاتحاد الدولي للتصوير الضوئي (FIAP)

اتحاد المصورين العرب (UAP)

رحلات دولية للتصوير: كينيا، تنزانيا، جنوب أفريقيا، إثيوبيا، عمان، مصر، إيطاليا، إسبانيا، ألمانيا

الفلسفة: الصورة شهادة حبّ، والطبيعة كائن حيّ يتكلم بلغة الروح.

“عدسة في الأعالي: سلمى السويدي ورسالة الصورة البيئية من الإمارات إلى العالم”

في زمنٍ تزدحم فيه الصور وتقلّ فيه الدهشة،

تبرز سلمى علي السويدي كمصوّرة إماراتية من طراز خاص، جمعت بين الشغف البيئي والدقة العلمية،

وخلّدت حياة الطيور بعدسة تنتمي للسماء بقدر ما تنتمي للأرض.

منذ عام 2008، اختارت سلمى أن تروي بصمت ما لا يُروى بالكلمات:

حكايات العش، وطقوس الطيران، وسلوكيات الطيور في خفاء البيئات الإماراتية المتنوعة.

وخلال 14 عاماً من العمل الميداني، أنتجت كتابًا موسوعيًا بعنوان:

“الطيور الشائعة وأعشاشها في الإمارات العربية المتحدة”،

يُعد من أهم المراجع البصرية البيئية في المنطقة، ويؤرّخ لأكثر من 300 نوع من الطيور.

هذا الإنجاز الذي وُصف بـ”الفريد”

من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم،

الذي أثنى على شغفها ومثابرتها، لم يكن مجرد تأريخ للطبيعة، بل كان توثيقًا محمّلاً بالمعرفة والحب،

ومعززًا برسالة بيئية سامية.

وقد نالت جائزة “صنّاع المحتوى الفوتوغرافي” من جائزة حمدان بن محمد الدولية للتصوير الضوئي (HIPA) لعام 2024،

في محور “الاستدامة”، اعترافًا بمساهمتها الفنية والعلمية في رفع الوعي البيئي.

سلمى، وهي من ذوي الهمم، لم تكتفِ بالتغلب على تحديات التنقل والظروف المناخية القاسية،

بل جعلت من تجربتها مصدر إلهام عربي نادر.

لم توثّق البيئات فحسب، بل عاشت داخلها، متنقلة بين الجبال، والمزارع،

والمحميات، من رأس الخيمة إلى الفجيرة، مزوّدة بكاميرا ثقيلة وإرادة أثقل.

وفي المشهد الفوتوغرافي العربي، تتمايز سلمى عن أسماء معروفة

مثل سحر الزارعي ولطيفة المهيري وليلى الشواف،

بتفرّدها في مزج العلم بالصورة،

وبتخصّصها الدقيق في التوثيق البيئي طويل الأمد. فهي لا تُقدّم صوراً جميلة فحسب،

بل تحوّل الصورة إلى مرجعٍ بحثيّ، يتقاطع فيه الفن بالمعرفة، والمشاعر بالبيانات.

من هنا، لم يكن تكريمها مجرّد مكافأة فنية، بل شهادة وطنية وإنسانية، عبّر عنها :

معالي عبدالرحمن العويس بوصف مشروعها

بـ”المتكامل”،

وعلي بن ثالث

بكونه “مرجعاً بيئياً إماراتياً رائداً”.

لقد أنجزت سلمى ما لم تنجزه أي مصورة عربية أخرى في المجال:

عمل ميداني استمر 14 عامًا

تأليف كتاب علمي مصوَّر عن الطيور

توثيق بيئي شامل من إمارات الدولة السبع

إشادة رسمية من أعلى المستويات

ومكانة في قوائم مراقبي الطيور العلمية

سلمى علي السويدي: بين الريش والكاميرا… شهادة وطنية على شغف البيئة:

حين يلتقي الشغف بالعلم، وتصبح العدسة سفيرةً للضوء والهوية، تظهر شخصيات استثنائية تنسج مسيرتها بخيوط المثابرة والحب،

كالفنانة الإماراتية سلمى السويدي، التي تحوّلت من مصورة عاشقة للطبيعة إلى مرجعية وطنية في التوثيق البيئي.

لقد وصفها صاحب السمو

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم

بأنها:

“مصوّرة شغوفة، قادها شغفها إلى استكشاف الطبيعة وتوثيق حياة الطيور في الإمارات”،

وهي شهادة تتجاوز المجاملة لتصبح إقرارًا رسميًا بقيمة الصورة في صناعة الذاكرة البيئية لدولة الإمارات.

أما جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي (HIPA)،

فقد احتفت بسلمى بطريقة تليق بجهود امتدت لأربعة عشر عامًا، ووصفت إنجازها بأنه متكامل من النواحي الفنية والعلمية والوطنية،

مؤكدة على أن كتابها “الطيور الشائعة وأعشاشها في دولة الإمارات العربية المتحدة” ليس فقط إصدارًا فوتوغرافيًا

بل مشروع وطني بصري علمي، يُضاف إلى المكتبة العربية والعالمية بوصفه مرجعًا فريدًا.

