
المايسترو رفيق كحالي عدسته تتجاوز حدود الإبداع…وترسم المستقبل الفوتوغرافي – إعداد: فريد ظفور
المايسترو رفيق كحالي عدسته
يطل اسم المصور الجزائري رفيق كحالي
كأحد الأصوات البصرية البارزة التي لم تكتفِ بمواكبة التحولات،
بل سعت إلى قيادتها وصياغة ملامحها.
في البدء كانت للكلمة…
قمر التصوير يُناجي عشاقه… هل سمعتم … هل رأيتم …أو شممتم رائحة الإبداع… يا معشر البَشَرْ .. عن مصور يُناجى القمر … يمتطى صهوة جموح العشق التكويني والريح المعرفية البصرية. وحوله تشاهدون بحرا معطر بالحنين .. وخلسة..تمتد يد المصور، تلتقط بديافراجم غُصن الحبّ عن مشاهد المعذبين والفقراء والمساكين ، والشوق والهجر والحرمان قد أدماها، ويبقى قمره المتألق ممتطياً سحاب البوح الخبري، واليد لا تطاله يبقى حلماً … وتبقى دامية..
صديق مهنة المتاعب الصحفي رفيق الغالي…
ها أنت تحمل الوسام بصدرك المعطاء ها أنت تمضي جبّارا على دروب الشموخ تاجك فوق رأسك منارة للشرفاء وعشاق الضوء.فلا تبكي.ولا تحزن ياصديقي على زمن هجر الاحبة المصورين القراءة.وتسابقوا للثقافة البصرية والسمعية.عبر منصات الواصل في الفيس بوك والمسنجر وتويتر وتك توك وانستغرام. وتلغرام. ومنصة إكس..الخ.علاوة على سيطرة شبه مطلقة لمشاهدة الريلز والبودكاست واليوتيوب.فلا تياس …. وكم نشتاق لعناقك بل لنهنأك بما وَهَبْ لِلَّهِ ..فالتصوير أبقى..والمعرفة أنقى..وعشاق الفن الضوئي أشقى..وبعد أن لملمت فتات حروف ورموز الكي بورد ، وسبكت قصيدةً ضوئية وأخبار فن التصوير..التي تزمجر مثل شلال..لتقول للهواة والمحترفين من مصورين ومصورات انهلوا من زوادة معارفي واخباري الفوتوغرافية.
أنتم معشر المصورون …الفوتوغراف أبقى.. وحين سقط الجيل غرفاً بسيول العصر الرقمي الجارفة،ثم شربوا من مَطَرْ المعرفة الفنية والبصرية ..عندها هطلت كلماتك من شحنات الغيوم الفوتوغرافيا ، لِتُدْرِكَ أَنَّ لِكُلِّ تَجِرُبَةٍ تَمَنْ، فهام المطر المعرفي بين سرّ المصور والتصوير ،فنبت عشب العشق الضوئي بلون البنفسج والقرنفل والياسمين الشامي.
كم أنت غريب بكرمك ونبلك ياكحالي..على أوتار النُّورِ والظل يدندن القمر..مُتسلّقاً موشحاته الرمادية واللونية و الفضية المتوهجة التي تعتلي بنشوة الأيام مقاماتِ الرُّوح البصرية ،فتطربنا بتكويناتك. تشكيلاتك التصويرية…. وتسكرنا بخمرة عينيك ولوحاتك الفوتوتوغرافية الشاعرية ، وتداوى سَقَمنا ببحرك العاطفي.. فتناجي الضوء و الشمس ،والنُّجوم والقمر ،والبنجكتورات، وتجيئ في حضرتك الطلبة ينهلون من ورشاتك ودروسك.ليرتوا من بحر معارفك الفوتوغرافية. مُعجزةٌ أَنتَ بما تقدمه من أخبارك… يا قَمرَ الليل والنَّهارُ، فعلى شفا وجهِكَ تُبحر في خاطري الأفكار..عبير الحب المعطر يشذى النور….رحيق الأزهار المنتشر في تشكيل وتكوين الصور.. زهور الجنان المعرفية البصرية،عروش الفضاء الرقمي،سنابل القمح الفوتوغرافي أنبتت ألاف السنابل الضوئية، فكنت عبق الأقحوان وسيد الألوان.تشع في الزمان والمكان لتكتب سفر الفوتوغرافيا القادمة لتكون منارة لعشاق الضوء.
