بين التأثير والانتماء الهُوية في مرآة الإعلام.بقلم: سحر الزارعي

بين التأثير والانتماء الهُوية

الهُوية في مرآة الإعلام: بين التأثير والانتماء

سحر الزارعي

كاتبة وناقدة إماراتية مهتمة بالفنون و التصوير الفوتوغرافي

في قراءةٍ مُنصِفة لواقعنا الحالي، الذي نجدُ فيه آلاف الأصوات المتداخلة والآراء المتصارعة –

لدرجة أن أي فكرة مهما كانت عجيبة غريبة مؤذية، سنجدُ لها أنصاراً ومُريدين –

  نستشعر أزمة الهوية بوضوح وندرك وزن مهمة صيانتها من براثن التشويش والتشويه والاختلاف المتطرّف.

الهوية التي ندافع عنها هي “نحن” ومايشبهنا ويناسبنا ويليق بنا، وعكسها هو جميع الأشياء الأخرى بتوصيفاتها المتعدّدة. وهنا نحنُ لا نقوم بشيطنة “الآخر” طالما أنه مُكتَفٍ باختلافه، بل هو مصدرُ إلهامٍ انتقائيّ بالنسبة لنا. المشكلة تتشكّل حين يعمل على استنساخ نفسه ليكون بديلاً لـ”نحن” بكل خصوصيتها وأصالتها.

الإعلام لا يكتفي بنقل الصورة، بل يعيد تشكيلها، يعيد سرد القصة بأسلوب يخدم أجنداتٍ محدّدة.

هنا تصبح الهوية ضحية للتلاعب، تُختزل إلى رموزٍ سطحية، وتُختطف لتصبح نسخةً باهتة من ثقافات أخرى.

في هذا السياق، تتحوّل الأدوات الإعلامية لمصنعٍ يطمس الهويات الأصلية لصالح أخرى مُستوردة،

يُعيد تغليفها وصياغتها لتبدو وكأنها محلية، بينما هي في جوهرها دخيلة على الـ”نحن” الأصلية.

واجبنا هنا هو تصنيع أدواتنا الإعلامية كاملةً بأيدينا، لننتجَ وعياً مسؤولاً صادق الانتماء،

يُعبّر عن خصائص مجتمعاتنا وفكرنا وثقافتنا وحتى حدود تفاعلنا مع الآخر على اختلاف ألوانه ونواياه ومرجعياته.

إن بناء الجسد الثقافي كامل الوظائف هو خط المناعة الأول تجاه محاولات التلاعب بالهوية،

ذلك أنه السلاح الأشد نجاعة أمام التحديات.

وفي هذا الصراع بين التأثير والانتماء، تبرز الحاجة إلى صناعةٍ إعلاميةٍ متكاملة الأركان،

تؤكّد على حضورنا في العالم دون ذوبان أو عزلة، بل هي سياسة التوازن بين التأثير والتأثّر.

إن الهوية ليست عنصراً جامداً بل هي حالةٌ متجدّدة، تُبنى وتُحدَّث صياغتها باستمرار دون أن تفقد جذورها.

الهوية هي مسألة إثبات وجودٍ مصيريّ، تؤكد حقنا في امتلاك صوتنا وصورتنا الأصليين،

وامتلاكنا الكامل لحقوق ملكية الـ”نحن” بما يشمل استراتيجيات التأثير وهوامش التأثّر

******

المراجع والمصادر:

مواقع إجتماعية- فيس بوك

fotoartbook

elitephotoart

اترك تعليقاً