
Article Information
كيلي غروفيير
من غزة إلى أعماق البحار: صور عام 2025 التي علّقت العالم بين الألم والدهشة.
من الحمام المحلّق في السماء والسفن الغارقة إلى “إيكاروس” وهو يقفز بالمظلة أمام الشمس، إليكم دليل خبير في تاريخ الفن لبعض من أكثر الصور الفوتوغرافية جاذبيةً لهذا العام.
1. القافز بالمظلة، في ولاية أريزونا الأمريكية

استحوذت صورة رائعة التقطها المصور الفلكي، أندرو مكارثي، لصديقه وهو يقفز بالمظلة – حيث يظهر ظله بوضوح أمام صورة بانورامية للشمس في صباح يوم 8 نوفمبر/ تشرين الثاني، في ولاية أريزونا – على خيال العالم.
لم يكن هناك مجال للخطأ، إذ كان لا بد أن تسير كل تفاصيل هذه الحيلة المُخطط لها بدقة متناهية – تزامن مثالي بين ارتفاع الشمس وتوقيت القفزة وحركاتها البهلوانية.
سرعان ما أُطلق على هذه الصورة اسم “سقوط إيكاروس”، نسبةً إلى الأسطورة اليونانية عن الصبي الذي ذابت أجنحته عندما اقترب كثيراً من الشمس، وهي تُعيد إحياء تقليدٍ عريقٍ في تاريخ الفن، بدءاً من بيتر بروغل الأكبر في القرن الـ 16 وصولاً إلى هنري ماتيس في القرن الـ 20، في تصوير الهبوط المأساوي للشباب المُندفع.
وتُعدّ اللوحة التصويرية التي رسمها الرسام بيتر بول روبنز، والتي تصور الصدمة الكبرى الناتجة عن سقوط صبي، مؤثرة للغاية
2. متسلق جبال، في النيبال

انتشرت عبر الإنترنت، على نطاق واسع، صورة لمتسلق جبال فرنسي في أكتوبر، تشرين الأول، وهو يشق طريقه الصعب نحو قمة جبال جانو الشرقية، وهي قمة جبلية بالغة الصعوبة في جبال الهيمالايا في النيبال، يبلغ ارتفاعها 7,468 متراً.
وقد وجد المتسلقون المتحمسون أنفسهم، على نحو متزايد، يجوبون جبال نيبال بحثاً عن مساراتٍ جديدةٍ لم تُسلك من قبل للوصول إلى قممها الخلابة. وفي مشهدٍ مهيبٍ، تبدو الطبيعة المحيطة بالمتسلق، والتي تُحيط به، بتكويناتها الجليدية والصخور الخالدة التي تُشكّل الجبل ببراعةٍ فائقة، مُرعبةً بقدر ما هي سامية.
هذا التضاؤل المُخيف للشكل البشري وسط عظمة المشهد الطبيعي، يُذكّرنا بلوحةٍ مائيةٍ مُرعبةٍ للفنان، جيه إم دبليو تيرنر. فقد ضاعفت لوحته التي رسمها عام 1831 لتلال كولين النائية في جزيرة سكاي من وطأة المشهد، من خلال تصويره لعظمة الطبيعة وضعف الإنسان.
3.معبد بوذي مُدمّر، في ميانمار

