عبد الفتاح رياض عميد الفوتوغرافيا العربية،ورائد التصوير الضوئي- فريد ظفور

عبد الفتاح رياض عميد الفوتوغرافيا

المبدع عبد الفتاح محمود رياض..

رائد التصوير الضوئي في مصر والعالم العربي.

  •  By rafik kehali

المقدّمة:

حيث تتشكل وتخنزل اللحظة الفوتوغرافية في الفِيلم من النور والظلال والألوان،في عالم الصورة والضوء.

يبرز اسمٌ لا يُنسى: عبد الفتاح محمود رياض، العالِم والفنان والمعلّم، الذي جمع بين التقنية، والجمالية، والبحث الجنائي، ليؤسس لعلم التصوير الضوئي في مصر والوطن العربي. ليس التصوير عنده مجرد تسجيل لحظيّ لواقعٍ ما، بل هو علمٌ وفنٌ معاً، مرآةٌ لرؤيةٍ، وقدرةٌ على الكشف والتعبير، على التوثيق والتحليل.

ولد في القاهرة عام 1923، عاش حياته بين البحث، الدراسة، والتعليم، والأسطر التي ينقشها الضوء والفيلم. في زمن كانت اللغة العربية تفتقر إلى مرجعٍ متكاملٍ في التصوير العلمي والعملي، جاء عبد الفتاح رياض ليملأ هذا الفراغ، مؤلفًا أولى المراجع العلمية والفنية باللغة العربية في أنحاء متعددة من التصوير الضوئي، الجريمة، التكوين، الإضاءة، الألوان، والتحليل الظاهري للبصريات والسينما المصوّرة.

إن مسيرة هذا الرجل ليست مجرد مسيرة علمية، بل هي مسيرة وطنية وثقافية. صار أستاذًا يُدَرِّس في المعاهد والجامعات، وخبيرًا يُستشار في القضايا الجنائية، ومؤلّفًا رصينًا أثرى المكتبة العربية، وساهم في بناء منظومة معرفية لا بد أن تُدان له بالعرفان كل من يستخدم الكاميرا أو ينظر إليها كوسيلة للتوثيق أو التعبير.

المسيرة والسيرة الذاتية:

هذه لمحة مفصلة عن مراحل حياة عبد الفتاح رياض العلمية والوظيفية:

الميلاد والنشأة: وُلد في القاهرة 28 يوليو 1923م.

الدراسة والتكوين العلمي:

تخرّج من كلية الشرطة في يوليو 1944.

حصل على دبلومة في علوم الشرطة والبحث الجنائي في الولايات المتحدة عام 1953.

دبلومة في التصوير الضوئي العلمي والملون من ألمانيا الغربية وأمريكا.

شهادة من المعهد القومي للبحوث الجنائية عام 1958.

دبلومة في أصول الإدارة العامة من معهد الإدارة تحت إشراف الأمم المتحدة عام 1959.

حصل على زمالة الجمعية الملكية البريطانية للتصوير الفوتوغرافي (FRPS) عام 1966.

العمل الأكاديمي والمهني:

أستاذ مادة التصوير الضوئي بالمعهد العالي للسينما من عام 1958 إلى عام 1974.

أستاذ التصوير الجنائي بكلية الشرطة منذ عام 1960.

أستاذ في كلية الإعلام جامعة القاهرة (في كافة أقسامها) منذ عام 1973 إلى 1977.

أستاذ بكليات وآثار جامعة القاهرة، الجامعة الأمريكية، الدراسات العليا، وغيرها من المؤسسات التي جمعت بين الجانب الفني والبحثي والجنائي.

وكيل مصلحة تحقيق الأدلة الجنائية بوزارة الداخلية في مصر.

المعرفة العالمية والتبادل العلمي:

زمالة FRPS، عضوية في جمعيات دولية للتصوير السينمائي والتلفزيوني.

بعثات دراسية إلى الولايات المتحدة، ألمانيا الغربية، ومعامل أجفا، وغيرها.

الجوائز والتكريمات:

منحت له جوائز داخلية وخارجية عدة، منها الزمالة البريطانية، والجائزة الذهبية من معرض “نيسان الأول للصور العربية” ببغداد عام 1989، بالإضافة إلى جوائز الدولة التقديرية في مصر.