المقدمة:
في زمنٍ يتسارع فيه إيقاع التكنولوجيا، ويختلط فيه الواقع بالخيال.حيث يتربع على عرش الفوتوغرافيا..
الفنان المبدع كحالي..
الذي لا يكتفي بممارسة فن التصوير، بل يتبنّى رسالته كمنبرٍ يوثّق، ينقد، ويضيء على التجارب.
من خلال موقعه أخبار فن التصوير، تحوّل إلى مرجعٍ للأخبار والمستجدات،
لذلك ينبري موقعه الأخباري كمنصةٍ تجمع بين المحترفين والهواة، بين لغة الصورة وسرديتها العميقة.
لم يكن كحالي مجرد مصور يلتقط اللحظة،
بل كان دائم البحث عن المعنى الكامن خلفها، مؤمناً بأن التصوير ليس انعكاساً سطحياً للواقع،
بل فعل مقاومةٍ ضد النسيان، وأداة ثقافية تواكب تحولات المجتمع.
برؤيته الفنية التي تتجاوز الإطار التقليدي، استطاع أن يخلق جسراً بين المدرسة الكلاسيكية في التصوير وبين النزعة الحديثة التي تحتفي بالحرية البصرية.
ومن خلال نشاطه الإعلامي والثقافي، قدّم خدمة جليلة للمشهد الفوتوغرافي العربي، حيث وثّق التجارب،
عرّف بالأسماء، وفتح المجال أمام النقد البنّاء، ليمنح الصورة العربية موقعاً يليق بها في زمن الإعلام الرقمي.
فمنذ أكثر من ربع قرن، لم تكن عدسته مجرد وسيلة لتوثيق اللحظات،
بل نافذة مشرعة على المستقبل، وجسرًا يربط الفن بروح العصر.
إنطلق من استوديو صغير في الجزائر عام 1999م،
إلى منصات التتويج و التكريم الدولية،
فقد صاغ كحالي رحلته بخطوات ثابتة وشغف متقد.
لم يكن التصوير عنده مجرد مهنة،
بل عشقٌ للضوء ووعيٌ بأن الصورة يمكن أن تكون رسالة وفلسفة، بل وأداة لتغيير الوعي الجمعي.
كحالي من المحلية إلى العالمية:
أسس كحالي استوديوه الخاص ليكون نقطة انطلاق لمسيرة ستقوده إلى رئاسة جمعية المسيلة لفن التصوير الفوتوغرافي عام 2014.
أحد عشر عامًا قضاها في بناء مشهد فوتوغرافي متجدد، رعى خلالها المواهب، وفتح فضاءات للتعلم والتجريب،
وجعل من الجمعية منبرًا للحوار الفني والتلاقي.
ومع توسّع خبراته، عبر حدود الجزائر إلى رحاب المهرجانات العالمية،
حيث حصد الجوائز وأثبت أن البصمة الجزائرية قادرة على الوصول إلى أوسع المنصات.
العدسة والخوارزمية:
في الوقت الذي تردّد فيه كثيرون أمام ثورة الذكاء الاصطناعي،
كان كحالي من أوائل المؤمنين بقدرة هذه التكنولوجيا على إثراء التجربة الفنية.
رأى في الخوارزميات شريكًا لا منافسًا، فغاص في أعماقها ليحوّلها إلى أداة تُحرر المصور من الروتين وتفتح أمامه فضاءات إبداعية جديدة.
حصوله على شهادة “مليون خبير في أوامر الذكاء الاصطناعي” عام 2025 من مؤسسة دبي للمستقبل،
لم يكن مجرد إنجاز أكاديمي، بل إعلانًا عن ميلاد مرحلة جديدة في علاقة الفن بالتقنية.
