إياد البلال ذاكرة الحجر بأنامل من نور

– إعداد: فريد ظفور – علي نفنوف

إياد بلال ذاكرة الحجر

الفنان التشكيلي العالمي السوري

إياد منيف البلال

المقدمة:

في عالم تتلاشى فيه الحدود بين الجغرافيا والمخيلة، يقف الفن شامخًا كجسر يعبر به الإنسان إلى ذاته وذاكرته. ومن بين الأسماء اللامعة في سماء التشكيل السوري والعربي، يسطع اسم الفنان إياد منيف بلال، الذي حمل لوحاته كما يحمل العاشق قصيدته، وراح يجوب بها عواصم العالم، يروي من خلالها حكاية وطن، وذاكرة، وجمال لا يذبل.

“إياد منيف البلال: أيقونة النحت والتشكيل السوري في فضاءات الغربة”

مقدمة: في كل منحوتة صامتة وملونة، ينبض الفنان إياد منيف بلال بذاكرة وطن وجماليات بيئة، محمّلة بالتاريخ والعاطفة والبصيرة. من تراب حمص ودفء الشعيرات، وإلى فضاءات الإمارات الحديثة، مضى هذا الفنان السوري في دربٍ طويلٍ من الإبداع، مؤمنًا بأن الفن ليس مهنة، بل رسالة وجدانية وهوية بصرية متحركة. يحمل بين يديه الحجر كما لو أنه جلد التاريخ، ويغرس في اللوحة نبض المكان وحكاية الإنسان، فصار أحد أبرز وجوه النحت والتشكيل في المشهد السوري والعربي المعاصر

رغم الغربة، أو ربما بفضلها، ازداد توقه للضوء، ولرسم المدى الذي يتسع لنبض الطفولة، ولألوان الحنين الأولى. من قريته السورية، إلى حيث يقيم اليوم في الإمارات، ظلّ إياد بلال ينسج بخيوط الإبداع رؤى تشكيلية تعبر عن الإنسان والهوية والانتماء.

لمحة تعريفية:

وُلد إياد منيف البلال في قرية الشعيرات بمحافظة حمص بسورية. منذ طفولته، تطوّعت موهبته بالتشكّل عبر التفاعل مع الطين والخشب في بيئته الريفية، وهو ما دفعه لدراسة الفن التشكيلي والنحت في كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1997  .
برز في المشهد السوري بفكره الفني الذي يرتكز على الأساطير والتراث، لا سيما من خلال مشروع تخرجه “ملحمة جلجامش” الذي صاغ منه انعكاساً شخصياً ورمزية حديثة في أعماله النحتية.

اشرقت شمس الموهبة و المعرفة الفنية عنده بشكل كبير ،منذ تابع دراسته الجامعية بنجاح مطرد ، ونال الإجازة بامتياز، مما أهله لترشيح نفسه للحصول على الشهادات الأعلى.

ولَقَدْ ظَهَرَتْ مَوْهِبَتِه الفنية في وقت مبكر إِذ كان يمْلِكُ خيالاً جامحاً يطوف به بين السهول والوديان والبساتين فيصفُ الأشجار والأزهار، ويترجم زقزقة العصافير ، وكان مولعاً أيضاً بالمطالعة ، فيستعير القصص والكتب الأدبية والفنية في بداية حياته، ثُمَّ بَدأ يشتريها كتاباً بعد آخر ، حتى صار عنده مكتبة كبيرة يعتز بها.

تلك هي بداية حياته التي قاده فيها الطموح والمثابرة والاجتهاد ، حياةً فقر وقهر مُزجَتْ فيها الآمال بدموع الحرمان ، ولقد صدق من قال : فلابد دونَ الشَّهْدِ مِنْ إبر النحل .

رأيته للمرة الاولى في حفل أقيم لتكريمه ، وتسليمه شهادة وجائزة في مهرجان قطينة السياحي بريف حمص الجنوبي الغربي ، كانَ شابا يافعا.بل رَجُلًا أسمر قوياً في السادسة والثلاثينَ مِنْ عُمرِهِ ، تَتَّقِدُ عيناه ذكاءً وعبقرية ، ويُبْتَسِمُ تَغْرُهُ فَرحاً واملا وحيوية ، سلَّمَ عليه المدعوون مهنئين ومتمنين له دوام التقدم والنجاح.

