رحيم السيلاوي عدسة عراقية ترسم بالضوء ملامح الإنسان والطبيعة- بقلم :فريد ظفور

رحيم السيلاوي عدسة عراقية

في البدء كانت الكلمة…

آهات عشقك الفوتوغرافي ..تسكر سماء الهواجس الضوئية.تمتد أنفاقاً في القلب الثقافي البصري العربي.

تُحضر براعم الشَّوْقِ المعرفي والتشكيلي والتكويني للأجيال..

مشتاقة عدسات كاميراتك لليال والايام التي زرعتها دروسك البصرية وورشك التعليمية للفن الفوتوغرافي..

مُمَجدَةً  عطاءاتك وإنجازاتك في روحك سكناً وسكينة ،جعلت همساتٍك من نقاء وبهاء وضياء.ومَزَّقَتَ شَرائِقَ الْحَجَلْ والإنتظار والإعتذار..

عد صديقي الفوتوغرافي….

أيقظ في نحلتك النيام من سطوة الزمن الرقمي ،وإزرع الامل ليكون بوابة العمل..

واجعل ألحان الصباح الخريفي الأيلولي تتراقص.

كما كانت مع ضجيج ليلك وخفقات صرير ديافراجم كاميراتك ، عُدْ حَبيبنا المبدع ….

فَعُشُ بقلبك الطيب قبل أن يمَلَّ انتظارك..لهفاتٌ لِعُلو سحرك ، لم يَعُد زَمَنِنا ولا هو زَمَنك..فقد ضيعتنا الدهاليز والكومنتات واللايكات والمشاركات في وسائل التواصل الإجتماعي.

ألمنا هو ألمك،إنها أوراق خريف التصوير،تُطل على سماء الهواجس البصرية،

حنيناً إلى عازف فوتوغرافي يُتَّقِنُ ثقافة زراعة أزهار الربيع في الأرض العطشى لماء العلم والعمل والتجارب،

ففي التشكيل التصوير وفي البُكاءِ الغناء.شوقاً لأصابع مَزَّقت الشرائِقَ ومحت أمية الصورة،فأنت في الإبداع و العطاء ، ونحن في الإنتظار،فمتى يرحمنا لقاك .

المقدمة

حين تغدو اللحظة نافذةً على الذاكرة الإنسانية،ويتحول الضوء إلى حكاية،

يقف الفنان العراقي رحيم السيلاوي شاهداً وفاعلاً في آن واحد.

بين التشكيل والفوتوغرافيا، نسج رحلته الإبداعية بخيوطٍ من اللون والظل، جامعاً بين الدهشة البصرية والدلالات الإنسانية.

السيلاوي ليس مجرد مصوّر، بل هو معمارُ مشهد، وحارس صورة،

ومربٍ لجيـلٍ كاملٍ حمل شعلة الفوتوغرافيا العراقية إلى منصات التتويج و التكريم العالمية.

وحيث يتداخل الضوء بالظل،في فضاء الصورة،ويصبح المشهد مرآةً للروح قبل أن يكون وثيقةً بصرية،

يقف الفنان العراقي رحيم السيلاوي واحداً من أبرز الأصوات الفوتوغرافية العربية.

يجمع بين حس التشكيل وبلاغة العدسة، بين الواقعية والانطباعية، وبين العراق والعالم،

ليصوغ مسيرة غنية امتدت لأكثر من عقدين، تكللت بالجوائز، وازدانت بتخريج أجيال من المصورين الذين حملوا شعلته.

السيلاوي ليس مجرد مصوّر، بل معمار صورة، وصانع ذاكرة، ومربي جيل فوتوغرافي حمل رسالته نحو العالمية.

*حوار الضوء بالشكل واللون:

بين ماض من الزمان وآت. الهوى الضوئي انت كله والاماني. فأملا الكأس الثقافية بالغرام والعطاء وهات.

بعد حين يبدل العشق الفوتوغرافي و الحب دارا. ومعدات التصوير و العصافير تهجر الأوكارَ. واستوديوهات وديار كانت قديما ديارا.

سترانا كما نحب…..

