اضغط على الصورة لعرض أكبر.  الإسم: Screenshot_٢٠٢٥٠٨٢٢-٠٩٠٥١٣_Facebook.jpg  مشاهدات: 0  الحجم: 81.6 كيلوبايت  الهوية: 271398
الفرنسي فرديناند شوفال والقصر المثالي الذي بناه ساعي بريد بنفسه

الفرنسي فرديناند شوفال والقصر

فرديناند شوفال، ساعي البريد الفرنسي .

وقصة الحجر التي بنى منها قصرا عام 1879م

القصر اللطيف

#ساعي_البريد_فلتتة_زمانه

في صباح ربيعي هادئ من عام 1879، كان فرديناند شوفال، ساعي البريد الفرنسي البسيط،

يسير في طريقه المعتاد بين حقول بلدة أوتريف الريفية. رجل في منتصف العمر،
قضى سنواته يمشي كل يوم عشرات الكيلومترات، حاملاً رسائل الآخرين وأحلامهم،
فيما كان هو يخفي حلمه في أعماق قلبه دون أن يدري. وبينما كانت خطواته تتعثر على الطريق الترابي،

اصطد*م بحجر صغير، لكنه لم يكن كأي حجر.

التقطه، تأمله مطولًا، وشعر بشيء غامض يهمس بداخله:

“هذا الحجر ليس عاديًا… إنه بداية شيء عظيم.”

من تلك اللحظة، وُلدت فكرة بدت للآخرين ضربًا من الجنون: أن يبني قصرًا خياليًا،

تحفة لا مثيل لها، من الحجارة التي يجدها في رحلته اليومية. لم يكن معماريًا، ولا فنانًا، ولا حتى متعلمًا في مجال الفن.

كان مجرد ساعي بريد بعمر الأربعين تقريبًا، يملك يدين متشققتين من الت*عب، لكن بداخله روح حالمة لا تعرف الاستسلام.

بدأ شوفال بجمع الحجارة يومًا بعد يوم.

أول الأمر كان يملأ جيوبه، ثم حقيبته، حتى اضطر إلى استخدام عربة خشبية يدفعها كل صباح وهو يوزع البريد.

وفي المساء، حين ينام الجميع، كان يضيء مصباحًا صغيرًا ويبدأ في البناء.

لم يكن يملك مخططات ولا آلات متطورة، فقط إسمنت بدائي، وحجارة عشوائية، وخيال لا يعرف حدودًا.

ليالي طويلة، سنوات قا*سية، نظرات استهزاء. أهل القرية سخروا منه، رأوه رجلًا فقد عقله،

يقضي عمره في تكديس الحجارة بدلًا من الجلوس مع أسرته أو الراحة. لكن فرديناند لم يكن يسمع أصواتهم.

كان يسمع فقط صوته الداخلي، ذلك الإيمان الذي يقول له:

“استمر… حلمك يستحق.”

33 عامًا مضت. أكثر من 93,000 ساعة من العرق والأ*لم، من حمل الأحجار وبنائها حجرًا فوق حجر،

حتى تشكل أمام عينيه ما أسماه لاحقًا بـ “القصر المثالي” (Palais Idéal).

كان أشبه بلوحة أسطورية خرجت من قلب الطبيعة: أبراج شاهقة، كهوف مظلمة،

جدران مغطاة بزخارف ومخلوقات أسطورية.

استوحى تفاصيله من حضارات لم يرها بعينه قط — مصر القديمة، الهند، أساطير الشرق — رغم أنه لم يغادر بلدته الصغيرة يومًا.

وحين انتهى من القصر عام 1912، تغيّر كل شيء. من كان موضع سخرية، أصبح أسطورة حيّة.

توافد الناس من كل أنحاء فرنسا ليشاهدوا بعجبٍ كيف استطاع رجل بسيط بلا علم ولا مال أن يبني معجزة من خياله.

بل إن فنانين كبار مثل بابلو بيكاسو وأندريه بريتون رأوا في عمله عبقرية سبقت زمنها، وأثرًا في الفن السريالي الحديث.

لكن فرديناند، الذي تحدى العالم وصنع حلمه، لم يتوقف عند ذلك. في سن الـ78،

حين ثقل جسده وانحنى ظهره، قرر أن يُكمل ملحمته ببناء قبره الخاص، الذي سماه “قبر الصمت والراحة الأبدية”.

ثمانية أعوام أخرى من الكفاح، حتى أسلم الروح، تاركًا خلفه درسًا خالدًا في الإصرار والإيمان.

اليوم، لا يزال “القصر المثالي”

قائمًا شامخًا في الريف الفرنسي، محميًا بقرار رسمي كنُصُب تاريخي.

يزوره الآلاف كل عام، لا ليشاهدوا مجرد مبنى من الحجارة،

بل ليقفوا أمام شهادة حيّة على أن أعظم الإنجازات تبدأ من لحظة عابرة، ومن حجر صغير قد يتعثر به المرء في الطريق.

إنها قصة عن رجل واحد، بلا مال ولا تعليم، لكنه امتلك ما لا يقدر بثمن:

حلم، وعزيمة، وإيمان بأن الجمال يمكن أن يولد من أبسط الأشياء.

**********************

المراجع والمصادر:

مواقع إجتماعية- فيس بوك

fotoartbook

elitephotoart

اترك تعليقاً