أثناء قطعهم لشجرة بلوطٍ عتيقة، توقّف الحطّابون فجأة أمام ما لم يكن في الحسبان… بقايا كلب صيد محنّطة، واقفة داخل الجذع، كأنها ما زالت تطارد حلمها الأخير.
في منتصف الثمانينيات، بجنوب ولاية جورجيا الأمريكية، كان يوم العمل عاديًا، ضجيج المناشير يملأ الغابة، ورائحة الخشب الطازج تختلط برطوبة الأرض. شجرة بلوط كستناء ضخمة، صمدت لعقود طويلة، سقطت أخيرًا بعد آخر ضربة.
لكنها لم تسقط وحدها… بل كشفت سرًا ظلّ محبوسًا في الظلام لسنوات.
داخل الجذع المجوّف، كان هناك جسد كلب صيد، محفوظ بشكل يبعث على القشعريرة. رأسه مرفوع، جسده ممدود، وكأن الزمن تجمّد عند لحظة اندفاعه الأخيرة. لم يكن ممددًا أو ساقطًا… بل واقفًا، في وضعية مطاردة، كما لو أن السنجاب ما زال أمامه بخطوة واحدة فقط.
تشير التقارير إلى أن الكلب يعود إلى ستينيات القرن الماضي. في يومٍ بعيد، خرج مع صاحبه إلى الغابة، يومٌ عادي مليء بالروائح والأصوات، لا يوحي بأن النهاية قريبة.
رأى كلب الصيد فريسته، سنجابًا أو حيوانًا صغيرًا، فاندفع خلفه بلا تردد، مدفوعًا بغريزته التي عاش لأجلها. دخل الحيوان إلى فتحة عند جذور شجرة البلوط… ولحقه الكلب دون تفكير.
في البداية كان الجذع واسعًا، يسمح بالحركة، وكل شيء بدا طبيعيًا. لكن مع التقدّم إلى الأعلى، صار الخشب يضيق، والجدران تقترب، والنَفَس يصبح أثقل.
حاول التقدّم… علق.
حاول الرجوع… لم يستطع.
هناك، في ذلك الظلام الخانق، انتهت المطاردة. لا صراخ سمعه أحد، لا يد امتدت لإنقاذه، ولا صاحب عاد يبحث عنه. فقط كلب صيد وحيد، محاصر داخل شجرة، يواجه نهاية بطيئة وقاسية.
مرت الأيام، ثم الشهور، ثم السنوات. الغابة تغيّرت، أجيال من الحيوانات عبرت المكان، وأصحاب رحلوا، وأصوات جديدة ملأت العالم… بينما ظلّ الكلب في مكانه، بلا حركة، بلا حياة.
الغريب، والمؤلم في آنٍ واحد، أن الطبيعة لم تكتفِ بقتله… بل قررت أن تحفظه.
خشب البلوط الكستناء غني بمادة التانين، وهي مركّبات تُستخدم في التحنيط ودباغة الجلود. هذه المواد، مع الجفاف السريع داخل الجذع وقلة الأكسجين، أوقفت التحلّل. لم يتحوّل الجسد إلى عظام… بل بقي كما هو، كشاهدٍ صامت على لحظة أخيرة من الخوف واليأس.
عندما اكتشفه الحطّابون بعد عقود، لم يعثروا على بقايا حيوان فقط، بل على قصة كاملة متجمّدة في الزمن.
قصة ولاء، وغريزة، ومطاردة لم تنتهِ بالفوز… بل بنهاية حزينة داخل شجرة صامتة.
لاحقًا، نُقل الكلب إلى متحف، حيث يقف اليوم خلف الزجاج، يحدّق إلى لا شيء، لا يراه أحد كما كان: كلبًا خرج يومًا للجري، للّعب، للصيد… ولم يعد أبدًا.
قصة تذكّرنا أن بعض النهايات لا تكون صاخبة،
بل هادئة… مظلمة… ومحبوسة في قلب شجرة،
في انتظار من يكتشفها بعد فوات الأوان
كتابة ✍️ وإعداد:Salah Eddine
كلب محنط داخل شجرة #حكايات غريبة #غرائب الطبيعة #Stuckie #قصص مأساوية #اكتشافات نادرة #تحنيط طبيعي #أسرار الغابة #مومياء كلب #حقائق_غريبة.
****
المصادر:
– موقع سبق- اليوم السابع
– الإمارات اليوم –
– العربية .نت
-صحيفة الثورة السورية
– موقع المصرى اليوم – موقع عكاظ
– مواقع تواصل إجتماعي – فيس بوك – ويكبيديا
– مجلة فن التصوير
– إيليت فوتو آرت: https://elitephotoart.net
*******


