الشاعر الفرنسي غيل براستنيتزار
ترجمة أحمد حميدة
بذرة الأبدية أولئك الذين هم موضع ازدراء يملكون بذرة الأبدية، من أجل الحياة لم يعرفوا أبدا نواقصهم يعبرون طريقا سقفها السماء يمرّون منحني الرؤوس. فتعلق النجوم بشعرهم، تمسد رؤوسهم ورؤس كل من يمر في الموكب لأن المعدن يرنّ و يشتعل. هذة الكلمات البسيطة لا ينتهي إيحاؤها في العالم لأن للموسيقا لحناً آخر للخطوات الموزونة وزن آخر للمرآة انعكاس آخر___________________________مأخوذا في دوّامة الزّمن ، متزلّجا على مهل على تجاعيد الأيّلم فوق تجاعيد الأيّام ، فإنّ شعر بيير ريفردي سرعان ما يتباعد أمام القرّاء الغافلين .بيير ريفردي ناسك ” سولاسم ” أضحى شاعرا منسيّا ، وهو الذي كان و لزمن طويل الشّاعر الأرفع شأنا . يفضّل البعض اليوم شرابا أكثر فاعليّة مثل شظايا الصوّان لرونيه شار أو الشّعوذات الكلاميّة لغيراسيم لوكا أو ماك روبو ، و لكن هناك الكثير من القصائد لريفردي لن أرضى بالأعمال الكاملة لهؤلاء بديلا عنها !هذا النّربوني ( نسبة إلى مدينة نربون ) ذي الحواجب السّوداء و الشعر الأجعد و الصّوت الكثيف و الأجشّ يبدو للبعض رتيبا و مملاّ . كتب ريفردي بالطّبع مئات القصائد ، فيحلو للبعض القول بأنّ شعره هو دائما نفس الشّعر كما قيل عن فيفلدي في كنشورتوهاته ؛ فكأنّي بهؤلاء يعرضون عن سماع الذّبذبات الخفيّة للأبديّة . أي نعم ! لا يمكننا تحويل شعره إلى أغاني لأنّ شعره .. هو الموسيقى المتناغمة على سطح الصّمت ؛ نعم ! كان ريفردي معشوقا من قبل أصدقاءه الرسّامين أو السّوريّاليين إلى حدّ أنّ الموجة التي بلغت مداها كان و لا بدّ أن تهبط ؛ نعم ! إنّ قراءته تتطلّب تواطئ اللّيالي اللاّهثة التي يكون فيها كلّ شيء معلّق .. متدلّ ؛ نعم ! إنّه غامض ، و لكن هل تعرفون أنتم شيئا عن الأثير ، و كلّ الشّبابيك ترصدكم ؟رجل سقطشخص ما خرج و لم يعدفي الطّابق الخامسلا يزال المصباح يضيءفمن يكتب هكذا في أيّامنا هذه ؟ من يذهب إلى هذه الحدود القصوى لحقيقة الصّمت و الإنتظار ؟شعر الظّلال المتخيّلة________________سلسلة من الكلمات في منتهى البساطة و من الأشياء المألوفة و المشاعر المحدّدة تصفّف في القصيد ، و يقودنا ذلك إلى الألغاز الأكثر بلاغة ؛ و بتداخلها تتحوّل أجزاء هذا الآجر البدائي إلى قلعة تسكنها الأشباح ؛ فشعر ريفردي يبدو و كأنّه معلّق بتشامخ على ظلال متخيّلة . و يتجاهلنا نحن الذين نقيم في الجانب الآخر من الورقة البيضاء ، بل و يصدّنا وهو يلقي إلينا بابتسامة غامضة غموض أبي الهول ؛ و كان يقول ” عليكم أن تنظروا و تتعرّفوا على القطّ الأسود بين القطط السّوداء ” . صوت بلا جرس ينادينا و تتقلّب الرّيح ، و شعره المتفصّد عرقا و المرتجف مهابة يدقّ بقوّة في حنايانا . يقول في إحدى قصائده :فضاءنجمة شاردةالكوكب