كتب الناقد التشكيلي الفنان: أنور الدرويش عن معرض بعنوان ( ذكريات وألوان ).لجمعية التشكيليين العراقيين في فرع نينوى..


                                                                                                      دراسة في معرض الجمعية التشكيليين العراقيين (فرع نينوى)
افتتحت الجمعية التشكيليين العراقيين / فرع نينوى . يوم السبت الموافق 6 / 12 / 2025 . معرضها الفني الموسوم ( ذكريات وألوان )

هذا المعرض يمثل بانوراما غنية وواسعة للتجارب الفنية . حيث تتراوح الأعمال بين توثيق الواقع  في مدينة الموصل واستحضار التراث . واللمحات الجمالية في فضاءات الفن التشكيلي بمدارسه المختلفة  . تتجسد في الأعمال روح محافظة نينوى عموما ومدينة  الموصل على وجه الخصوص  التي تتأرجح بين عظمة الذاكرة وقلق الحاضر .. ضم المعرض نخبة من فناني المحافظة الرواد والشباب  . شاركوا بأعمالهم الثرية والمتنوعة .
الأسماء  المشاركة في هذا الحدث .
الفنان خليف محمود المحل . الفنان ناطق عزيز . الفنان طلال غانم .الفنان حسن السلامي .الفنان بلال دبدوب .الفنانه  لبنى الطائي .الفنان علاء سالم . الفنانه زينه خروفة .الفنان محمد ذنون .الفنانه  شيماء الطائي . الفنان محمود ابراهيم .  الفنان حكم الكاتب . الفنان عبد الجبار الشعباني . الفنان عمر الرعاش . الفنان ماجد العبيدي . الفنان بشار علي . الفنان احمد مزاحم . الفنان طارق الشبلي . الفنان محمد بحر . الفنان سيف مطر . الفنان مروان طارق . الفنان فارس الراوي . الفنان مروان فتحي . الفنانة ألوان خليف . الفنان ياسر الطائي .

جدلية الهوية الفنية للتشكيل الموصلي بين المدارس الفنية المختلفة  ومنها          ( التجريد والتعبيرية الرمزية )
تسعى مجموعة  الفنانين المشاركين بهذا المعرض إلى تفكيك الواقع عبر الرمزية والتقنيات المعاصرة . معبرة عن القلق الداخلي وضغوط الحياة العصرية …
الفنان ياسر الطائي ممن يحاول الخروج عن النمطية باستخدام تقنيات مختلفة مابين الفرشاة والطباعة والاربراش ولوحته المشاركة  .
تتجسد فيها رؤية معاصرة تجمع بين التجريد والتعبيرية عبر الكولاج . يظهر وجه إنساني محاصر بقصاصات الصحف وأرقام الباركود، في إشارة صريحة إلى ضغط الاستهلاك وأزمة الهوية في عصر العولمة. يعمق التباين بين الأصفر الخردلي والأزرق الداكن الإحساس بـالتناقض الدرامي والاضطراب النفسي.
اما الفنان  أحمد مزاحم
فلقد تميز عمله بأسلوب تعبيري تجريدي حاد . يهيمن عليه التباين بين الأحمر والأسود القوي . تتوسط اللوحة أشكال رمزية مثلثة تشبه الأسهم الموجهة للأسفل ربما توحي بـالانهيار . بينما تتراكم في الجزء السفلي كتل بشرية ذات خطوط متداخلة . ما يمثل صراعا جماعيا أو ضغطا وجوديا .
وعن مشاركة  الفنان بلال دبدوب
فلقد انتهج من خلالها أسلوب تكعيبي تجريدي يمزج الأشكال الهندسية مع التعبيرية . حيث تظهر وجوه بشرية محددة بخطوط متموجة وانسيابية لونية . مما يخلق إحساسا بـالاندماج الروحي أو تأثير المشاعر . استخدام الألوان الترابية والداكنة يعمق الإحساس بـالتناغم والتعقيد البصري .
استدعاء الذاكرة والتراث . الرموز الحضارية .
تؤكد هذه الأعمال على العلاقة بين الفرد وهويته التاريخية والثقافية . مستحضرة رموز بلاد الرافدين .
لوحة الفنان عبد الجبار الشعباني انموذجا .
فهي لوحة ذات تركيز عالٍ على الهوية والتراث الرافديني . يبرز فيها وجه أسطوري بملامح أسدية على الطراز الأشوري . محاطا بالرموز المسمارية والألوان البرتقالية النارية . هذا التداخل بين الصلابة التاريخية والتجريد اللوني يجسد استحضار القوة الرمزية لماضي بلاد الرافدين.
كان للفنانة الموصلية ايضا بصمة واضحة في هذا المعرض
فلقدقدمت الفنانة  لبنى الطائي عملا تشكيليا
تميز بأسلوب تكعيبي زخرفي يركز على تصوير المرأة العربية محاطة بعناصر معمارية شعبية ذات طابع هندسي . يهيمن اللون الأخضر . مما يعكس الارتباط بالتراث . تظهر المرأة بموقف مليء بالثقة أو الحنين . مؤكدة على التفاعل بين الشخصية والمكان ومحورية الهوية الثقافية .

