أهم الصور للعام 2025م، التي علّقت العالم بين الألم والدهشة . من غزة إلى أعماق البحار .- ج -2-

التقطت صورة لشابة تمد يدها لتلمس إصبع السبابة الذي ينفتح ببطء ليد آلية ضخمة، خلال جولة صحفية في “عالم الروبوتات” ببكين في أبريل/ نيسان.

وتُسهم الإضاءة الدرامية للصورة والملابس السوداء للشابة في تقليص الإحساس بالوجود البشري إلى مجرد ومضات من اللحم: ساعدان عائمان وشظية من ملامح الوجه معلقة في الظلام.

للوهلة الأولى، قد يُذكّر هذا التلامس القريب بلوحة “خلق آدم” لمايكل أنجلو، أو ربما، وبشكل أدق، برسم إم سي إيشر المُحيّر لأيدٍ ترسم أيادٍ أخرى عام 1948.

وفي عصر الذكاء الاصطناعي، بات التمييز بين الحقيقة وما انتجة الذكاء الاصطناعي أكثر صعوبةً من أي وقت مضى.

12. مركز العبور، في بوغندا بأوغندا

إمرأة تتأرجح

صورة لاجئة كونغولية تجلس على أرجوحة في مركز عبور قرب بوغندا (مملكة بانتو الواقعة داخل دولة أوغندا) في مايو/ أيار، تنبض بفرحٍ يتجاوز المصاعب المادية التي تُحيط بها: المطر الغزير، والهيكل الفولاذي الصدئ لألعاب الملعب المهجورة، والمقعد المكسور المُعلّق بجانبها.
وبينما تُعدّ هذه المرأة واحدة من أكثر من 70 ألف شخص عبروا إلى بوروندي منذ يناير/ كانون الثاني، فإن روحها تتحدى ظروفها الصعبة.
ضع الصورة بجانب لوحة الفنان الفرنسي جان أونوريه فراغونارد الشهيرة “الأرجوحة” والتي رُسمت عام 1767، وستجد أنها تجرد العمل الشهير من عبثية البلاط، وتستعيد الأرجوحة كأداة خالدة للمرح والسلام الداخلي، معلقة خارج المكان والزمان.

13. زخات من الشهب، بلدة إنفرنيس، بولاية كاليفورنيا الأمريكية

زخات من الشهب

كانت صورة زخات شهب إيتا الدلو، وهي تشق سماء الليل فوق بلدة إنفرنيس، بولاية كاليفورنيا، في الساعات الأولى من صباح السادس من مايو/ آيار، مُلهمة ومُذهلة في آنٍ واحد.

إذ بدت بلدة صغيرة، مُتضاءلة أمام بريق درب التبانة المُحيط بها، وكأنها هامشٌ خافت في دراما كونية عظيمة.

يُذكّرنا هذا التباين المؤثر بين الحجم البشري والحجم السماوي بلوحة آدم إيلشيمر الرائدة، “الهروب إلى مصر” التي رُسمت تقريبا عام 1609، والتي اشتهرت بدقتها الفلكية الرائدة.

في لوحة إيلشيمر، لا تشغل العائلة المقدسة سوى جزء صغير من المقدمة، إذ تنجذب العين إلى أعلى نحو سماء الليل الشاسعة.

تشهد كلتا الصورتين، اللتين تفصل بينهما قرون، ليس فقط على التقدم المُعاصر في علم البصريات، بل على خلود الرهبة.

14. عيون مغطاة بالزيت، في العاصمة البريطانية لندن

فتاة تغطي عينيها بالزيت

في مايو/أيار، غطت ناشطة من مجموعة “لندن خالية من الوقود الأحفوري” عينيها بمادة دهنية تشبه الزيت، ووقفت أمام مكاتب شركة شل للطاقة. وقد أشعل بيع شل لأصولها النفطية في نيجيريا – وهي خطوة يزعم المحتجون أنها تُمكّن الشركة من التهرب من المسؤولية عن الحوادث في دلتا النيجر – شرارة هذه المظاهرة.
وتنفي الشركة ارتكاب أي مخالفات. وتُذكّر هذه الوضعية المعصوبة العينين بلوحة “الأمل” (Hope) للفنان جورج فريدريك واتس، وهي لوحة رمزية من عام 1886، حيث تجلس امرأة معصوبة العينين على كرة أرضية معتمة، تعزف على قيثارة حزينة.