السّماوي في المصباحبخيطتمسك اليد اللّيلأغفت السّماء على الأشواكقطرات دم تفقّس فوق الأشواكو من النّدى ينبثق ريح المساءأبجديّة ضائعة في مكان ما ، في ريح للبدايات ، تمنعنا من ولوج فضاء هذه القصائد الصّغيرة ؛ فهذه ” التّكعيبيّة ” التي تتّخذ أشكالا بدائيّة لنستخلص منها بناء خطيرا و لا نهائيّا ، كان ريفردي قد احتكّ بها مع أصدقاءه الرسّامين براك و بيكاسّو ؛ لقد كان عضوا في طاقم السّفينة-الغاسلة للسّورياليين ، بل إنّه بات اصطرلابا محدّدا لوجهتها ؛ فقد أضحى منظّرا للشعر و للتّكعيبيّة . و يسوق ريفردي هذا التّعريف الشفّاف للشّعر ” الشّعر بالنّسبة للحياة كالنّار بالنّسبة للحطب ، تنبثق منه و تغيّره “و كان ريفردي ذاك الذي يعدّ الفحم في أعماق غابات السّرخس و الصّور و الأشجار الغامضة ، و الذي أشعل نيرانا كثيرة حيث غرقت سفينة اليوميّ ، و لم يتوقّف عن ترصّد ” ذلك الشّعور الذي يسمّى الشّعر ” ليجعله يخرج ما بداخله .يريد البعض مدّ الأيدي للإمساك بمعاني نصّ ريفردي ، فإذا بالنصّ يتملّص و يتراجع و ينطوي على نفسه ليلوذ بالجانب الآخر من الصّفحة . أي نعم ! كلّ شيء عند ريفردي يكمن في الإنطواءات ، غير أنّها انطواءات نسجت من ندى و توتّر ، لذلك لا يجرؤ أحد على بسطها أو إعادة نشرها . و يتناولها ريفردي طيّة طيّة بسرد وئيد عند تخوم الأشياء ، و لكن خلافا للسّوريّاليين كان يرفض الصّور الطّارئة غير المتحكّم فيها .. ” إنّ الصّور نتاج محض للرّوح ، فلا يمكن أن تنشأ من مقارنة و إنّما من تقريب حقيقتين متباعدتين ؛ و بقدر ما تكون العلاقة بين تينك الحقيقتين متباعدة و سليمة ، بقدر ما تكون الصّورة بليغة ، و بقدر ما يزداد تأثيرها الشّعوريّ و تستبين حقيقتها الشّعريّة ” .يرفض ريفردي أن يكون مجرّد وسيط سلبيّ في العالم ، و كان وهو المتقشّف المعتنق للمسيحيّة سنة 1926 ، و المحرّر منها بسرعة ، يرفض المناورة و يؤثر وضع وجوده في ميزان كلماته ؛ فقصائده ليست سوى ” ما هو بين الأسطر ” ، و ينبغي لنا أن نحدسها ، أن نعبر غموضها و التباساتها و برك صمتها و دوّامات ظلالها و موسيقاها الخفيّة ؛ فعالم ريفردي عالم متحرّك و متقلّب ، ينبغي أن نعرف كيف نتيه بداخله ، و كيف نبحث عن أنفسنا في تمزّقاته و علاماته الملغّزة ، إنّه يراكم الكلمات ” ككومة من الحجارة ” . و لا يزال شعر ريفردي ينتصب عصيّا على رياح الزّمن ، و لا تزال النّداءات فيه تجرؤ بالكاد على الصّعود إلينارحيل الأفق ينحني تطول الأيام سفر القلب يتواثب داخل قفص طائر يغرّد مع أنه على حافة الموت سوف ينفتح باب آخر في نهاية الردهة حيث ثمة وهج نجمة امرأة قاتمة مشكاة، قطار يرحلبــرك من الكلمـــات .. برك من الصّمـــت_________________________ينبغي لنا إعادة بسط طبقات الأحاسيس ، تجفيف الأغطية المبلّلة من