فمع الفنان السيلاوي لا ينضب التثاقف والحوار ، فخياله الخصب وصياغة تكوينات وتشكيلات عناصر عمله الفوتوغرافي،

من استلهام حضارة بلاد الرافدين وغنى تراثها البيئي فكرا وتنوعا ولونا،

ولعمري هذا إن دل على شيء فيوشي لنا بعبقرية ضوئية متجذرة في عمق التاريخ ببلاد مابين النهرين،

ببقايا لقى اثرية واوابد ومباني ومدن منسية تركت وراءها ابجدية ونصوص ورقيمات فخارية

وكنوز ثقافية معرفية وإشارات وومضات اضاءت الطريق لأسلافنا وكما نحن مازلتا نهتدي ونستنير بها حتى يومنا هذا .

عند السيلاوي الخبر اليقين حيث يتركنا حيارى في عوالمه الفنية التشكيلية والتكوينية مسخرا لنا أبجدية الضوء والظل ،

وتدرجات اللون الاحادي بين الابيض والأسود.والحق اقول بان بصمات الفنانين الفوتوغرافين العراقيين

بالصور ذات اللون الاحادي والتضاد اللوني وتدرحات الرمادي لها سحرها ببصمة ضوئية تحسب لهم.

الحالات التعبيرية لهذا الفنان تقتضى الوصول إلى الحالة الداخلية التى تفيض على العناصر، وتعطيها معاني الإبداع.

كما أن تلاقي الإبداع عند السيلاوي كان حاصلا في المواضيع الإنسانية والحالات الدينية واللونية وبعض حالات التعبير و حتى المتخيلة منها (سرياليتها).او الحالة اللونية (الحالة النفسية).

ألوانه ليست مستقاة من قاموس جاهز يصنع الألوان لتقول آراءه.

هذه الألوان بمفرداتها وتوناتها تتشكل لتقول تأليفا، رؤويًا يرتكز على حالة فكرية حركية غنية .

فلكل لوحة ضوئية حكايتها و حركتها الخاصة التي تغرزك  وتضعك في حيرة و تأمل يتخطى أن نقول فقط هذا جميل،

يتخطاه إلى معاني..انتشر سمعها في فلسفته في الخلق والمجتمع والكون وفي:

الأبيض والاسود وتدرجاته والملون بسلمه الموسيضوئي ( الموسيقي- الضوئي ).

الاطفال الرجال،النساء العاملات،الاغوار والسبخات،الفقر الحرمان،الحياة والموت، العبث والجد، التماسك والانفراط،النهر والبحر،الصحراء والجبال، المدينة والريف.الخ..

هذا الانغداق من لون وشكل وتكوين وتشكيل بصري، نجد له مثيلا في لوحاته الفوتوغرافية والتشكيلية .

وجه بمسحة سوداوية مغلقة قاتمة ومحاطة بجهات أربع قائمة بالرغم من وجود فسحات من الأمل واللون الفاتح ولكنها ضمن إطار الانغداق.

فالحالة اللونية عند فناننا السيلاوي هي قدرة تعبيرية داخلية تأخذك إلى مكان يستحثك للولوج إلى أبعد من اللون وحيثياته إلى الأعماق وارتجاجاتها .

السيلاوي تأليفاته مركزها الأسود والابيض وتدرجاتهما..وعندما تزهو الحالة الداخلية الإبداعية وتصبح جنائن

فسوف يكون للتنزه أمكنة وللراحة فسحتها البيضاء وللأزرق مثلثه المنزوي وللأصفر حشريته التي تقطع على الأزرق عزلته.

ولا مبالاة الأبيض الذي يجعلك تستريح عنده من التنقل فتهدأ . أما بعض اعماله، فكانت نزهته واقعية،

استفاض في تفصيل المهن والزيارات الكربلائية الحسسنية والتعاضد والمحبة والتعاون ضمن علاقات الأشخاص الإنسانية الاجتماعيةالجميلة.

* إضافة إلى النواحي الجمالية المتميزة التي تعتبر تحصيل حاصل عند كبار الأساتذة  بفن التصوير عموما،

تمتاز الصور الشخصية التي رسمها وصورها الفنان رحيم بإشعاعها العاطفي،

والمشاعر النفسية المختلجة في أعماق هذه الشخصيات وقدرة هذا الفنان على نقلها إلى المشاهد.