ثم انفردت به وكان بصحبتة إبنه.في مكان عرض أعماله لأقدِّمَ لَهُ أحر التهاني ، وأطيب التمنيات ، فنَظَرَ إِليَّ مُمتناً ، وقسمات وجهه تحكي تاريخ عناء طويل ، فسألته بكُلِّ احترام ، ما مسحة التعب التي تبدو على وجهك يا صديقي؟ أجاب قائلا : آثار السنين والشُّهور والأيام الَّتِي قَضَيْتُها في الدراسة والعمل ، والظروف الصعبة التي واجهتني ، والعقبات التي اعترضت سبيلي ، فقد كنت لا أعرِفُ الكَلل أو الملل إلى أَنْ وَصَلْتُ لِمَا أَنَا فِيهِ الآن .واعتبر نفسي باول الطريق..

فقُلْتُ  والفضول يشدني: لَقَدْ شَوَّقَتني لسماع قِصَّتِكَ..

قال : قصتي دَرْساً للطامحين من الشباب والشابات فقد نشأت في أسرة فقيرةٍ ، عَدَدُ أَفْرادِها كثير ، وأبي استاذ يعيل ويربي أخوتي.ويعود له ولامي ولأسرتي الفضل في تشجيعي ودعمي والوقوف إلى جانبي .

لكن ذلك اللقاء لم يك فاتحة المعرفة فقد سبقته اعماله التي كنت أطلع عليها واتابعها عبر معارضه واخباره الصحفية.لكن الفضل الاول لتوطيد عرى الصداقة والمعرفة تعود للفنان نحات الخشب المبدع الراحل: نبيه الحسن.

فإذا اسعفك الحظ بزيارته بمقر عمله ،و نظرت إلى جدران محترفه الثلاثة ، لرأيتها رفوفاً منظمةً ، يعلو بعضها بعضاً ، وقد صُفَّتْ فيها الاعمال واللوحات و الكُتُبُ الفنية والادبية حَتَّى السَّقفِ .هذا الإيحاء بالرتابة والنظافة.قبل البدء بتنفيذ اي عمل..حيث يتحول المكان إلى مشهدية مسرحية تعج بالفوضى والغبار .وما شابهها.

لكن ماهي ادوات المبدع:

أدوات الفنانين النحاتين تختلف حسب المادة التي يعملون عليها، سواء كانت خشبًا، معدنًا (مثل النحاس)، أو حجرًا.

أولًا: أدوات نحت الخشب:

الخَشب مادة طرية نسبيًا مقارنة بالحجر والمعادن، وتحتاج أدوات دقيقة ومرنة.مثل( الأزاميل ).بأشكال متعددة: مستقيمة، مقعرة، مشطوفة.وتُستخدم للحفر وإزالة الطبقات.وكذلك المطرقة الخشبية (المدق).تُستخدم مع الأزاميل للضرب دون إيذاء المقبض.تختلف أوزانها حسب التفاصيل المطلوبة.ثم السكاكين والنصال الدقيقة..لنحت الزخارف والتفاصيل الصغيرة.منها ما يشبه سكين النحت الياباني أو الغربي.ويضاف لذلك المبارد والمسننات..لتنعيم الأسطح بعد الحفر.وايضا مبارد بأشكال دائرية ومسطحة ومثلثة.وكذاك أدوات الحرق بالنار أو الكاوي..لإضافة لمسة فنية و تفاصيل دقيقة أو نقش زخرفي.

ثم لا ننسى آلات كهربائية..مثل الدرل (المثقاب)، وأجهزة النحت الدوّارة..تستخدم للسرعة والدقة العالية.

ثانيًا: أدوات نحت المعادن (كالنحاس والبرونز وغيره)

نحت المعادن يكون غالبًا عبر التطريق أو القولبة وليس الحفر المباشر دائمًا.وادواته:المطرقة والمطرقة السقّاطة..لتطويع المعدن وتشكيله. ثم السندان..سطح معدني ثقيل يُطرق عليه المعدن البارد والساخن.يضاف لذلك الإزميل المعدني..يكون حاد لتحفير النحاس أو القطع الدقيق..ثم أداة الدق.. وهي لإضافة نسيج أو زخارف غائرة على سطح المعدن.ثم اللحام (لحام غاز أو كهربائي)..وذلك لتجميع أجزاء المنحوتة أو إضافة عناصر.

