الخيال عند الممثل: هو تفكير الإنسان , أو قوته في التفكير في أن يجعل بعض الأشياء مليئة و غنية.- ستانيسلافسكي.

15 _ الخيال :
الخيال , هو تفكير الإنسان , أو قوته في التفكير في أن يجعل بعض الأشياء مليئة و غنية . هذه القوة في الإنسان هي التي تضيف إلى شخص ما , أو حادثة ما بعض الأمور لتجعلها واضحة و مرئية .
يرى ستانسلافسكي أنه أهم مقومات التمثيل و يعرفه بأنه الجزء العملي من العدة التقنية للممثل , و لا يمكن أن يصبح الممثل مبدعا بدونه .
و على ذلك فإن الفن نتاج الخيال , و أن الخيال مرتبط بالتخيل , فما الفرق بينهما ؟
الخيال ــــــــــــــ يخلق الأشياء التي يمكن أن توجد أو يمكن
أن تحدث .
التخيل ـــــــــــــ يخلق الأشياء التي لا وجود لها , و التي لم
يسبق لها أن وجدت , و التي لن توجد
أبدا , (الطيران في الفضاء من كان يتصوره)

إذن في رأي ستانسلافسكي أنه ( لا حياة واقعية على المسرح ) و يرى أيضا أن الحياة الواقعية ليست فنا .

و لما كانت طبيعة الفن تتطلب الخيال , فإن الممثل الخلاق هو الذي يستطيع تحويل الخيال الموجود في المسرحية إلى واقعية مسرحية فنية .
إن الكاتب المسرحي لا يعطي الممثل كل ما يجب أن يعرفه عن المسرحية , كما أنه من الصعب عليه أن يكشف حياة كل شخوص المسرحية في بضع وريقات , أو من خلال إرشادات موجزة جدا , و غير كافية لخلق مجموعة من الصور الخارجية لهذه الشخوص المسرحية , و لا تدل على سلوكها و عاداتها و طريقة مشيتها .
إن على الممثل أن يضيف هذا كله إلى الشخصية , و يعمق أبعادها , و هنا يصبح الخيال أصدق أصدقائه لكي يهب الحياة لكل ما صنعه المؤلف و المخرج , و هو كي يصل إلى ذلك , لابد و أن يمتلك خيالا قويا حيا و إيجابيا يلجأ إليه في كل لحظة من حياته و عمله على المسرح .
إن عمل الممثل يتشكل من العمل الداخلي لخياله , و من التجسيد الخارجي لأحلامه الإبداعية أيضا , و التي يسميها ستانسلافسكي (الصور المرئية( )لعين الممثل الداخلية) .
إن الصور المرئية تخلق داخل الممثل حالة مزاجية متجاوبا معها .
إن الممثل يحتاج إلى خياله لكي يخلق و يبث حياة جديدة فيما خلقه , و يساعده في ذلك مجموعة من الأسـئلة تبدأ بمن و متى و أين و لماذا و كيف , و كلها تساعد على ترويض الخيال دون إكراه , وأن من الضروري أن يسبق الخيال تفكير طويل في التفاصيل الحقيقية التي مرت أثناء الحياة .

و أهم ما يجب أن تتسم به مخيلة الممثل :
1_ المعنى . 2_ التيقظ .
3_ الفعالية . 4_ النشاط .
5_ توخي المنطقية . 6_ مراعاة الإتقان .

إن المخيلة تساعد الممثل في تفسير و فهم ما بين السطور , فلكل كلمة عدة معاني , فمثلا إن رأسي يؤلمني ــــــــــــ قد تعني عدة معاني :
1_ يطلب إنسان من آخر الذهاب إلى السينما و يود الآخر
عدم الذهاب متعللا بأن رأسه يؤلمه .
2_ شخص يزور أخر في منزله و وسط الحديث بينهما يود
المضيف إنصراف ضيفه , فيقول رأسي يؤلمني و المعنى
الباطن هنا و كأنه يقول للضيف انصرف .
منقول من صفحة مجلة المسرح والموسيقى

ستانيسلافسكي

أخر المقالات

منكم وإليكم