انفلاتاتها على طاولة المشاعر، فشعر ريفردي خال من أيّة نتوءات يمكن التشبّث بها ، لذلك ينبغي تسلّق كلماته بأيادي عارية و إيجاد مواطئ للصّعود ، و لاشيء يؤمّنك من السّقوط إلى القرار ، إلى حيث بدأت بالصّعود . لا طريق و لا فنار ، و إنّما منطقة شبيهة بتلك التي وصفها تركوفسكي في ” ستالكر ” ، نشعر أنّ فيها منبعا من ينابيع الأبديّة و السّكينة ، و لكنّنا لا نراه إلاّ بقلب نقيّ طاهر ، و بالتّالي قد يتعذّر علينا رؤيته . إنّ شعر ريفردي يتموقع على درجة أخرى من الزّمن ؛ قد يبدو لنا نحن ثابتا ، و لكنّه يحيا و ينبض بداخله هو . متهيّب .. كان ينظر إلى العالم وهو يعيش و لكنّه كان يرفض السّير وراءه .” جذور العالم تتدلّى في الجانب الآخر من الأرض “فكيف يمكننا استعادتها ؟إنّ ريفردي عالم ضائع بالكاد يتكشّف لنا ؛ و هذا العالم له قوانينه الخاصّة و ساعته الرّمليّة و لغته المفردة ، وهو القائل ” لا يسقط المطر إلاّ على الأشجار و على رأسي ” سيماءقبالة الجدار أماكن خاويةيتهدّدنا الإنزلاق على هذا السّطح المتحرّكالظلّ يسند العبـءالإصبع يثقب العدد——————” هناك .. زمن شبيه بالزّمن الآخر في الطّرف الثاني من العالم .. إنّنا نفكّر في شخص آخر ، و على المرمر نترك اسما بسيطا ، بلا مقدّمة و لا نقطة . صورة حياته . الذّاكرة . إنّه سعيد . كلّ ما تبقّى فعله و نحن على قيد الأنتظار .”صمت مهيب يسري في قصائد ريفردي ؛ تبدو الكلمات و كأنّها على قيد الترصّد ، و الطّرقات تنعرج نحو اللاّشيء؛ أمّا الزّمن فيبدو معلّقا ، و لكن قد يكون ذلك شركا ، إذ قد يسقط علينا من على السّطح ؛ الكوارث تكمن و لا تتكشّف البتّة ، باب يتصدّع و عنذ انغلاقه يسقط في الفراغ ، الأشياء تمّحي ببطـء و تخفّ سرعتها في هذا الفضاء الزّمنيّ الغريب الذي هو شعر ريفردي . و كم يذكّرنا ذلك بالعالم الموسيقي لسيبليوس ! .. شيء خطير ما يحدث و نستشعره و لكن ماهو ؟؟ يقول لنا ريفردي بأنّه لا يكون الشّاعر شاعرا إلاّ متى كان موتّرا بجملته كي يتثبّت في خطوط محسوسة و قطرات شفّافة لحالة ضبابيّة و قلق داخلي .مشكّل من انطباعات منفلتة يبقى شعره و كأنّه أرجل مهزوزة في الهواء .. متجمّد بفعل ما رآه ، و لم تتيسّر لنا نحن رؤيته . هذا المتحدّر من سلالة نحّاتين للحجارة كان يدرك ماذا تعني الحركة الثّابتة ، الحركة المتقشّفة .. حركة الخلود . تهجّى مع والده أسرار الرّيح في الجبال و القراءة و الكتابة ، و كان خبيرا بوزن الخبز ، وزن الأشياء و صعوبة المحبّة ؛ و قد قال في هذا ” ليس هناك حبّ و إنّما علامات على المحبّة ” . و قد نلمس أكثر حقيقة شعره في النصّ الموالي ” توتّر متدفّق ، جوّ من التدلّي مع السجّاد الرّهيب أمام الباب . شيء ما مرّ أو قد يمرّ ، و قد تكون ارتجافة الرّيح منذرة بلحظتنا الأخيرة ” .. كلمات مجرّدة ، جمل قصيرة و بسيطة حدّ البكاء ، ظلال كلمات شبحيّة ؛ فشعر ريفردي لا يتحدّث .. إنّه يهمس ..