15. سباح يغطس، في سنغافورة

سباح يقفز

في 20 يوليو/ تموز، التقطت صورة بانورامية للسباح الصيني، تيان شان لان، وهو يتنافس في سباق تتابع في المياه المفتوحة ضمن بطولة العالم للألعاب المائية في سنغافورة، وتعرض الصورة لحظة غطسه من منصة زرقاء داكنة.
ويُذكّر التداخل الجريء للألوان الزرقاء – السماء والماء ومنصة القفز – وتعليق جسد الرياضي المثير للدهشة، بجوانب تبدو متباينة من خيال الفنان الفرنسي إيف كلاين، والذي بدا واضحاً في لوحاته أحادية اللون التي أطلق عليها ابتكار كلاين، والتي بدأ برسمها عام 1957 وكانت أوّلهن للون الأزرق، وهو لون شديد الكثافة، وكذلك لوحته الفوتوغرافية التي رسمها عام 1960 بعنوان “القفزة في الفراغ”.
وتخلق هذه الصورة وهماً بصرياً لجسده وهو يهوي بشكل خطير من سطح مبنى في باريس إلى الشارع أدناه، كما في صورة سنغافورة، حيث يُصوّر الجسد والهاوية ككيان واحد.

16. طالبات الباليه، مدينة تيمبيسا، بجنوب أفريقيا

طفلتان بملابس راقصات الباليه

كانت صورة طالبتي الباليه، فيلاساندي نغكوبو وياميلي غوابابا، البالغتين من العمر خمس سنوات، وهما تتخذان وضعية تصوير في يوليو/ تموز أمام أكاديمية للرقص في مدينة تيمبيسا، بجنوب أفريقيا، مؤثرة وقوية.

يُذكّر التباين الصارخ بين الأرض القاحلة والظلال المنحوتة والفساتين الرقيقة، بالدقة الجمالية المتناهية في لوحات ديغا التي لا تُحصى لراقصات الباليه أثناء التدريب.

وبينما يُركّز ديغا على حركات راقصات الباليه، غالباً ما يُجرّد استوديوهات الرقص إلى مساحات واسعة من الألوان الفارغة، مانحاً لوحاته، مثل الصورة الملتقطة خارج جوهانسبرغ، بُعداً خالداً.

17. طفل هزيل، مدينة غزة

طفل هزيل تحمله أمه

صدمت سلسلة من الصور المؤلمة لأطفال هزيلين، بين ذراعي أمهاتهم في مدينة غزة في يوليو/ تموز، العالم.
وذكرت بي بي سي نيوز، نقلاً عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أن طفلاً من بين كل خمسة أطفال في مدينة غزة كان يُعاني من سوء التغذية.
وأثار نشر هذه الصورة جدلاً واسعاً، بعد أن زُعم أن الطفل الظاهر في الصورة عانى أيضاً من مشاكل صحية سابقة قد تُفسّر حالته الصحية المتردية.
ورغم وجود صور لا حصر لها في تاريخ الفن لأمهات يواسين أطفالاً مرضى أو متألّمين، بدءاً من لوحة “الطفل المريض” للفنان الهولندي غابرييل ميتسو عام 1665، وصولاً إلى رسم بابلو بيكاسو “المحرومون” بالألوان الباستيلية والفحم عام 1903، فإن صوراً كتلك التي التُقطت في غزة لا مثيل لها في الرسم أو النحت.
لا يمكن لأي عمل فني، مهما بلغت موهبة أو مكانة صاحبه، أن يُجسد حجم المعاناة التي لا تُوصف والتي تُوثقها هذه الصور الحديثة.

18. إنقاذ خروف، مدينة باتراس، باليونان

رجل يحمل خروفا فوق دراجة نارية

على خلفية دخان كثيف يتصاعد من حرائق الغابات التي ضربت مدينة باتراس اليونانية في أغسطس/ آب، يُرى رجل على دراجة نارية يُنقذ خروفاً مُتشبثاً به بشدة.
وتُذكرنا هذه اللفتة بتصويرات الراعي الصالح في سراديب الموتى الرومانية في القرنين الثاني والثالث، حيث يحمل المسيح حيواناً ضعيفاً على كتفيه. وعلى مرّ العصور، يُعزز هذا النمط المتكرر – سواءً أكان محفوظاً في اللوحات الجدارية أم مُصوّراً في صورة فوتوغرافية – الطبيعة الأسطورية الخالدة للبطولة.

***********
المصادر:
– موقع (اليوم السابع)
– موقع موزاييك
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)
–  جريدة الدستور
– موقع العربي الجديد
– موقع : – الجزيرة .نت
– سكاي نيوز عربية – أبوظبي
– موقع سبق- اليوم السابع
– الإمارات اليوم
– العربية .نت – الرياض
-صحيفة الثورة السورية
– موقع المصرى اليوم – موقع عكاظ
– مواقع تواصل إجتماعي – فيس بوك – ويكبيديا
– مجلة فن التصوير
– إيليت فوتو آرت: https://elitephotoart.net
*****

أخر المقالات

منكم وإليكم