وقال معالي عبدالرحمن بن محمد العويس، رئيس مجلس أمناء الجائزة:

 “فخرٌ لنا أن نرى مبدعة إماراتية تتجاوز التحديات، وتُحوّل شغفها إلى وثيقة وطنية تُخلّد بيئتنا.”

كما أكّد علي بن ثالث، الأمين العام للجائزة، أن ما قدمته سلمى يشكّل نموذجًا رائدًا في التوثيق البصري البيئي،

وأن الكتاب يُعد مرجعًا بحثيًا عالي القيمة، ويستحق كل ما ناله من تقدير.

ومنحتها لجنة التحكيم جائزة “صُنّاع المحتوى الفوتوغرافي” عن محور “الاستدامة” لعام 2024،

تقديرًا لإسهامها في تعزيز الوعي البيئي والجمالي من خلال لغة الصورة المدروسة والموثّقة،

معتبرة أن مشروعها يُجسد رؤية بصرية بيئية تخدم الأجيال القادمة، وتُعد إنجازًا وطنيًا وفنيًا على مستوى الإمارات والمنطقة.

القيمة الكامنة في المشروع:

القيمة الفنية:

توظيف الصورة لخدمة العلم والوعي البيئي، ضمن قالب جمالي دقيق.

الدفعة الوطنية:

توثيق شامل لبيئة الإمارات عبر عدسة واحدة، من صحرائها إلى سواحلها، في مشروع يضم إمارات الدولة السبع.

الطابع الدولي:

ارتقاء بالمحتوى الإماراتي إلى مصافّ الأبحاث العلمية والكتب المرجعية في الحياة البرية،

مما يرسّخ الصورة الإماراتية في الأوساط البحثية الدولية.

خاتمة: عدسة تتحدى الزمن.. وتحفظ الوطن:

سلمى السويدي ليست فقط مصورة ناجحة، بل رائدة في مجالها،

أثبتت أن العدسة يمكن أن تكون سلاحًا للتوثيق، ووسيلة للتربية البيئية، وجسرًا بين الإنسان والطبيعة.

بعملها، لم تُنِر فقط درب التصوير الإماراتي، بل أضاءت للجيل القادم معنى أن يكون الفن مسؤولاً، وأن تكون الصورة رسالة.

هي اليوم تُخطط لمشاريع مستقبلية لتوثيق الحياة البرية في الإمارات، مؤكدةً أن هذا الشغف لا ينطفئ،

وأن الوطن يستحق من يُكرّس له العمر، وأن العدسة، حين تُحمَل بالحب، تُصبح مرآةً للخلود

خاتمها عدسةٌ تُدوّن التاريخ البيئي:

ليست مجرد مصورة. إنها سلمى السويدي: ريشة الكاميرا الهادئة، وقلبٌ يُصغي للبيئة.

لقد حوّلت الظلّ والضوء إلى حكاية وطن، وجعلت من الطير سفيرًا للجمال، ومن الأعشاش مرآةً للاستقرار.

ما أنجزته ليس كتابًا فحسب، بل وثيقة حضارية تقول للعالم: هنا الإمارات، وهذه بيئتنا، وهذا شغفنا بها.

إن إشادة صاحب السمو، وتكريم لجنة التحكيم، ليستا سوى اعترافٍ بصوت العدسة حين ينطق بالعلم،

وبأثر الصبر حين يُزهر جمالًا.

سلمى، في مسيرتها، لم تكن تسعى إلى جائزة بقدر ما كانت تسعى إلى بناء ذاكرةٍ بصريةٍ تحفظ الحياة وتُضيء المستقبل.

وحدها الصورة، حين تحمل قلبًا نقيًا وغاية نبيلة، تتحوّل إلى رسالة وطنية وأملٍ مستدام…

هكذا صنعت سلمى السويدي مجدها.

ختامها مسك وعنبر :

سلمى السويدي لم تكن تبحث عن الضوء، بل كانت هي الضوء. أثبتت بأن الصورة ليست مجرّد لحظة تُلتقط، بل حياة تُكتب.

من قلب الصحراء، ومن جسد يتحدى القيود، نهضت لتعلّمنا أن الصمت لا يعني الغياب، بل الإصغاء…

وأن المصور الحقيقي هو من يرى ما لا يُرى، ويوثّق ما لا يُنسى.

وندلف أخيرا للقول بأن:

سلمى السويدي تصور طيور صحراء الإمارات بأجنحة من الضوء.- إعداد: ظفور- نفنوف

وان سلمى السويدي ليست مجرد مصوّرة، بل ذاكرة بيئية تمشي على قدمين إبداعيتين.

صنعت من عدستها عشاً للمعرفة، وجعلت من الشغف رسالة، ومن الصورة وطنًا.

في صورتها تنام البيوض، وتستفيق الفراخ، وتطير الحكاية…

حكاية الإمارات التي رافقتها من الرمل إلى الغيم، ومن الرؤية إلى التأريخ.


معرض الصور:

 

*********************

المراجع والمصادر:

مواقع إجتماعية- فيس بوك

fotoartbook

elitephotoart

اترك تعليقاً