مقياس_النيل
بالروضة : ( 247 هـ – 861 م )
المهندس : إيهاب علي
يقع هذا الاثر فى اخر شارع الملك الصالح بجزيرة الروضة ، فى المنيل
وقد أنشىء فى عهد الخليفة المتوكل على الله العباسى سنة 247 هـ – 861 م ، وقد قام بتنفيذ هذا الاثر هو العالم الاسلامى أحمد الفرغانى ، والذى قدم من مدينة فرغانة بأوزبكستان ، ويوجد تمثالا للمهندس الاسلامى احمد الفرغانى في مدخل مقياس النيل
وقد قدم من مدينة فرغانة بأوزبكستان وقد استطاع أضافة عنصر الإبهار للمقياس، حينما استطاع أن يبني جسم المقاييس في ستة أشهر هو الوقت الذى يقل فيه مستوى مياه نهر النيل قبل الفيضان.
والغرض من انشاء مقياس النيل هو تحديد قيمة الضرائب على الشعب المصرى من خلال قياس فيضان النيل ومن ثم معرفة نوعيه المحاصيل التى سوف تزرع وتقدير رسوم الضرائب عليها ، ولكن بعد انشاء السد العالى ، اندثر دور مقياس النيل ، وهو يعتبر ثانى أقدم اثر اسلامى فى مصر بعد جامع عمرو بن العاص.
يتكون مقياس النيل من عمود رخامي مدرج يتوسط بئرا مربعة من الحجر ، مساحتها 6.20 مترا مربعا وبها درج يوصل الى القاع ، يجرى حول حوائطة الداخلية.
ويتصل مقياس النيل بواسطة ثلاث فتحات تجرى بالقرب من القاع وهى على شكل عقود مدببة ترتكز على أعمدة متصلة ذات تيجان كورنثية وقواعد رمانية مقلوبة .
نحت على جدران البئر من الداخل وفوق عقوده آيات قرآنية مكتوبة بالخط الكوفى ، وهى تناسب ما يتصل بالزرع والماء ، وتعتبر هذه الكتابات أقدم أمثلة للكتابة الكوفية المؤرخة على الآثار فى مصر الأسلامية ، كما ان العقود المدببة تعتبر اقدم امثلة من هذا النوع فى مصر ايضا.
والعمود المدرج عليه كتابات بالخط الكوفي واعلاه مدون عليه رقم تسع عشرة ذراعا – وقطع العمود مثمن وتاجه من الطراز المركب الرومانى ، وثبت فى العمود فى وسط البئر بواسطة عقدين يرتكزان على حوائط البئر من الداخل وكان مثبتا قبل ذلك بواسطة كمرة أفقية عليها كتابات بالخط الكوفى باللونين الأزرق والذهبى ، وقد قام أحمد بن طولون باصلاح هذا المقياس فى عهده وأزال بعض الكتابات و وضع اسمه عليها ولكنه ترك عليها التاريخ الاصلى .
وايضا ان القبة الموجوده اعلى المقياس قد تم انشاؤها فى العصر العثمانى .
وفى سنة 1925 م حدث هبوط فى العمود بقدر ثلاثة سم فى زاد الهبوط الى ستة فقامت مصلحة المبانى وتفتييش رى الجيزة بالاشتراك مع لجنة حفظ الاثار العربية باتخاذ الاحتياطات اللازمة لإيقاف الهبوط عند هذا الحد ، كما اقيم فى السنوات الاخيرة غطاء هرمى الشكل للمقياس من الخارج وتمت بعض الاصلاحات له من الداخل ، ولا يستخدم هذا المقياس حاليا لقياس الفيضان حيث أن القياس أصبح لأرتفاع المياه في بحيرة ناصر قبل السد العالى الذي حمى البلاد من فيضان النيل.
و عن براعة مهندس المقياس الذى ليس فقط اختار الوقت المناسب لبناء المقياس وانما براعته فى الشكل المعمارى الذى جاء عليه المقياس فالمقياس يتكون من اكثر من مستوى المستوى السفلى على شكل دايرة او اسطوانى الشكل وهذا مقصود بالذات عند اندفاع المياه داخل المقياس لا تؤثر على جدرانه لو كانت مستطيلة او مربعة انما تدور فى الشكل الاسطوانى وجعل فتحات دخول المياه للمقياس فى الجانب الشرقى حيث تيار المياه يكون ضعيفا يعلو ذلك مستويين مربعين وتعدد مستويات المقياس مقصود وذلك لتخفيف الضغط على البناء فلا ينهار بفعل ضغط المياه كما اود القاء الضوء على دور المقياس فى الحياة الاقتصادية والاجتماعية حيث ان عدم وفاء النيل بالمياه ووصولها الى الذراع السادس عشر فى عمود المقياس يعنى مجاعة ومشاكل واضطرابات من اجل ذلك كانت معرفة كمية مياه الفيضان بالمقياس تتم بشكل سرى


