الاستبداد لا ينبثق على نحو فجائي، بل يتسلل تدريجياً كداءٍ خفيّ يبدأ من مظاهر يومية تبدو بسيطة في ظاهرها: قرار جائر يُمرَّر بصمت، قانون يُسنّ دون حوار مجتمعي، أو خوف يتسرّب إلى مفردات الخطاب العام. ومع تراكم هذه الممارسات، يتآكل الوعي الجمعي ويصبح المجتمع في حالة شلل تدريجي إزاء المقاومة.
وتكمن الخطورة القصوى في الاستبداد في قدرته على تحويل الأفراد إلى مجرّد شهود سلبيين على مصيرهم، يتكيّفون مع الظلم إلى حدّ فقدانهم القدرة على الغضب أو الرفض. ومن هنا، فإن مقاومة الاستبداد لا تبدأ من المواجهات الكبرى، بل من الوعي المتيقّظ، ومن رفض التعايش مع القهر بوصفه أمراً واقعاً، ومن التمسّك غير القابل للمساومة بأنّ الكرامة والحرية والعدالة ليست ترفاً، بل هي شروط أساسية للوجود الإنساني لا يجوز التفريط بها تحت أي ظرف.
#حسن اسميك
#مجلة ايليت فوتو ارت

