حين يتحدث الصمت بلغة الصورة. يكون محمد الضّو في هيبا
* إعداد : فريد ظفور- علي نفنوف
المهندس محمد مصطفى الضّو
في هيبا حين يتحدث الصمت بلغة الصورة
في البدء، لا بد من كلمة…
ها نحن نضع أقدامنا على عتبة الطريق الصحيح، سائرين بثباتٍ وعزيمة، دون تردُّد أو التفات إلى الخلف. كان الوطن ذات شتاءٍ موغل في الغياب، يجلس قرب ديمة كانونية، حبلى بمطرٍ طال انتظاره، عسير المخاض. وكانت أرواح الرجال موزعة في براري الغربة، في كهوف النسيان ومغاور الزمن المنكسر، تقتفي أثر حلم ضائع، أو ذاكرة موؤودة.
وفجأة… هبّت ريح من خلف الغيم الأزرق، من جهة الأكمة، صافحت تلك الديمة، واندمجت بها حتى انقلبت مطراً غامرًا، غسل وجه الأرض، وطهّر ملامح الإنسان.
عندها، نهض الوطن من وجعه، وألقى عن كتفيه عبءَ السنين العجاف، وخرَسَ قرع الطبول الجوفاء في برية الفساد والقهر. في ذلك اليوم المضيء، دخل الوطن أروقة الزمان، يفتح دفاتر تاريخه الناصعة.
زغردت النسوة، وتحولت ضحكاتهن إلى نجوم تتلألأ في سماء حرّة، تحلق فيها الروح كيمامةٍ بيضاء حطت على ضفة بردى. تعرّت الأرض لتُطهّر جسدها بفرح قدسيّ، وتعتمد بنور محبة الوطن.
يا من أتيت إلينا بشوق العنقاء، وبعشق الإنسان للأرض المزروعة بالأمل، كنَّا ننتظرك لتشهد معنا أن من الموت تُولَد الحياة، وأن البذرة لا تنمو إلا في عمق التراب.
دعنا نغتسل ببريق الحكمة في عينيك، ونسير معك نحو فجرٍ يتنفس بعطر الوطن، فالوعد أنت، والميعاد أنت، وأنت الزاد لمن سار على درب الإبداع والولاء.
أنت أسطورة سيفٍ دمشقيّ أمويّ، فيك النُبل، ومنك العطاء، وعلى صوتك غنّى الوطن. فأرض الشام ترتديك رداءً وتستلهمك دواءً؛ قمحًا، ونهرًا، وأغنيةً فيروزيةً تعانق صباحات ومساءات العاشقين.
من إدلب… من دفء كانون، يورق الفجر بين الخافقين، وتُرسَم في العيون خارطة وطنٍ واحدٍ لا يعرف الانقسام.
معك تنفّس الوطن صبحه، وعلى وقع خطوات رجاله انتشرت حزمة الضوء، وساروا خلف قائدٍ عرف كيف يصوغ ميلاد أمة جديدة، وعلى يديه كانت الولادة.
فلا تسأل كيف وصلت سنابلُ المحافظات إلى بيدر دمشق الأصيل… فاليوم عيد، وتباركت ساعاته، القادمة من أعماق الزمن، شهادةَ ميلادٍ لوطنٍ ينبض بالحياة، ويكتب فجراً لأمة لا تموت.
المقدمة .. ضوءٌ يُهندس المعنى:
يتجلّى اسم محمد مصطفى الضو..في زوايا الصورة الهادئة، كما في دهاليز الإدارة الصارمة، كأحد العقول النادرة التي جمعت بين نُبل الفنّ ودقّة الهندسة. ليس مجرد مدير مشاريع في مؤسسة هيبا العالمية، بل رجل يحمل فلسفة الضوء، ويهندس الأحلام كما تُصاغ المعادلات الرياضية المحكمة.
في جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير ، كان الضو حجر الأساس في تنظيم الرؤية، وضبط الإيقاع، وتحويل المفهوم إلى منجز، والمنجز إلى أثر. تميّز بأسلوبه الهادئ، لكن خلف هذا الصمت عقل لا ينام عن التفاصيل، وروح تسكنها الدقة والذوق والالتزام.