وهناك آلات الحفر والنقش بالليزر..تُستخدم حديثًا لنقوش دقيقة على المعدن..ثم ياتي دور القوالب (في حالة الصب)..

يُصب المعدن المنصهر في قالب من الجبس أو الرمل أو السيليكون.

ثالثًا: أدوات نحت الحجر (الرخام، البازلت، الكلسي، وغيره.

الحجر أصعب وأقسى، لذا يتطلب العمل أدوات قوية وصلبة وإنسان صبور..وادواته:الأزاميل الحجرية..بنهايات مدببة أو مسطحة..وتُستخدم لإزالة أجزاء كبيرة أو لنقش التفاصيل. كذلك مطارق حديدية ثقيلة..تُستخدم مع الأزاميل، مختلفة الأوزان..ثم المنشار اليدوي أو الكهربائي..لقص كتل الحجر الكبيرة..يضاف لها أدوات الجلخ..لتنعيم وصقل الأسطح.وتكون مزودة بأقراص ماسية..وكذلك يكون مبارد الحجر والفرشاة السلكية..لتنعيم وإزالة الشوائب..وهناك أدوات نحت كهربائية ودوارة (مثل البوركس أو الفليكس)..خاصة للتفاصيل الدقيقة في الحجر اللين..ولا ننسى أدوات التلميع النهائية..كأقراص اللباد، ومساحيق التلميع (مثل أكسيد القصدير أو مسحوق الرخام).

ولكن فاتنا ان نذكر بالأدوات المشتركة بين المواد الثلاث

القفازات والنظارات الواقية كمامات الغبار ،أدوات القياس والرسم (الفرجار، المسطرة، الشريط,المتر،الممحاة،قلم الرصاص،الطبشورة).

وايضا الحوامل والمنصات الثابتة لتثبيت العمل..وكلها محتاج الى مشغل او محترف خاص او صومعة للتعبد الفني للفنانين.

معشوقة إياد بلال ومرحلة التنفيذ:

المنحوتة اواللوحة : وطن الفنان الصغير.وليده الذي يعاني المخاض.تعبيره الفكري والفني عن الوجود والمجتمع ورمز له في آن واحد ، وهي للطبيعة والتاريخ والاسطورة صورة مكثفة، ورموز دالة على أفعالها محاكاة للواقع.

إنها طاقة من الحياة والحركة والإيقاع والإيحاء ، والكتلة والخطوط والمنحنيات والمواد والالوان والادوات التي ينفذ فيها الفنان عمله.وهي تمثل الأشياء ، لا كما هي ، بل كما يكون وقعها في النفس المبدعة عند الفنان.

وكذلك تحفة الفنية: تعبير عن الأفعال والمواقف الإنسانية ، تتجدد بتجدد الأفعال والمواقِفِ المعاشة بالمجتمع ، إنَّها مرتبطة بصيرورة الواقع والحياة، تخضع لمختلف تحولاته ، تتشكل تشكيلا يتوافق وحركية الوطن، هذا الواقع بحلوه ومره،بعزته ورخائه.بقوته وضعفه

هو فنان لا يرسم فقط ما يراه، بل يرسم ما يشعر به الآخرون، ما فقدوه، وما يحلمون باستعادته. ومن الإمارات حيث يقيم، يواصل إياد بلال بناء معمار ذاكرته البصرية، مؤمنًا بأن الجمال لا يُنفى، بل يهاجر، ويعود دائمًا… بريشة.

الفنان التشكيلي السوري إياد منيف بلال:

المعارض، الجوائز، وورش العمل: بين محلية الروح وعالمية الحضور

منذ بداياته، أظهر الفنان إياد منيف بلال شغفًا استثنائيًا بالعوالم البصرية، ما أهّله لأن يكون ضيفًا دائمًا على المعارض المحلية والدولية، فكانت لوحاته بمثابة سفراء صامتين تحمل نبض المكان السوري وذاكرته إلى جمهور واسع الطيف والثقافات.