تتخذ مجموعة أخرى من الأعمال منحى سرديا إنسانيا  . موثقة ظروف الحياة الصعبة والنزوح .
اما الفنانة ألوان خليف .
تميزت بتوظيف أسلوب تعبيري واقعي يصور مشهد إنساني مؤثر يمثل النزوح أو الترحال . تظهر عائلة ( رجل يركب حمارا وامرأتان تسيران ) محاطة بضربات فرشاة عنيفة تخلق سماء غائمة وملبدة بالغموض . يعكس استخدام الألوان الممزوجة إحساسا بالقلق وعدم اليقين . ويركز العمل على الصلابة والصمود البشري .

اما عن مشاركة الفنان الدكتور الفنان خليف محمود .  نقيب التشكيليين في نينوى .
فلقد كان عمله ذو طابع واقعي تعبيري إنساني عميق المحتوى . يصور الأطفال بملابس بسيطة أمام جدار . بينما تظهر صورهم المبتسمة والمشرقة معلقة في الأعلى كالذكريات الضائعة. يخلق التناقض بين واقع الأطفال الصارخ والصور المبهجة تساؤلاً حول البراءة المفقودة.

وقدم لنا  الفنان محمد ذنون لوحة
بأسلوب تعبيري انطباعي بلمسات فرشاة تدل على حرفية عالية وقدرة على توظيف اللون لخدمة المضمون  . فصور للمشاهد المتلقي وجه طفلة ذات نظرة عميقة وحزينة وضفائر متدلية . وسط بيئة حضرية تبدو مهملة . التباين بين براءة ملامح الطفلة والخلفية الممزقة ذات نغمات البنفسجي والبني يعكس موضوعا إنسانيا عميقا عن الطفولة في زمن الصراع .

اما لوحة الفنان ناطق عزيز .

كانت ذات أسلوب اقرب الى السريالي المأساوي . تصور أرجل متدلية من حافة جدار متهدم تحت سماء عاصفة . يشد طفل صغير حبلا متدليا من إحدى القدمين . ليجسد رمزية الأمل الهش أو محاولة التشبث بالحياة وسط الدمار .

اما عن مشاركة الدكتور خليف الثانية .
فلقد تجسدت بلوحة تعبيرية تتميز بكثافة الشخصيات في الخلفية التي تبدو وكأنها محاصرة بشبكة أو ضباب أبيض . تبرز شخصية مركزية ترتدي الأحمر . ذات تعابير صامدة وسط هذا التشويش . العمل يعكس العزلة وسط الحشد أو اضطراب الذاكرة الجماعية .

لم يخلو المعرض من  جماليات المكان واللون
فلقد ضم المجموعة أيضا أعمالا فنية تتناول جماليات التجريد اللوني والواقعية الانطباعية .
مثل لوحة الفنان علي سالم .
تميزت احدى لوحاته  بأسلوب تعبيري تجريدي حيوي . حيث تبرز الأشكال المعمارية ( النوافذ المقوسة ) في فضاء ملون يمزج بين الأصفر والبنفسجي . معبرا عن ذاكرة المدينة والتحولات الحضرية . أما اللوحة الأخرى  فتصور حشدا من الناس محاطين بفضاء ضبابي داكن . مع إشارات لمعالم معمارية . مما يمثل حركة جماعية تحت وطأة الظروف القاتمة.
الفنانة شيماء وليد ساهمت
بلوحة تجريدية هندسية يسيطر عليها اللون الأزرق بدرجاته . تتناثر فيها أشكال معمارية أندلسية أو تراثية . تعكس الأقواس والدوائر المعلقة شعوراً بـالخيال أو الذاكرة البعيدة للمكان . مقدّمة نظرة حداثية للرمز المعماري التقليدي.

لوحة الفنان طارق الشبلي .
عمل تجريدي انطباعي يمثل باقة زهور . يعتمد على المساحات اللونية الواسعة والخطوط المحددة السريعة . يوازن الفنان بين الخلفية البنفسجية الهادئة وضربات الفرشاة البيضاء والخضراء والحمراء، لخلق عمل مبهج يركز على الحركة اللونية بدلاً من التفاصيل الدقيقة .

لوحة الفنان حسن السلامي .
شارك بلوحة ذات أسلوب واقعي متقن تركز على الطبيعة الصامتة . يصور الفنان إناءاً من عباد الشمس أمام نافذة زرقاء، مع استخدام مهارة عالية في إظهار انعكاس الضوء على الإناء المعدني والخلفية الحجرية. يمثل هذا العمل هدوءا وجمالية تخالف الصخب التعبيري لغالبية الأعمال في المعرض .
ان الرسالة المراد ايصالها من خلال هذا المعرض مفادها .ان الفن هو شاهد على الذاكرة
وان معرض ( ذكريات وألوان ) هو بمثابة أرشيف بصري للمشاعر والتحديات التي تواجه الفنان . يؤكد هذا التنوع في الأساليب والمواضيع أن الفنانين في نينوى لا يكتفون بنقل الواقع . بل يعملون على تفكيك الرموز ومحاورة التاريخ . ليقدموا رؤى عميقة حول الهوية والصمود الإنساني في ظل التحديات المعاصرة . مؤكدين أن الفن يظل الحارس الأمين للذاكرة . 
   @متابعين
************
المصادر:
https://www.facebook.com/share/p/17rg4xre54
– موقع المصرى اليوم – موقع عكاظ
– مواقع تواصل إجتماعي – فيس بوك – ويكبيديا
– مجلة فن التصوير
– إيليت فوتو آرت: https://elitephotoart.net
*********

أخر المقالات

منكم وإليكم