البصمة الفنية:

رحيم السيلاوي جمع بين الحس التشكيلي واللغة الفوتوغرافية،

فغدت صوره محملة برؤى جمالية وإنسانية تتجاوز حدود الزمان والمكان. لم يكتفِ بتوثيق اللحظة،

بل جعل منها مرآةً للذاكرة الجمعية، وصوتاً فنياً يعبر عن العراق للآخرين.

تصدرت أعماله أغلفة مجلات وصارت مرجعاً لأجيال جديدة من المصورين.

خلاصة مسيرته العطرة:

بدأ الفنان العراقي رحيم السيلاوي خطواته من بوابة التشكيل بين السريالية والواقعية،

وهو ما انعكس على تجربته الفوتوغرافية التي صارت تُبنى بروح تشكيلية عميقة، حيث يرى الصورة رسالة وحدثًا بصريًا يختزن ذائقة جمالية.

تميّز السيلاوي بالبورتريه الإنساني، خاصةً لوجوه زائري كربلاء،

حيث يحوّل ملامح الغرباء إلى قصص عن الانتماء والهوية. في أعماله يتعامل مع الضوء كعنصر تشكيل أساسي،

يحوّله إلى “لوحة ضوئية” تسلط إشراقها على تفاصيل إنسانية أو طبيعية:

نخيل، برتقال، بحيرات، ومشاهد من البيئة العراقية.

نال السيلاوي اعترافًا محليًا وعالميًا عبر جوائز ذهبية من الجمعية العراقية للتصوير،

وجائزة AWARD من المنظمة العربية للتصوير بالقاهرة، إضافةً إلى مشاركته بمعارض دولية بارزة مثل العراق حضارة سرمدية في ميزوري الأمريكية.

كما حقق حضورًا لافتًا في مسابقات اتحاد المصورين العرب بالشارقة ومعارض البحرين.

إلى جانب إنجازاته الفنية، تولى مناصب قيادية منها: رئاسة فرع كربلاء للجمعية العراقية للتصوير،

والتمثيل الدولي للعراق في جمعية زمالة الصورة الأمريكية، فضلًا عن دوره كمدرّب فوتوغرافي ومحكّم في مسابقات عربية ودولية.

يراه النقاد “رسّامًا بالضوء”، يصوغ لحظات حلمية تتحول في صوره إلى واقع شاعري نابض بالحركة والعمق.

بذلك، يكرّس السيلاوي مسيرته لتوثيق الإنسان والبيئة والذاكرة العراقية بعدسة تمزج التشكيل بالفوتوغرافيا، والرسالة بالجمال.

الخاتمة:

في زمن تتسارع فيه الصور وتضيع ملامحها، يثبت رحيم السيلاوي أن الفوتوغرافيا الحقيقية لا تُلتقط بعجالة،

بل تُبنى كما تُبنى اللوحات. هو فنان، مدرّب، قائد ومربي أجيال، جعل من الضوء مشروع حياة.

مسيرته ليست مجرد قائمة من الجوائز، بل شهادة على قدرة الفن على أن يكون لغةً عالميةً، وصوتاً عراقياً خالصاً يضيف إلى الذاكرة البصرية العربية والعالمية.

وختامها مسك وعنبر:

إن رحلة الفنان رحيم السيلاوي تختصر معنى أن تكون الفوتوغرافيا رسالة قبل أن تكون مهنة، وشغفاً قبل أن تكون حرفة.

من لوحات التشكيل الأولى إلى الجوائز العالمية، ومن الدورات التدريبية إلى معارضه الشخصية،

ظل السيلاوي مؤمناً بأن الصورة قادرة على حمل صوت العراق إلى العالم.

مسيرته شهادة حية على أن الضوء حين يقع بين يديه يتحول إلى سردية جمالية، تحفظ الذاكرة وتضيء الطريق للأجيال القادمة.

*********

معرض الصور:

للمهتمين مسيرة الفنان المبدع:

رحيم السيلاوي

**********************

المراجع والمصادر:

مواقع إجتماعية- فيس بوك

fotoartbook

elitephotoart

اترك تعليقاً