معرض «ألوان الأمل» … تشكيليات مصريات يُعبّرن عن عوالمهن
محمد عبد الرحيم
القاهرة ـ «القدس العربي»: (ألوان الأمل) عنوان المعرض الذي أقيم مؤخراً في غاليري (ديمي) لمجموعة من الفنانات التشكيليات، واللافت في تجارب المشاركات أنهن لم يدرسن دراسة أكاديمية، إضافة إلى الانتماء لتخصصات مختلفة بعيدة عن الفن، كالطب والسياحة والهندسة على سبيل المثال. من ناحية أخرى تبدو هذه الأعمال/التجارب متباينة الأساليب والاتجاهات الفنية، كذلك التوفر على قدر كبير من الخبرة الفنية والعوالم المتباينة التي تشغلهن، والقدرة على التعبير عنها. من الفنانات المشاركات.. إنجي السداوي، إيمان الجمال، إيمان عزام، داليا حمودة، داليا عارف، دينا بركات، رشا بسيسو، شيرين بحيري، ليلى حسني، ليلى سباهي، ناهد شاكر، هايدي جليل، ووفاء النشاشيبي.
الحالة الفنية
أغلب لوحات المعرض تندرج تحت تجسيد لحظة أو حالة تستشعرها الفنانة، وتحاول التعبير عنها وفق أسلوبها، سواء كان في صورة تشخيص أو منظر طبيعي أو حتى تجريد للشكل، فحالة الوحدة في لوحة إيمان عزام مثلاً، أو التوحد وجمال الطبيعة، تقابلها حالة من التوافق والحب في لوحتي هايدي جليل، سوء حب رجل وامرأة، أو عاطفة الأمومة. هذه العلاقات أيضاً يتم التعبير عنها في شكل أكثر تجريداً في لوحات وفاء النشاشيبي.
الحالة الأنثوية
بالطبع لم يغادر العديد من الأعمال فلك الأنوثة، أو الاحتفاء بالعالم الأنثوي وتفاصيه، كما في لوحات إنجي السداوي، داليا عارف، ليلى حسني وناهد شاكر. هنا يتم تجسيد العديد من المشاعر ـ مع تباين حاد في التقنيات ووجهات النظر ـ فنساء السداوي الأشبه بالأيقونات، يختلفن تماماً عن نساء عارف، من حيث الحالة والتكوين، وكأنهن أشبه برسومات الجداريات القديمة تكويناً ولوناً. وهي حالة أو إطار يعزل المرأة عن محيطها، ويقترب أكثر من شعور ذاتي، مهما تعددت الشخصيات في كل لوحة، شيء أشبه بالتعاضد أو الاحتماء بالمشاركة. على النقيض نجد مدى التفاعل والتعامل مع مفردات الحياة، وكأنه لا وقت للعزلة، أو إضفاء معانٍ ثقيلة، فالحياة ومواصلتها في ذاتها شكل من أشكال النضال، وهو ما نجده في لوحات ليلى حسني، التي لا تنفصم عن عملها كطبيبة، وبين لوحة أم وطفلتها المتشبثة بها، المُمسِكة بقدمها، ووجودها في عملها، وعلى رأسها في العملين ما يوحي بمهنتها كطبيبة.
الحالة الإنسانية
ونأتي لبعض الأعمال اللافتة في المعرض، التي لا تتحدد وفق الجندر، فالموضوع هنا هو الأهم، بغض النظر عن الفنان وجنسه، رجلاً كان أو امرأة، وهو حالة أخرى من حالات نضوج الوعي.. كالطبيعة كما في أعمال داليا حمودة ودينا بركات، أو الاقتراب من المظاهر الشعبية إيمان الجمال وشيرين بحيري، ثم التجريد رشا بسيسو، وصولاً إلى حالة من الصوفية، كما في أعمال ليلى سباهي، التي تُظهر الكثير من الاحترافية في تعاملها مع موضوع اللوحة، من حيث اللون والتكوين والأسلوب.
التجربة
ومن الملاحظات السريعة على هؤلاء الفنانات، نجد أن أغلبهن أقمن عدة معارض مشتركة، بخلاف عدم الدراسة الأكاديمية كما سلف ذكره، وهو أمر وإن كان يضع بعضهن تحت سطوة التقليد، إلا أن الابتعاد عن التعليم الأكاديمي ـ خاصة في وقتنا ـ قد جعل منهن أكثر حرية وإخلاصاً ـ بوعي أو من دون وعي ـ للتجربة الفنية ذاتها ومدى الإحساس بها، فالعمل في حد ذاته والمثابرة جديران بخلق شكل من أشكال التطور الفني. وهو ما أكدته اللوحات، بعيداً عن تعريف الفنانات في المعرض، بداية من العبارات والكلمات المعهودة في هذا المجال، أو أي مجال فني عموماً.. ككليشيه الشغف، أو قررت أن تتبع شغفها وتتفرغ للفن، وقوة الأنثى في الكون، وكل هذه العبارات التهويمية فارغة المعنى والدلالة.




المصادر:
– موقع دبي – وام – القدس العربي
- سكاي نيوز عربية – أبوظبي
- موقع: الاهداف المنطقية
- موقع (اليوم السابع)
- موقع : – الجزيرة .نت
- موقع سبق- اليوم السابع
- الإمارات اليوم
- العربية .نت
-صحيفة الثورة السورية - موقع المصرى اليوم – موقع عكاظ
- مواقع تواصل إجتماعي – فيس بوك – ويكبيديا
- مجلة فن التصوير
- إيليت فوتو آرت: https://elitephotoart.net