المعارض والمشاركات:

معارض شخصية وجماعية محلية ودولية.

ضيف شرف في عدة صالونات للتصوير، وتكريم لأعماله.

وفاته: توفي في 30 يونيو 2007م.

هذه قائمة بأهم 15 مؤلفًا من مؤلفات عبد الفتاح محمود رياض،

التي تُعد من المراجع الأساسية في التصوير الضوئي في اللغة العربية:

1. أسس التصوير الضوئي العلمية والعملية (1958)

2. آلة التصوير (1961)

3. التحميض والطبع والتكبير (1962)

4. الإضاءة والفيلم (1963)

5. التصوير بالأشعة غير المنظورة (1964)

6. التصوير الملون (1965)

7. المرشد العملي للمصورين والسينمائيين (1968)

8. التكوين في الفنون التشكيلية (دراسة في سيكولوجية الرؤية ودورها في إثارة الأحاسيس الجمالية) (1990)

9. كشف التزييف والتزوير (1993)

10. الأفلام الحساسة (1996)

11. أحكام القضاء حول التقارير الاستشارية (1996)

12. تصوير ما لا تراه العين (1997)

13. الأدلة الجنائية المادية (2000)

14. الضوء والإضاءة في التصوير الضوئي (2003)

15. التصوير في البحوث الجنائية (حجية الصورة الفوتوغرافية كدليل مادي أمين) (2004)

الأثر والإسهام:

جعل عبد الفتاح رياض اللغة العربية تمتلك مصطلحات متخصصة ودقيقة في التصوير الضوئي والعلمي، فبدل أن يكون المهتمّون مطالبين بالاعتماد على المراجع الأجنبية أو الترجمة، صار لديهم مراجع عربية متكاملة.

درّس الأجيال: هناك العديد من المصورين، اختصاصيي الأدلة الجنائية، طُلاب الإعلام، الفنون، والتوثيق، تعلموا منه المنهج العلمي، الرسم البصري، التكوين، قوة الضوء، وكيف يتحوّل التصوير إلى دليل أو تحليل وليس مجرد صورة جميلة.

دوره في الأدلة الجنائية: استُخدِم تصويره وتحليله في كشف التزوير والتزييف، والإضاءة، والتصوير بالأشعة، وغيرها من التطبيقات المهمة جدًا في العمل القضائي.

تأثيره الأكاديمي والثقافي: مراجعُه تُدرسُ في الجامعات والمعاهد، والمعارض التي شارك فيها، والتكريم الذي ناله، كل ذلك يجعل اسمه علامة فارقة في تاريخ التصوير الضوئي العربي.

وختامها مسك وعنبر:

لعل المبدع الرائد عبد الفتاح محمود رياض لم يكن مجرد فنانٍ أو معلّمٍ أو خبير جنائي؛ بل كان مبدعًا شاملًا جمع بين ضوء الكاميرا وحساسية الرؤية، بين العلم والدليل، بين الإبداع والنظام. لقد ترك بصمة لا تُمحى على مدار عقود، فشكّل حركة التصوير الضوئي في مصر والعالم العربي، وفتح آفاقًا لم يتخيلها كثيرون حينها – آفاق أن يصبح الضوء أداةَ فكر، والفيلم وسيلةَ تحليل، والصورة شهودًا لا كذب فيه.

وبالرغم من أنه رحل عبد الفتاح رياض في عام 2007م، لكن عملّه الفني والمعرفي ما زال حيًّا. كلما التقط مصوّرٌ لقطة، وكلما فتحت جامعةٌ فصلًا في التصوير التالي، وكلما بحث مختصٌ أدلةً ضوئية، تتردد صدى رؤيته، صدى جهده، واهتمامه بتفاصيل الضوء والظل، بالعلم والدقة، بالجمالية والحقيقة. إنه من هؤلاء الذين لا يُنسى ذكرهم، لأنهم غيّروا كيفية رؤيتنا للعالم، للصورة، للضوء، وايضا للحظة التي يَسجّلها التاريخ.

إعداد: فريد إبراهيم ظفور

**************************

المراجع والمصادر:

مواقع إجتماعية- فيس بوك

fotoartbook

elitephotoart

اترك تعليقاً