المعارض الفردية:

“مرايا الذاكرة” – صالة الشعب للفنون الجميلة، دمشق (2004): عرض فيه لوحات مستوحاة من البيئة الساحلية السورية، استخدم فيها عناصر الطبيعة كرموز روحية.

“ظل الغيم” – المركز الثقافي العربي في طرطوس (2008): مزج فيه بين الواقعية الرمزية والتجريد الانفعالي.

“تجليات اللون والحنين” – صالة “Art Hub” في أبو ظبي (2015): أول معرض فردي له في الإمارات بعد انتقاله، عكس فيه تحولات رؤيته في الغربة.

“ملامح منسية” – غاليري “Alserkal Avenue” في دبي (2019): تجربة بصرية حول الشخصيات الشعبية الريفية السورية.

المعارض الجماعية والدولية:

شارك في بينالي الشارقة للفنون (عدة دورات)، وأيام الفن العربي في باريس، ومهرجان “آرت روما” في إيطاليا.

مشاركات متتالية في معرض “فن من الشرق” في بيروت، وصالون القاهرة الدولي للفنون.

عرضت أعماله ضمن فعاليات “أسبوع الفن العربي” في قطر، ومعرض الفن التشكيلي المعاصر في إسطنبول.

الجوائز والتكريمات:

جائزة الشباب التشكيلي السوري الأولى – اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين (2003)

جائزة النخلة الذهبية – مهرجان الفن العربي في أبو ظبي (2016)

درع الإبداع الفني – من وزارة الثقافة الإماراتية (2020)

شهادات تقدير من معاهد فنون ومراكز ثقافية في فرنسا، الأردن، مصر، لبنان، وإيطاليا.

ورش العمل والتدريب الفني:

أقام وأدار العديد من ورش العمل التخصصية في الرسم والتشكيل باستخدام الخامات الطبيعية، والرؤية التعبيرية في الفن.

أدار ورشة بعنوان “من التراب إلى اللوحة” في مركز مرايا للفنون بالشارقة (2017)، تناول فيها العلاقة بين البيئة المحلية والفن البصري.

أشرف على ورش في المدارس الدولية بالإمارات تحت عنوان “الهوية في عيون الناشئة”.

قدّم تجارب فنية تفاعلية مع جمهور المعارض من خلال جلسات مباشرة في الهواء الطلق، منها فعالية “ارسم حكايتك” ضمن معرض “فن وأمل” بدبي (2022).

دعته مؤسسات فنية كـبيت الثقافة والفنون في باريس ومعهد الفن العربي في ميلانو كفنان محاضر حول “دور الفن في مقاومة النسيان”.

فلسفة الفنان إياد بلال:

الفلسفة الفنية والرؤية البصرية: عندما يُصبح اللون ذاكرةً واللوحة وطنًا:

ينطلق الفنان إياد منيف بلال من قناعة راسخة بأن الفن ليس مجرد تعبير جمالي، بل هو وثيقة بصرية و”شهادة حسّية” على ما يعيشه الإنسان من تحولات داخلية وخارجية. في نظره، اللوحة لا تُولد فقط من مخيلة الفنان، بل من جذور الأمكنة، وخدوش الذاكرة، وهمسات الأرواح التي عبرت ذات يوم من أمام نافذته”.

يؤمن إياد أن الفن لا يعلو على الواقع ولا ينفصل عنه، بل “يُقطِّر” الحياة، ليعيد تقديمها بوعي عاطفي وشعري. لذلك جاءت معظم أعماله مرتبطة بالبيئة الريفية السورية، بجدران الطين، وبالوجوه الصامتة، وبالعيون التي تحكي أكثر مما تقول.

هو لا يسعى لتمثيل الواقع بل لتكثيفه، وتفكيكه أحيانًا، وإعادة بنائه عبر تشكلات لونية وكتلية تحاور المتلقي وتدعوه للغوص في طبقات المعنى.

قراءة نقدية لأبرز أعماله:

في معرضه الأخير “ملامح منسية” بدبي، قدّم إياد بلال تجربة تشكيلية تُمزج فيها الذاكرة الفردية مع التاريخ الجمعي، مستخدمًا ألوانًا ترابية خافتة وملامح مشوّشة الوعي، وكأنه يقول لنا: “ليس كل ما نراه يمكن أن نثق به، لكن كل ما نشعر به يترك أثرًا”.