محمد الضّو.. المهندس الذي صاغ الضوء بلغة العقل:
سيرة ومسيرة:
وُلد المهندس محمد مصطفى الضّو في سوريا عام 1974، ويقيم منذ عام 1997 في دبي، الإمارات العربية المتحدة. يشغل الضّو مناصب عدة كناقد، محرر، محكم فوتوغرافي، ومقيّم فني.
بدأ مسيرته المهنية في مجال التصوير من خلال عمله في فريق زيف ديفيس للنشر، حيث عمل في مجلة بي سي ماجازين في دبي، ثم انضم في 2011 كعضو مؤسس إلى جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي (هيبا).
هناك، وفي كواليس ذلك الصرح الحضاري، أصبح مدير المشاريع، وصاحب البصمة الإدارية الدقيقة، واليد الهادئة التي تسهر على هندسة كل تفصيلة حتى تخرج للمشاركين والجمهور بأبهى حُلّة.
والضّو لا يظهر كثيرًا في الصفوف الأمامية، لكنه حاضرٌ في كل زاوية من المشهد. بفضل حنكته الإدارية ورؤيته العميقة لفهم رسالة الصورة، أسهم في تطوير البرامج، وصياغة الهياكل التنظيمية، وإدارة الحملات الإعلامية والمبادرات المعرفية للجائزة. بجهده الصامت وإدارته الرصينة، منح للمصورين من مختلف دول العالم مساحة ينطقون فيها بلغة الضوء، ويفتحون نوافذ للتأمل والدهشة.
لذلك تتّسم علاقته بالأستاذ علي بن ثالث، الأمين العام للجائزة، بتناغم نادر، قوامه الثقة المتبادلة والرؤية المشتركة. لا يُقْدِم الضّو على خطوة دون الرجوع للرؤية العليا، لكنه في ذات الوقت، يتحمّل مسؤولية التنفيذ والإشراف وكأنه صاحب الفكرة الأولى. بهذه الروح، أصبح صلة الوصل بين مجلس الأمناء ووحدات العمل التنفيذية، وصانع التوازن بين الإبداع والإدارة، وبين الحلم والواقع.
فقد ساهم في تأسيس الفوتوغرافيا كفن من خلال جهوده في إقامة المعارض وتنظيم الفعاليات وتقديم الاستشارات،كما يُعتبر عضوًا في اتحاد المصورين العرب.
وكان جزءاً من فريق معرض “دبي فوتو” الذي يُعد أول معرض فوتوغرافي معاصر في الشرق الأوسط، وعمل على بناء مجتمع الفوتوغرافيا في الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي.
فقد حمل معه منذ بواكير الوعي الفني شغفًا مزدوجًا بالتقنية والجمال.منذ تخرّج من كلية الهندسة، لكنه لم يرَ في المعادلات الحسابية نهاية المطاف، بل بداية الطريق نحو ما هو أبعد.. خدمة الفكرة، وتنظيم الرؤية، وتحقيق الممكن في وجه المستحيل.
هناك في هيبا، وفي كواليس ذلك الصرح الحضاري، أصبح مدير المشاريع، وصاحب البصمة الإدارية الدقيقة، واليد الهادئة التي تسهر على هندسة كل تفصيلة حتى تخرج للمشاركين والجمهور بأبهى حُلّة.
من منصة “هيبا” إلى فضاءات الثقافة العربية والعالمية:
لم يتوقف حضوره عند جدران “هيبا”، بل تجاوزها إلى منصات إقليمية، من أبرزها مشاركته في مهرجان بيروت للصورة، بدعوة من الؤسس الفنان اللبناني رمزي حيدر. هناك، لم يكن حضوره بروتوكوليًا، بل امتدادًا لمشروعه في دعم الثقافة البصرية العربية وتعزيز الحوار بين المصورين العرب. شارك في النقاشات، وتفاعل مع الرواد، ودعا إلى بناء أرشيف بصري عربي جامع، تكون فيه العدسة شاهدًا على الزمن، والذاكرة حاضنة للهوية.
الرؤية التي تحكمها العدسة:
في لقاءاته الإعلامية النادرة، يظهر محمد الضّو بعقلٍ شديد التنظيم، ولغة هادئة تختزن خلفها سنوات من التجربة في إدارة المشروعات والتخطيط الاستراتيجي، وقراءة التفاصيل بعين فنية لا تفوتها الزوايا ولا الظلال.
لأنه هو القائد الذي لا يرفع صوته، بل يرفع سقف الإنجاز.