تُظهر صورةٌ مؤثرةٌ لمعبدٍ بوذي مُدمّرٍ جزئياً في مدينة ماندالاي، بميانمار، التي ضربها زلزالٌ مُدمّرٌ بلغت قوته 7.7 درجة على مقياس ريختر في 28 مارس/ آذار 2025، رأس تمثالٍ بوذيٍ ضخمٍ ساقط على الأرض.
وقد شُعر بهزات الزلزال، الذي أودى بحياة أكثر من 3 ألاف شخص، في أماكن بعيدةٍ مثل الصين والهند وفيتنام وتايلاند.
إن التناقض الصارخ في الحجم بين الهندسة المعمارية المتداعية التي تأسر أنظارنا والتمثال الضخم المنهار، الذي يسد أي منفذ من الخلف، له وقعٌ بالغ التأثير.
ولن ينسى الناجون من الزلزال، الدمار الذي خلفه بسهولة. ورغم أن الرسام البرتغالي جواو غلاما ستروبرلي تمكن من الخروج من الكنيسة التي كان يحضر قداسها عندما ضرب زلزال لشبونة عام 1755، إلا أنه لم ينجُ من آثار الكارثة.
فقد أمضى العقود الثلاثة التالية (ما بين عامي 1756 و 1792) في التخطيط لرسم لوحة فنية متقنة تُجسد المعاناة والدمار الذي أحدثه الزلزال، وانتهى به المطاف برسمها.
4. حمامة محلقة، في صربيا

تظهر في الصورة حمامة بيضاء كبيرة تبدو وكأنها معلقة دون شيء فوق مجموعة من الناس، الذين يفتحون أيديهم وهم يطلقون الطيور في الهواء في صربيا في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني.
وقد أُقيم هذا الحدث إحياءً للذكرى السنوية الأولى لانهيار مظلة في محطة قطار نوفي ساد، وهي مأساة أودت بحياة 16 شخصاً. ونظم الشباب، الذين اتهموا الحكومة بالفساد في التعامل مع الكارثة، مراسم تأبين تضمنت أيضاً 16 دقيقة صمت حداداً على ضحايا الانهيار.
وتنسجم الحمامة المؤثرة، التي تُعد رمزاً تقليدياً للحب والبراءة والأمل، مع صور لا حصر لها لهذا الطائر في تاريخ الفن، تعود إلى عصور ما قبل التاريخ وفن العصر الحديدي.
ويتوافق رسم أنيق لحمامة بريشة بيكاسو (الذي عاد إلى هذا الرمز مراراً وتكراراً)، محاطة بإكليل من الأيدي المتشابكة، مع روح الصورة القادمة من صربيا.
5. متظاهر، في إسطنبول

انتشرت صورة لمتظاهر، في إسطنبول، يرتدي زي الدراويش التقليدي – المرتبط عادةً بالتصوف – وهو يواجه كتيبة من ضباط الشرطة المدججين بالسلاح الذين يستخدمون رذاذ الفلفل، انتشاراً واسعاً في مارس/ آذار.
وكانت المظاهرات والاضطرابات السياسية الواسعة النطاق، وهي الأشد سخونة منذ أكثر من عقد في تركيا، قد اندلعت بسبب اعتقال وسجن رئيس بلدية إسطنبول – الذي يعتبره الكثيرون منافساً للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان. إن التناقض البصري بين شخص يبدو عليه الثبات والصمود، مرتبطاً بممارسة الدراويش الروحية السلمية، وبين قوات الأمن المسلحة، له تأثير قوي.
فالقبعة الطويلة المميزة للدرويش والعباءة الطويلة متعددة الطبقات، وكلاهما غني برمزية الموت والبعث، رفعا الصورة من مجرد احتجاج عادي في الشارع إلى شيء أسطوري. أما الذكريات البعيدة من تاريخ الفن عن رقص الدراويش الديناميكي، فلا تزيد المشهد إلا غموضاً.
***********
المصادر :
https://www.bbc.com/arabic
– موقع (اليوم السابع)
– موقع موزاييك
– دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)
– جريدة الدستور
– موقع العربي الجديد
– موقع : – الجزيرة .نت
– سكاي نيوز عربية – أبوظبي
– موقع سبق- اليوم السابع
– الإمارات اليوم
– العربية .نت – الرياض
-صحيفة الثورة السورية
– موقع المصرى اليوم – موقع عكاظ
– مواقع تواصل إجتماعي – فيس بوك – ويكبيديا
– مجلة فن التصوير
– إيليت فوتو آرت: https://elitephotoart.net
******
