المايسترو رفيق كحالي عدسته تتجاوز حدود الإبداع…وترسم المستقبل الفوتوغرافي – إعداد: فريد ظفور

المايسترو رفيق كحالي عدسته

يطل اسم المصور الجزائري رفيق كحالي

كأحد الأصوات البصرية البارزة التي لم تكتفِ بمواكبة التحولات،

بل سعت إلى قيادتها وصياغة ملامحها.

في زمنٍ يتسارع فيه إيقاع التكنولوجيا، ويختلط فيه الواقع بالخيال.

المقدمة:

الفنان المبدع كحالي..لا يكتفي بممارسة فن التصوير، بل يتبنّى رسالته كمنبرٍ يوثّق، ينقد، ويضيء على التجارب.

من خلال موقعه أخبار فن التصوير، تحوّل إلى مرجعٍ للأخبار والمستجدات،

لذلك ينبري موقعه الأخباري كمنصةٍ تجمع بين المحترفين والهواة، بين لغة الصورة وسرديتها العميقة. لم يكن كحالي مجرد مصور يلتقط اللحظة،

بل كان دائم البحث عن المعنى الكامن خلفها، مؤمناً بأن التصوير ليس انعكاساً سطحياً للواقع،

بل فعل مقاومةٍ ضد النسيان، وأداة ثقافية تواكب تحولات المجتمع.

برؤيته الفنية التي تتجاوز الإطار التقليدي، استطاع أن يخلق جسراً بين المدرسة الكلاسيكية في التصوير وبين النزعة الحديثة التي تحتفي بالحرية البصرية.

ومن خلال نشاطه الإعلامي والثقافي، قدّم خدمة جليلة للمشهد الفوتوغرافي العربي، حيث وثّق التجارب،

عرّف بالأسماء، وفتح المجال أمام النقد البنّاء، ليمنح الصورة العربية موقعاً يليق بها في زمن الإعلام الرقمي.

فمنذ أكثر من ربع قرن، لم تكن عدسته مجرد وسيلة لتوثيق اللحظات،

بل نافذة مشرعة على المستقبل، وجسرًا يربط الفن بروح العصر.

إنطلق من استوديو صغير في الجزائر عام 1999م،

إلى منصات التتويج و التكريم الدولية،

فقد صاغ كحالي رحلته بخطوات ثابتة وشغف متقد.

لم يكن التصوير عنده مجرد مهنة،

بل عشقٌ للضوء ووعيٌ بأن الصورة يمكن أن تكون رسالة وفلسفة، بل وأداة لتغيير الوعي الجمعي.

كحالي من المحلية إلى العالمية:

أسس كحالي استوديوه الخاص ليكون نقطة انطلاق لمسيرة ستقوده إلى رئاسة جمعية المسيلة لفن التصوير الفوتوغرافي عام 2014.

أحد عشر عامًا قضاها في بناء مشهد فوتوغرافي متجدد، رعى خلالها المواهب، وفتح فضاءات للتعلم والتجريب،

وجعل من الجمعية منبرًا للحوار الفني والتلاقي.

ومع توسّع خبراته، عبر حدود الجزائر إلى رحاب المهرجانات العالمية،

حيث حصد الجوائز وأثبت أن البصمة الجزائرية قادرة على الوصول إلى أوسع المنصات.

العدسة والخوارزمية:

في الوقت الذي تردّد فيه كثيرون أمام ثورة الذكاء الاصطناعي،

كان كحالي من أوائل المؤمنين بقدرة هذه التكنولوجيا على إثراء التجربة الفنية.

رأى في الخوارزميات شريكًا لا منافسًا، فغاص في أعماقها ليحوّلها إلى أداة تُحرر المصور من الروتين وتفتح أمامه فضاءات إبداعية جديدة.

حصوله على شهادة “مليون خبير في أوامر الذكاء الاصطناعي” عام 2025 من مؤسسة دبي للمستقبل،

لم يكن مجرد إنجاز أكاديمي، بل إعلانًا عن ميلاد مرحلة جديدة في علاقة الفن بالتقنية.

