مقبرة العظام خربة الإمباشي.مقرها مدينة شهبا بمحافظة السويداء بالجنوب السوري
مقبرة العظام خربة الإمباشي
خربة الإمباشي… مقبرة العظام
مقدمة:
سورية درة الشرق تاريخ وارث وعراقة لا مثيل لها فمنها خرجت الحضارات الإنسانية،
كتب عنها الكثيرون من مؤرخين جغرافيين والرحالة وفي كل شبر من أرض سورية بينات تدل على حضارتها
في صحرائها وبحرها وجبالها وسهولها هذه الحضارة التي تعود إلى مختلف العصور التاريخية
وفي جنوب سورية محافظة السويداء وبالتحديد منها مدينة شهباء التي تضم العديد من الأبنية الأثرية
التي وجد فيها الكثير من اللوحات الفسيفسائية التي خلدت أسطورة (فينوس).
اين تقع خرية الأمباشي:
خربة أثرية هامة في ناحية الصورة الصغرى في منطقة شهبا من محافظة السويداء ،
تقع عند البداية الغربية لصبة الصفا البركانية، والنهاية الشمالية الصبة الكراع
إلى الجنوب الشرقي من مدينة دمشق فتبعد عنها 90 كم ، و يحدها من الغرب وادي مسعد ،
ومن الجنوب الشرقي أرض الكراع ، ومن الشمال تلول الصفا ،
وترتفع عن سطحالبحر حوالي 670 مترا تم اكتشافها في سنة 1807م من قبل سيريل غرا هام)) ،
أما أول من قدم بعض الملاحظات عنها فهو العالم (( هر بيت )) الذي مر بها سريعاً،
فقال عن مشاهدته للعظام المكدسة في شمال الخربة (( إن البركان قد فاجأ القطعان وحرقها))،
أما (دوبرتريه) الذي زار المكان سنة 1928 وشاهد هذه الأطلال القديمة ،
فقد خالف ((هر بيت))
فقال ((أن هذه الظاهرة من صنع بشري))
وقد جرت عمليات التنقيب.
وتم الكشف عن أبراج ، ومساكن مختلفة وبقايا عظمية -متكلسة لحيوانات أهلية ، وكسر فخارية متنوعة .
وقالت البعثة : إن الموقع يتكون من قسمين شمالي وجنوبي و يضم مساحة كبيرة من التجمعات السكانية ،
وتتجاوز مساحته المئة هكتار القسم الشمالي يتكون من بيوت مبنية من البازلت أو (( الحجر الغشيم))وهي مستطيلة الشكل غالباً،
تتألف من غرفة أو غرفتين أو ثلاث مستطيلة ترتفع أسقفها بواسطة دعامات من الحجر الغشيم ،
وباحة سماوية تخصص غالبا لحجر المواشي. ويرى الباحث أن البيوت مبعثرة وبعيدة دوبرتريه…إن هذه الظاهرة من صنع بشري .
بسبب بعدها عن بعضها، ويتبين من الدراسات الأثرية أن سكان هذه المنطقة مارسوا الرعي كما مارسوا الأعمال الزراعية البسيطة.
من زراعة الشعير والقمح و تبن أنهم عرفوا أنظمة جر المياه بواسطة الأقنية من السد الحاجز المياه وادي الكراع
القسم الجنوبي ويقع إلى الجنوب من المدينة الشمالية ، وتتشابه بيوتها مع بيوت القسم الشمالي من حيث الإنشاء ،
فالبناء مثلها من الحجارة الغشيمة وكذلك أسقفها مرفوعة بواسطة الدعامات،
الا أن بيوتها مربعة أحياناً ودائرية أحياناً أخرى، وتتكون من طابق واحد مع قبو،
وهذه الأبنية التي تشكل مدينة يحيط بها سور من الحجارة ،
ومن الواضح أن سكانها مارسوا الصيد كما مارسوا بعض الأعمال الزراعية البسيطة
وكان سكان خربة الأمباشي يمارسون بعض العبادات والشعائر التعبدية من خلال فرضية تقديم الأضاحي والقرابين…
وتوجد فيها مقبرتان واحدة في الموقع الجنوبي وثانية في الموقع الشرقي ،
كانت القبور تحفر وتحاط من الأعلى ببعض الحجارة، ومن تقاليد الدفن عندهم أن يكون بشكل القرفصاء الجانبي)،
ووجد في بعض القبور ، بعض الأثاث الجنائزي من أدوات برونزية وما شابهها.
ويوجد في خربة الأمباشي محرقة كبيرة ، وقد دار حولها عدة فرضيات الأولى تقول بأن هذه الظاهرة كانت بسبب الصناعة،
صناعة الأسمدة التي تزيد خصوبة الأرض ، خاصة وأن المياه متوفرة طبيعياً (ماء المطر ) وصناعياً (وجود) السد والبحيرة).
الفرضية الثانية تقول أنه كان عندهم طقس أسطوري معين ،
يسيطر على مجتمع تلك المواقع ويفرض عليها الاستجابة لتلك الطقوس الفرضية الثالثة
فتقول ( من وجهة نظر البيئيين ربما كانت المحرقة للحفاظ على البيئة والصحة، والحرص الشديد من سكان الخربة…
قاموا بالكثير من الذنوب فنزلت عليهم لعنة الله.
على عدم انتشار الأوبئة بسبب كثرة العظام والمسالخ التي كثرت نتيجة تزويد التجمعات السكانية المجاورة باللحوم الطازجة يوميا،
مما يتطلب منهم السيطرة على عدم فساد العظام من حول مساكنهم فيقومون بحرقها، وخاصة اكتشف الأثاريون عظاما حول المحرقة وقال العالم الاكورا )
بعد فحص العظام مجهرياً أنها لم تتعرض للحرارة دفعة واحدة وإنما تم ذالك على مراحل،
فهناك عظام تكلست بحرارة (600م) واحتفظت ببنيتها المجهرية.
الفرضية الرابعة حسب التواتر الشفهي بين البدو سكان المنطقة
وأن سكان الخربة قاموا بالكثير من الذنوب فنزلت عليهم لعنة الله
فضرب زلزال قوي هز المنطقة برمتها وثار البركان وامتزجت أجساد أهل الخربة في المهل البركانية
وإلى الآن يضرب المثل بين سكان المنطقة البداوة عن غضب الله عز وجل التي حلت بسكان الخربة
وأخيرا تبقى الفرضيات مسار جدل بين الأثريين والجغرافيين والجيولوجيين
وحتى بين عامة الناس الذين يخلطون الأسطورة بالحقيقة العلمية. .
*********
معرض الصور:
*******************
المراجع والمصادر:
*محمد حاج قاب/ مصور ورحالة سوري، ورئيس فريق جوالة الأرض.
. المعجم الجغرافي للجمهورية العربية السورية . معجم المواقع الأثرية في سورية .د.قتيبة الشهابي
. حديث خاص مع الباحث الأثري: أحمد فرزت طرقجي
. محاضرة للأستاذ الجغرافي :جميل سلوم شقير . جولة أثرية شخصية في نفس المكان
مواقع إجتماعية- فيس بوك