هو الهادئ الذي يعرف أين توضع كل صورة، وأين يسكن كل حلم.
هو المهندس الذي يرسم الفراغ، ويحوّل الأفكار إلى واقع، والحلم إلى ضوء.
أثره لا يُرى.. لكنه لا يُنسى:
يقول:”الصورة ليست لقطة فقط، بل هي قرار، وتوقيت، ورسالة. نحن لا نحكم على الجمال فقط، بل على الوعي الذي تُحدثه الصورة في المتلقّي.”
ويضيف:”نحن لسنا هواة نلتقط للحظة ثم نختفي، نحن نشارك في كتابة التاريخ بعدسته.”
المهندس محمد مصطفى الضّو ليس مجرد إداري ناجح أو تقني بارع. هو عقلٌ بصري، يمسك بخيوط الضوء، ويعيد غزلها لتكون لغةً، ومنهجًا، وأثرًا.
في “هيبا”، لا يُقاس النجاح بعدد الفعاليات ولا بضخامة الجوائز، بل بعدد الأحلام التي تفتحت في العيون. وهناك، في ظل الكواليس، كان محمد الضّو رجل الظلال الواضحة، من يُهندس المعنى قبل أن يُولد، ويمنح للمشروعات نبضًا مستمرًا، لا يشيخ.
وبالختام ..تحية إلى من أعطى للضوء بوصلةً:
في عالمٍ يتسارع ضجيجه وتتداخل فيه الرؤى، يظلّ محمد مصطفى الضو واحدًا من أولئك الذين لا يلوّحون بالأضواء، بل يصنعونها للآخرين. رجل آمن بأن الجمال يحتاج إلى تنظيم، وأن الفكرة لا تولد مكتملة دون عقل يُهندسها. فكان كما عهدناه: الإداري الهادئ، الفنان خلف الستار، المهندس الذي جعل من “هيبا” بيتًا عالميًا يليق بصورة الإنسان الإماراتي.
وإذ نكرّمه، فإننا لا نكرّم شخصًا فحسب، بل نُحيي مدرسة في العمل النظيف، والفكر المنظّم، والوفاء للصورة كقيمة إنسانية عابرة للحدود. له منّا، ومن كل من عَبَر تحت ضوء عدسة، أسمى آيات التقدير.
خاتمة: عبقرية الإدارة ونسج الضوء:
في عالم تتشابك فيه التفاصيل وتتعقد فيه الرؤى، يبرز المهندس محمد مصطفى الضّو كقائد حقيقي، ينسج من عبقرية الإدارة وسحر التكتيك استراتيجيات ترفع جائزة حمدان الدولية للتصوير إلى أفق عالمي متلألئ.
هو رجل الظل الذي لا يختفي، بل يحضر بكل ذهنية متقدة وروح نبيلة، يُدير بمهارة متناهية منظومة متكاملة من الموهبة والاحتراف، لينتج في النهاية لوحة ناصعة من النجاح التنظيمي والابتكار الفني.
عبقريته ليست فقط في التخطيط، بل في فهمه العميق للنفس البشرية واحتياجات الفنان، فيجمع بين العلم والفن، بين العقل والقلب، ليبني جسورًا بين المصورين والجمهور، وبين الحلم والواقع.
وبفضله، لم تعد جائزة هيبا مجرد حدث، بل أصبحت مؤسسة ثقافية تضخ الحياة في روح الصورة العربية، وتمنح الضوء الذي تستحقه موهبة الفنان، فتتوج حكاية كل صورة برؤية إدارية فذة.
مهندس الضوء، مدير الإنجاز، وحارس الفنون:
واخيرا ندلف للقول بأن المبدع السوري : محمد مصطفى الضّو، اسم يضيء سيرة التصوير العربي ويشعّ في سماء الفن العالمي.
******
معرض الصور:
********
ملحق عن سجله الإبداعي:
*********************
المراجع والمصادر:
مواقع إجتماعية- فيس بوك
بالطبع
بصورة شاملة
إما
أينما
حيثما
كيفما
أيما
أيّما
بينما
ألّا
لئلّا
حبّذا
سيّما
لكن
بالتالي
هكذا
أو
أم
لذلك
مثلا
تحديدا
عموما
لاسيما
خصوصا
بالأخص
خاصة
بالمثل
لأن
بسبب
إذا
عندما
حين