******************************
مغاربة مبدعون شكري زفزاف الخوري بمدارس الأدب (الألم، الصدق، الإنسان).
مغاربة مبدعون شكري زفزاف الخوري
ثلاثة من أهرامات الأدب المغربي،
محمد شكري،محمد زفزاف،إدريس الخوري
ابن طنجة،ابن الدار البيضاء ، صاحب “المرأة والوردة”
أنظر جيدا
المبدع سعيد حجي
هذه الصورة لا تحتاج تعليقا، بل تحتاج قلبا يصغي، وذاكرة تعرف وزن الحبر حين يُسكب من جرح…
هنا، في زاوية ضوء خافت، اجتمع ثلاثة من أهرامات الأدب المغربي، ليس في المهرجانات الكبرى، ولا تحت عدسات الإشهار، بل في زاوية منسية،
كما كانوا دوما يختارون:
حيث الحياة صريحة، والحبر أكثر صدقا من الخطب…
محمد شكري:
بثوبه الصوفي وعينيه الجائعتين للحقيقة،
إدريس الخوري:
بابتسامته الحذرة كمن يعرف أن الحزن لا يُعلن..
محمد زفزاف:
بنظرته الساهمة، كأنه يكتب حتى وهو صامت.
كل واحد منهم وطن أدبي مستقل، لكنهم يجتمعون في شيء واحد:
أنهم كتبوا من الأسفل… من القاع… من حيث تُصنع الحياة دون فلاتر….
الصورة ليست مجرد ذكرى، بل وثيقة وجودية.
كل وجه فيها يحكي كتابا، كل تجعيدة تروي مقطعا من رواية،
وكل نظرة تفضح كم كان الزمن قاسيا، وكم كانوا هم أوفياء للكلمة رغم الفقر والتهميش.
محمد شكري:
ابن طنجة، ابن الشوارع الباردة والحانات،
ذاك الذي كتب “الخبز الحافي” ليس ليُثير الجدل، بل لأنه لم يعرف غير الصدق وسيلة للنجاة، كمن قال للعالم:”خذوا بؤسي، لكن لا تسلبوا حقي في الحكي…”
إدريس الخوري ابن الدار البيضاء
كان كمن يمشي في المدينة حافيا، يلتقط القصص من فم الليل، كاتب التفاصيل الصغيرة التي لا تراها الكاميرات، قاصّ الناس المنسيين، الذين لا يصرخون، لكنهم يحترقون بصمت.
محمد زفزاف، صاحب “المرأة والوردة”
ذلك الصوت الذي فهم أن الجمال يمكن أن يولد من الخراب، وأن البطل لا يجب أن يكون بطلا، يكفي أن يكون إنسانا يعيش على الهامش، يحمل الحلم في جيب مثقوب…
الثلاثة، وإن اختلفت نبراتهم، كانوا أبناء اللغة الموجوعة،
أبناء الوطن الذي لم يفتح لهم قصوره، لكن فتح لهم قلبه المكسور…
هم لم يكتبوا للقارئ المتأنق، بل كتبوا لزملائهم في المقهى،
لمن يقف على باب السجن، لمن يبحث عن “الخبز الحافي” لا عن الجوائز.
كتبوا ضد النفاق، ضد الأدب المعلّب، ضد الابتسامات المجاملة…
ولم تكن صداقتهم ترفا ثقافيا، بل تحالفا ضد الصمت، ضد تهميش من لا يجيدون الخطابة، لكنهم يعرفون أن ينزفوا حروفا.
انظر إلى الصورة مجددا…
كأن الزمن توقف احتراما لهم، كأن الصورة تقول:
“هنا وقف ثلاثة كتبوا وجع المغاربة، لا من مكاتب مكيفة،
بل من دروب يغمرها الغبار والخذلان…”
هذه الصورة لا توثق لقاء عاديا،بل تجمع ثلاث مدارس في الأدب المغربي: مدرسة الألم، مدرسة الصدق، ومدرسة الإنسان البسيط…
ثلاثتهم رحلوا…
لكن كتبهم ما زالت تمشي بيننا، تجلس في المقاهي،
وتهمس في آذان من لا صوت لهم:
“كُن صادقا، واكتب حتى ولو لم يقرأك أحد… فإنك أول قارئ لما تكتب…”
المراجع والمصادر:
مواقع إجتماعية- فيس بوك
موقع الحرية