في لوحته المعنونة بـ”ظل امرأة تنتظر”، نرى جسدًا نصف شفاف، يواجه جدارًا متصدعًا، بينما تمتد يدٌ من العدم لتلمسه. جسّد بها الانتظار كحالة وجودية، لا كزمن فقط.

وفي عمله “جذور”، استخدم الخشب المحروق كخامة رئيسية، ودمجها بتقنيات الكولاج والطلاء بالأكريليك، ليصنع مشهدًا بصريًا عنيفًا بصمته، يستحضر فكرة “الانتماء الجريح”.

آراء النقاد والجمهور:

الناقدة اللبنانية نادين هاشم كتبت في مجلة “الفن العربي المعاصر”:

“في لوحات إياد بلال، ثمة صمتٌ بصريّ يُشبه هدير الذاكرة. لا صراخ في اللون، بل انسياب جارح للتفاصيل، يجعلنا نحسّ بالضوء كما لو أنه ألم، وبالعتمة كما لو أنها ملجأ.”

الفنان التشكيلي الإماراتي خالد بن طوق قال خلال افتتاح معرضه في أبو ظبي:

“ما يميّز تجربة إياد بلال هو صدقه مع ريشته. لا يُجامل العين، بل يجرّها إلى العمق، حيث الحكاية المهملة، والوجع النبيل.”

تعليق من إحدى الزائرات على لوحة “ذاكرة فخّار”:

“لم أكن أعلم أن الطين يمكن أن ينزف بهذا الشكل. شعرت أن اللوحة تحكي عن جدتي، عن بيت الطين، عن匿 الذين رحلوا دون صور.”

آراء نقدية بحق أعماله:

قال أحد النقاد في معرضه الفردي بصالة صبحي شعيب: “يُحوّل بلال الحجر الجامد إلى مخلوق حيّ، كأن النَفَس يسكن في تجاويف صمته”. فيما كتب آخر عن منحوتته في دوار الطيور بحمص: “هندسة روحية تختصر الجمال في طيران صامت فوق مدينة منهكة”.

ووصفه فنان مسرحي عمل معه:

“هو لا يصمّم الديكور، بل يكتب على الخشبة بفنّه بيانًا بصريًا للمشاعر”.

ملخص المسيرة الإبداعية:

وُلد إياد منيف بلال في بلدة الشعيرات التابعة لحمص عام 1972. تخرّج في كلية الفنون الجميلة بدمشق – قسم النحت، وكرّس حياته لتدريس هذا الفن وتطويره. عمل مدرسًا في معهد الفنون التطبيقية وكلية العمارة بجامعة البعث، ومديرًا لمركز الفنون التشكيلية في المجمع الثقافي بحمص، كما أسّس أقسامًا للنحت في معاهد ومراكز عدة، وأسهم في إنشاء جيل جديد من النحاتين السوريين.

شارك بلال في عشرات الملتقيات الفنية الدولية والعربية من سوريا ولبنان إلى الإمارات وإسبانيا، حيث مثّل بلاده ورفع اسمها عاليًا في فعاليات دولية منها: سيمبوزيوم عالية بلبنان، سيمبوزيوم المونيكار في إسبانيا، وملتقى إعمار للنحت في دبي. كما نظّم وأشرف على ملتقيات نحتية في طرطوس ومشتى الحلو واللاذقية وجرمانا والحواش، بالإضافة إلى ورشات ودورات تدريبية في الرسم والنحت في معهد ياني للموسيقى ودير الآباء اليسوعيين.

نال جوائز رفيعة من بينها الجائزة الأولى للنحت في معرض الشباب (2001)، وجوائز في مسابقات النصب التذكارية للمجاهد الشيخ صالح العلي، والشهيد أحمد ربود، ومسابقة المرأة في عيون الوطن بالتعاون مع الأمم المتحدة. ونفّذ عدة نصب تذكارية بارزة في الساحات السورية منها “الجندي المجهول” و”دوار الطيور” و”الجولان عائد”.

