كتب الباحث:د.غسان القيم..هوارة دارك دارك..يا ويلي ما أحلى دارك..وعم يستناك جارك..وناطر من الحلوة زيارة.

هوارة دارك دارك
يا ويلي ما أحلى دارك
وعم يستناك جارك
وناطر من الحلوة زيارة.
هكذا كانت تُروى الحكاية عندما كانت تتناقلها الألسن في السهرات الطويلة وأمام الأبواب المفتوحة:
كانوا يقولون في قديم الزمان حين كانت البيوت تُعرف بأهلها لا بحجارتها وحين كان للدار روح تسمع وتفرح إن أجمل ما يُقال لصاحب بيت:
“هوارة دارك دارك”
أي ليبقَ دارك دارك لا يغيّره الزمن ولا تُطفئه السنين.
داراً عامراً بالخطى لا يعرف الوحشة ولا يغلق بابه في وجه أحد.
وكانوا إذا مرّوا بدارٍ تفيض دفئاً قالوا بإعجابٍ صادق:
“يا ويلي ما أحلى دارك”
لأن الحلاوة لم تكن في الجدران.
بل في القعدة وفي الفنجان الممدود.
وفي صوت الترحيب الذي يسبق السلام.
ثم يبتسم أحدهم ويزيدها دعاءً ومحبة:
“وعم يستناك جارك”
فالدار الطيبة لا تُحب أن تبقى وحدها
جيرانها يعرفون طريقها حتى في العتمة
ويجدون فيها موضع كرسي وقلبٍ يتسع لهم.
ولا تكتمل الحكاية دون تلك الأمنية الجميلة التي كانوا يرددونها بنبرة اشتياق:
“وناطر من الحلوة زيارة”
زيارة تأتي بلا موعد.
تحمل معها الخير والفرح.
وتترك في الدار أثراً طيباً
كأثر القهوة على الذاكرة.
هكذا كانت الكلمات تُقال
لا للغناء فقط بل للحياة.
كأنها وصية تراثية تقول:
احفظ دارك بالمحبة.
وافتح بابك للناس.
فالدور التي تُزار لا تهرم.
والبيوت التي تُحبّ
تبقى عامرة.. ولو طال الزمان.
د.غسان القيم

أخر المقالات

منكم وإليكم