قلق يترصّدنا .. يتوقّف الزّمن ، اللاّمرئيّ يمشي جيئة و ذهابا .. خطواته تطقطق باتّجاهنا …المصباحالرّيح السّوداء التي تلوّي السّتاراتلا تقوى على رفع الورق و لا على إطفاء المصباحفي مجرى من الخوف .. يبدو و كأنّ أحدا استطاع الدّخولما بين الباب المشرع و درفة الشبّاك الذي يخفق لا أحدو مع ذلك فعلى الطّاولة المرتجّةيتأرجح الضّياء في هذه الغرفة الخاويةالفطنـــة النّـــــاعمة للإمّحــــاء___________________خجول .. كان نادرا ما يتحدّث عن حياته ، و بالتّالي يمكن أن نشير بكلّ بساطة أنّه ولد في 13 سبتمبر 1889 في مدينة نربون ، بأنّه تشرب روائح الجبل و البحر ، و بأنّه عرف باريس و فنّانيها سنة 1910 . دخل باريس التي يلفّها الضّباب و دخان القاطرات ليشكو فيها من البرد و الجوع ؛ حينها أضحى الفحم ثروة أندر من شذرات الذّهب .. ” و كنت أكتب في مخزن يتسرّب الثلج من تصدّعاته ليصبح أزرقا ” , هناك سيعيش من الكتابة ، و سيتحدّث عن الرّسم مثل أصدقاءه الرسّامين .. بيكاسّو و براك ، و سيتحدّث عن الشّعر مثل أصدقاءه الشّعراء .. أبّولينير و ماكس جاكوب …، و كانت أولى قصائده النّثريّة قد نشرت سنة 1915 . و أن يكون قد ثبّت في الأرض عقيدة السّورياليّة فإنّ ذلك لم يكن ليرضيه ، إذ كانت تحدوه رغبة جامحة لترصّد اللاّمرئيّ و أسرار ما فوق الواقع ، لذلك حمله الشكّ و توجّهه الرّوحانيّ إلى القطع مع رجل الأدب المتألّق الذي كان ، و العودة إلى سولاسم أمام باب الكنيسة سنة 1925 و كانت سنّه تناهز آنذاك سبعة و ثلاثين سنة .هناك لن يجد مفتاح الباب ، و كما لو كنّا داخل قصّة من قصص كافكا ، سيمكث ريفردي في حجرة الإنتظار حيث سيخبره الحارس بأنّ ذلك الباب ليس له . على قيد اليقظة و منعزل ، لن يرى العدوّ مقبلا عليه لأنّ ” الصّلاة لا يعرفها سكّان الظلّ ” .و في 17 جوان 1960 توفّي ريفردي في سولاسم في سنّ الواحدة و السبعين في تلك ” القرية الرّهيبة و الباردة على الدّوام ” . وحيدا و في حالة من الإحتياج كان يريد أن يعيش و يموت في نفس العاصفة ، فكانت عاصفة من الصّمت و التّساؤلات . هناك لن يكتب الكثير و سيبقي دائما التّوق إلى باريس . و كان يقول بأنّه ” يناشد السّماء كي لا يراه أحد وهو ذاهب للموت في جوف اللّيل ” .. و قد تحقّقت أمنيته بأكثر ممّا كان يرتجي ..كانت لهجته النّاربونيّة لا تسمع في البياض القاطع لكلماته .. بوم مسمّر في الكلمات يحدّق فينا .. في مناديلها تتخفّى الرّيح .. في جدولها اغتسلت قلوب البشر .. ندير الظّهر حتّى يمرّ القصيد .. سيكون ذلك .. معيننا ، و نعرف أنّنا لن نخرج من ذلك سالمين .. لقد أسرّ لنا ريفردي باسم الظلّ ! .. ” أنا شهادة مقطوعة من أعلى الرّأ س حتّى اخمص القدمين ، علامة دقيقة و لكن منفلتة على ما كان يريد قوله الإبداع من أيّامنا هذه حتّى بداية الإصطلاح ” – نيزك –لا يعنّف ريفردي القارئ ، لا يشيد بركا في قصائده لنتأمّل فيها ، و يقول رونيه شار بصدده ” إنّه شاعر بلا سوط و لا مرآة ” .