أما معارضه فقد توزعت بين صالات حمص ودمشق وطرطوس واللاذقية، وأخرى دولية في إسبانيا، اليونان، وأوكرانيا. كما شارك في تصميم الهوية البصرية لمهرجانات مسرحية وموسيقية، وقدم أعمال سينوغرافيا لمسرحيات عرضت في دمشق وحمص.

أبرز محطاته الفنية وأشهر أعماله :

تمثال المجاهد صالح العلي: فاز بالمركز الأول في مسابقة تنفيذ النصب وركّب في مدخل مدينة طرطوس، ولاقى استحساناً من قطاع واسع بفضل الأداء الواقعي لتفاصيل الشخصية  .

تمثال الشهيد أحمد مريود: نفذ نسخة في حجم نصف طبيعي، وأُقيم في مبنى محافظة القنيطرة، مثيراً إعجاب عائلة الشهيد والمجتمع المحلي  .

“أميرة حمص”.. تمثال نُفّذ في مركز حمص ضمن فعاليات ملتقى النحت الأول.

“بحيرة البجع”.. مشروع مشترك في الغوطة لصياغة نصب تعبيري في المشهد الفني المحلي  .

معارض وورش عمل:

في أكتوبر 2020 قدّم معرضه “أسود – أبيض” في صالة اتحاد الفنانين التشكيليين بحمص، ضم 56 عملاً فنياً منها 4 منحوتات والباقي لوحات تعبّر عن معاناة الحرب والصراع بين الخير والشر.

اشتملت الأعمال على مواضيع مثل “الإنسان الفراشة”، و”ملحمة جلجامش”، ورؤى شرقية معاصرة. جاء المعرض تكريماً لرموز فنية رحلت، منها والده وعدد من الأصدقاء المبدعين لـ إياد بلال  .

خلال المعرض أكّدت جهات ثقافية مرموقة أن أعماله تحاكي الروح الإنسانية السورية، عبر وجوه وتعابير قوية تعكس فكرة الصمود والتجديد  .

لا توجد حتى الآن معلومات علنية مفصلة حول ورش عمل حديثة أو نشاطات في الإمارات، الأمر الذي يشير إلى حاجة لتعميق البحث أو التواصل المباشر مع الفنان لمعرفة المشهد الفني الحالي.


*هل يحق لنا ان نقول وداعا..ام إلى لقاء إبداعي جديد :

في عالم تكثر فيه الضوضاء، يظلّ النحات إياد بلال صامتًا…

إلا أن أعماله تصرخ بالحياة، وتهمس بالهوية، وتوشوش باسم وطن لا يُنسى.

هو الفنان الذي لا يصنع التماثيل فقط، بل يصوغ ذاكرة شعب، ويؤرّخ في الحجر ما يعجز عنه الكلام.

من حمص إلى دبي، ظلّ أمينًا لفنه، شاهقًا كمنحوتاته، متجذرًا كأعماله، منفتحًا على المستقبل دون أن يفقد ظلال الماضي.

أيقونة فنية عالمية:

بلال يمثل نموذجاً فريداً للفنان الذي يستمد الإبداع من جمالية التراث والذاكرة، ويحوّله لرموز معاصرة تعبّر عن الروح الإنسانية.

أعماله الثابتة في الفضاء العام السورية والمعارض محلياً، إضافة إلى حضوره الحالي في الإمارات، تجعل منه فناناً يستحق تداولاً أوسع على الساحة العربية والدولية.

جهود إياد في دمج النص التراثي بالتصور الحديث تجعله من المؤمل أن يكون له بصمة دولية مرموقة في مشهد الفن الإماراتي والعربي المعاصر.

وختامها مسك وعنبر:

إن تجربة إياد منيف بلال هي أكثر من مجرد مسيرة فنية، بل هي شهادة حيّة على قدرة الإبداع على مقاومة التهجير، وعلى أن اللوحة قد تكون وطنًا مؤقتًا لكنه خالد. في حضوره الفني، تتلاقى الأزمنة، وتتقاطع الأمكنة، في مشهد بصري لا ينتمي إلى مكان واحد، بل إلى الإنسان أينما وُجد.

***********

معرض الصور:

 

************

المراجع والمصادر:

مواقع إجتماعية- فيس بوك

fotoartbook

elitephotoart

اترك تعليقاً