بصمات إعلامية وفكرية:
في عام 2019، أطلق موقعه الإعلامي Art Photography News ليحوّله إلى منصة رائدة تجمع بين الخبر والتحليل والرؤية المستقبلية. لم يكتفِ بتغطية الفعاليات،
بل عمل على نقل المعرفة وتقديم تجارب المصورين الشباب، ليصبح الموقع مرجعًا للمحترفين والهواة على حد سواء.
كما ارتبط اسمه بجائزة حمدان بن محمد الدولية للتصوير الضوئي (HIPA)،
حيث أسهم في الترويج لها عالميًا، ناقلاً روحها ورسالتها، وموثقًا مكانة دبي كمنارة فوتوغرافية عالمية.
إنجازات تليق بريادة:
مسيرة كحالي مكللة بالجوائز والتقديرات:
الميدالية الذهبية في التصوير (2017)، اللقب العالمي من الاتحاد الدولي للتصوير الفوتوغرافي،
والدكتوراه الفخرية في التصوير (2021).
وهو أيضًا محكّم دولي منذ 2012، وعضو في أعرق الجمعيات الفوتوغرافية العالمية (GPU، PSA، ISC).
أما حصوله على الإقامة الذهبية في دولة الإمارات فكان تتويجًا لمسيرة أثرت المشهد الفني وأسهمت في تكريس قيم الإبداع والابتكار.
* إرث من الضوء ورسالة للأجيال:
رفيق كحالي ليس مجرد مصور محترف، بل قائد فكري ومعلم يفتح الأبواب للأجيال الصاعدة.
رسالته واضحة: لا تخشوا المستقبل، بل اصنعوه.
يدعو الشباب إلى الانفتاح على العلم والتقنيات الجديدة، مع الحفاظ على جوهر الشغف الفني الذي يبقى قلب كل صورة ناجحة.
بإختصار يمكن القول :
إنه فنان يكتب تاريخ الصورة بلغة الضوء، ويعيد تعريف العلاقة بين الفن والتكنولوجيا.
ومع كل مشروع يقوده، وكل فكرة ينشرها، يترك أثرًا لا يُمحى،
ويؤكد أن العدسة ليست نهاية الطريق، بل بداية حوار أبدي مع عالم الفوتوغرافيا.
وختامها مسك وعنبر:
ولأن الحديث عن المبدع:
رفيق كحالي..
- ليس مجرد استعراض لمسيرة مصور محترف أو إعلامي فوتوغرافي وحسب،
بل هو إضاءة على شخصية موسوعية آمنت بالصورة والتصوير الضوئي كأفق معرفي وثقافي يتجاوز حدود الجغرافيا إلى افق الزمكان الضوئي.
فلقد جعل من عدسته قلماً، ومن موقعه منبراً، ومن تجربته جسراً يصل بين الماضي والحاضر والمستقبل.
وفي عالمٍ تتكاثر فيه الصور حتى تكاد تفقد معناها،
يصرّ كحالي على أن يعيد لها بريقها، فيسردها بحسّ إنساني وصحفي رصين، جامعاً بين الدقة التوثيقية واللمسة الإبداعية.
وهكذا يبقى و يظلّ اسم الفنان رفيق مرتبطاً بمشروع بصري يتجاوز حدود الفرد والجفرافيا
ليصبح خدمة عامة لثقافته البصرية للصورة في الجزائر والعالم العربي. فهو لا يكتفي بأن يكون شاهداً على اللحظة،
بل صانعاً لرؤيتها، ومؤسساً لذاكرة جماعية تحفظ للأجيال القادمة أنفاس الحق والخير و الجمال وان يكون صرخة الحقيقة.
إن رفيق كحالي، بعدسته وقلمه وموقعه، يظلّ مثالاً للمصور والفنان الذي يأبى ان يعيش في الظل،
بل يكتب بضياء الصورة صفحة من صفحات المستقبل المشرق ليكون منارة هداية للاجيال الفوتوغرافية.
*********
معرض الصور:
















**********************
المراجع والمصادر:
مواقع إجتماعية- فيس بوك