ريفردي هو إيحاءات في ضباب الأيّام ، إنّه تلميح و حفيف أجنحة ؛ إنّه يتحدّث دون ضجيج و يهمس من قاع بئر وحدته ، يريد أن يكون منمحيا ، متواضعا .. بل بائدا .. ” لم أفعل في حياتي شيئا لا فتا كي أربحها أو أخسرها ” .كان قبل كلّ شيء شفّافا .. شفّافا حدّ الإنصعاق .. ” إذا كانت المرايا خادعة فلتتخلّص منها ؛ و لا تنظر إلى نفسك خارجا عنك ، و لكن أنظر بداخلك ، فهناك تكمن مرآة معتّمة لا تعرف المجاملة ” .شعره .. آثار عبور .. تحذير الأوراق التي تتفكّك و اللّيل الذي يجول خلسة ، إنّه في منتهى الوضوح ، شفيف حدّ الخطورة عند تخوم الشّفايّة و الإختفاء . إنّنا معه لا نطأ الأرض الصّلبة و إنّما نطفو في المتبّخّر بلا نهاية ..ريفردي هو كريستال الترقّب ، إنّه يتقن وصف الأشياء الطّافية في برك الأيّام ، و كلماته ” صراع ضدّ الواقع كم ا هو موجود ” ، إنّه يجعلنا نلمس ما لا يمكن الإمساك به ، ما يتحلّل في خوف متربّص و في انكسارات اللّيالي المتجهّمة ، إنّه يعيد رتق اللاّمرئيّ في نسيج اللاّيقين ، و يجعل من الشّعر ” واقعا مأنسنا ” يتحوّل فيه المعيش اليوميّ إلى طاقة لارتجافاتنا التي بالكاد نستشعرها . سرّ كبير يحوم حول شعر ريفردي .. سرّ جذّاب و ساحر .. نفس غامض ، يتعلّق به هو و لكن بنا نحن أيضا . كلّ ثقوب الكلمات مشبعة بتلك الحياة التي تبلورنا .” مذاق الواقعيمشي على قدم واحدة، لا يعرف أين يضع الثانية . على منعطف الشارع، تذري الريح الغبار وفمه الشره يبتلع الفضاء بأكمله . راح يركض آملاً أن يطير بين لحظة وأخرى، لكن حجارة الرصيف على ضفة الجدول رطبة، وعجزت ذراعاه الخافقتان في الهواء عن حَمله . أدركَ في سقطته أنه أثقل من حُلمه، وبات يحبّ مذّاك، العبء الذي جعله يهوي . “شعر ريفردي شعر ثقيل .. مثقل بالمعاني .. فطن .. ممغنط في السرّ بأحلام الحجارة .. شعلة متأجّجة .. وميض خاطف لعالم قريب و بعيد في آن .في شعر ريفردي نبدو بإزاء لعبة غريبة للورق .. نحن لا نرى الورق .. و مع ذلك فإنّ قدرنا هو موضوع اللّعبة التي تدور أمامنا .. و متى كنّا غائبين أيضا .يصمت الرّيح .. ينكتم الصّوت .. و بدون ضوضاء ينثال علينا سقط كلماته الثّلجيّة ..أحد قادم .. و هذا الأحد هو ذاك الذي لن نشهده سوى مرّة واحدة في حياتنا .. إنّه ريفردي !هو الأعمى الذي كانت عيناه عند أطراف أصابعه ..” ذاب الوجه في الماء .. في الصّمتثقل هائل على النّهدماء كثير في الجرّة ظلال كثيرة مراقةدم كثير على السّلالمو لم ينته هذا الحلم البلّوريّمن قصيدة ” قوس قزح “