بصمات إعلامية وفكرية:

في عام 2019، أطلق موقعه الإعلامي Art Photography News ليحوّله إلى منصة رائدة تجمع بين الخبر والتحليل والرؤية المستقبلية. لم يكتفِ بتغطية الفعاليات،

بل عمل على نقل المعرفة وتقديم تجارب المصورين الشباب، ليصبح الموقع مرجعًا للمحترفين والهواة على حد سواء.
كما ارتبط اسمه بجائزة حمدان بن محمد الدولية للتصوير الضوئي (HIPA)،

حيث أسهم في الترويج لها عالميًا، ناقلاً روحها ورسالتها، وموثقًا مكانة دبي كمنارة فوتوغرافية عالمية.

إنجازات تليق بريادة:

مسيرة كحالي مكللة بالجوائز والتقديرات:

الميدالية الذهبية في التصوير (2017)، اللقب العالمي من الاتحاد الدولي للتصوير الفوتوغرافي،

والدكتوراه الفخرية في التصوير (2021).

وهو أيضًا محكّم دولي منذ 2012، وعضو في أعرق الجمعيات الفوتوغرافية العالمية (GPU، PSA، ISC).

أما حصوله على الإقامة الذهبية في دولة الإمارات فكان تتويجًا لمسيرة أثرت المشهد الفني وأسهمت في تكريس قيم الإبداع والابتكار.

* إرث من الضوء ورسالة للأجيال:

رفيق كحالي ليس مجرد مصور محترف، بل قائد فكري ومعلم يفتح الأبواب للأجيال الصاعدة.

رسالته واضحة: لا تخشوا المستقبل، بل اصنعوه.

يدعو الشباب إلى الانفتاح على العلم والتقنيات الجديدة، مع الحفاظ على جوهر الشغف الفني الذي يبقى قلب كل صورة ناجحة.

بإختصار يمكن القول :

إنه فنان يكتب تاريخ الصورة بلغة الضوء، ويعيد تعريف العلاقة بين الفن والتكنولوجيا.

ومع كل مشروع يقوده، وكل فكرة ينشرها، يترك أثرًا لا يُمحى،

ويؤكد أن العدسة ليست نهاية الطريق، بل بداية حوار أبدي مع عالم الفوتوغرافيا.

وختامها مسك وعنبر:

ولأن الحديث عن المبدع:

رفيق كحالي..

  • ليس مجرد استعراض لمسيرة مصور محترف أو إعلامي فوتوغرافي وحسب،

بل هو إضاءة على شخصية موسوعية آمنت بالصورة والتصوير الضوئي كأفق معرفي وثقافي يتجاوز حدود الجغرافيا إلى افق الزمكان الضوئي.

فلقد جعل من عدسته قلماً، ومن موقعه منبراً، ومن تجربته جسراً يصل بين الماضي والحاضر والمستقبل.

وفي عالمٍ تتكاثر فيه الصور حتى تكاد تفقد معناها،

يصرّ كحالي على أن يعيد لها بريقها، فيسردها بحسّ إنساني وصحفي رصين، جامعاً بين الدقة التوثيقية واللمسة الإبداعية.

وهكذا يبقى و يظلّ اسم الفنان رفيق مرتبطاً بمشروع بصري يتجاوز حدود الفرد والجفرافيا

ليصبح خدمة عامة لثقافته البصرية للصورة في الجزائر والعالم العربي. فهو لا يكتفي بأن يكون شاهداً على اللحظة،

بل صانعاً لرؤيتها، ومؤسساً لذاكرة جماعية تحفظ للأجيال القادمة أنفاس الحق والخير و الجمال وان يكون صرخة الحقيقة.

إن رفيق كحالي، بعدسته وقلمه وموقعه، يظلّ مثالاً للمصور والفنان الذي يأبى ان يعيش في الظل،

بل يكتب بضياء الصورة صفحة من صفحات المستقبل المشرق ليكون منارة هداية للاجيال الفوتوغرافية.

*********

معرض الصور:

**********************

المراجع والمصادر:

مواقع إجتماعية- فيس بوك

fotoartbook

elitephotoart

اترك تعليقاً