في صحيفة “الأهرام” الأستاذ الكبير يوسف القعيد يكتب مقالا باذخ الجمال عن كتابي الأحدث
عبد الرحمن الأبنودي شاعر الهوية المصرية
أهدانى الدكتور رضا عطية كتابه الجديد الصادر عن المجلس الأعلى للثقافة بكل ما يعنيه بالنسبة لى. فأمينه العام الدكتور أشرف العزازى أحد رُعاة ثقافتنا المصرية والعربية فى زماننا. يُعاونه مدير إدارة التحرير والنشر وائل حسين. وتتولى إدارة التحرير آمال سليمان. والتصحيح اللغوى آمال الديب. والإشراف الفنى أباظة محمد حافظ.
والكتاب يقع فى 256 صفحة من القطع الكبير، وعنوانه: «عبد الرحمن الأبنودى شاعر الهوية المصرية». حيث يرى المؤلف أن الخطاب الشعرى للأبنودى «11 أبريل 1938 – 21 أبريل 2015» جاء شديد الارتباط بالهوية المصرية وتجسيد الملامح البارزة ورسم القسمات فى حضور الإنسان المصرى المعاصر، وتكوينه التاريخى على مدى يتجاوز نصف قرن استطاع الأبنودى أن يحتل بشعره وكتاباته مساحة ممتدة من فضاء الوعى الجمالى للذائقة المصرية والعربية.
فالأبنودى الجنوبى الذى حمل فى مطلع ستينيات القرن الماضى دفاتر حُلمه الإبداعى بصُحبة رفيقيه الشاعر أمل دنقل والقاص يحيى الطاهر عبد الله قاصدا القاهرة، وفاتحاً المدينة. استطاع أن يبقى أحد أبرز حُكَّام الإبداع الشعرى. وهكذا احتلت قصائده وجدانات المتلقين باختلاف أجيالهم وتنوع وعيهم الثقافى لتكون مكونا رئيسيا فى نسيج الذائقة الجمالية. وتُصبح كلمات قصائده شريكا فاعلا فى رأسمال الشخصية المصرية والعربية.
ويقول المؤلف إن نص الأبنودى احتوى على صعيد أُفقى، وقدم التميزات الاجتماعية البارزة للشخصية المصرية مُجلِّياً تمثيلات المكون الريفى مقابل تمثيلات المكون المدنى. وعلى صعيد رأسى أبان نص الأبنودى التكوين التاريخى للشخصية المصرية من ناحية ما واجهته فى تاريخها المعاصر من أحداث فارقة وتحولات مفصلية من ناحية أخرى.
لقد قدَّم أمجادا وبطولات كبناء السد العالى. وخيبات وانتكاسات كالهزيمة فى يونيو 1967 أمام العدو الإسرائيلى. وإشكاليات معاهدة السلام بما مثلته فى سبعينيات القرن الماضى من صدمة كبيرة للشارع السياسى والثقافى المصرى، لا سيما فى صفوف اليسار الذى أطلق دعوات رافضة لمشروع اتفاقية كامب ديفيد ومنددة بالتطبيع مع إسرائيل.
من ناحية أخرى قدم الأبنودى فى شعره الشخصية المصرية فى نماذج متعددة ابتداء من الصبية والأطفال ومرورا بالشباب وما يحملونه من جذوة الحياة وطاقات السعى، وصولا إلى الشيوخ الحاملين خبرة الزمن وحكمة السنين. وكذلك تمثيل شرائح المجتمع المهنية بتقديم نماذج كثيرة ومت


