الكويت المسرحي يحتفل بيوبيله الفضي محتفيا بمسيرة محمد المنصور
تكريم محمد المنصور “برنس الشاشة الخليجية”
الكويت – تعيش الكويت على وقع فعاليات الدورة الخامسة والعشرين من مهرجان الكويت المسرحي التي انطلقت وسط حضور فني واسع في حفل أقيم بمسرح مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي بالتزامن مع اليوبيل الفضي للمهرجان.
تضمن الحفل الذي انتظم مساء الأربعاء تكريم الفنان الكويتي محمد المنصور بوصفه “شخصية المهرجان”، والفنان القطري غانم السليطي باعتباره “ضيف المهرجان”. وأقيمت جلسة حوارية معهما للحديث عن تجربتهما ومسيرتهما الطويلة في دعم الفن الخليجي.
وقال المنصور إنه “شرف كبير ووسام على صدري أن أكون شخصية مهرجان الكويت المسرحي في دورته الخامسة والعشرين حيث اليوبيل الفضي لهذا العرس المسرحي”.
من جانبه، قال السليطي إن ارتباطه بالكويت بدأ منذ الصغر، كما ارتبط بالفن الكويتي منذ بدايته الفنية عندما درس لمدة أربعة أشهر في المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت ثم كانت رسالة تخرجه من معهد الفنون المسرحية بالقاهرة عن التأليف في المسرح الكويتي.
ينتمي الفنان محمد المنصور، المولود عام 1948، إلى عائلة فنية كويتية عريقة (عائلة المنصور)، وقد بدأ مسيرته الفنية في ستينات القرن الماضي، وتحديداً عام 1963، من خلال مسرح الخليج العربي الذي يعتبر أحد مؤسسيه. حصل على دبلوم من معهد الدراسات المسرحية في الكويت عام 1971، ثم صقل موهبته بدراسات عليا في الإخراج والتمثيل في إنجلترا عام 1972، مما جعل أداءه يتميز بأسس أكاديمية متينة ورؤية فنية عميقة، أهلته ليكون واحداً من جيل الرواد الذين شكلوا هوية الدراما والمسرح في الكويت والخليج.
تنوعت أعماله بين المسرح، التلفزيون، والسينما، وقدم خلال مسيرته الطويلة أدواراً خالدة رسخت في ذاكرة الجمهور. في التلفزيون، اشتهر بأدواره في مسلسلات أيقونية مثل “بس يا بحر” الذي شارك فيه كأحد أبطال الفيلم السينمائي الشهير أيضاً عام 1972، و”عزتي”، و”أسد الجزيرة”، وصولاً إلى أعماله الحديثة التي يجسد فيها دور الأب ورجل الدولة بحضور ورزانة. وتعتبر مشاركته السينمائية في فيلم “بس يا بحر” محطة تاريخية، حيث يعد الفيلم من أوائل وأهم الأفلام السينمائية في الخليج، وحصل على جوائز دولية عديدة.
يُعرف محمد المنصور بلقب “برنس الشاشة الخليجية” نظراً لأناقته، رقي أدائه، ودقة انتقائه لأدواره. وقد حظي بتقدير رسمي وشعبي كبير طوال مسيرته، حيث تم تكريمه في العديد من المهرجانات المسرحية والتلفزيونية في الكويت ودول الخليج والوطن العربي. وهو يمثل نموذجا للفنان الملتزم بقضايا مجتمعه، والمحافظ على أصالة الفن الكويتي مع الانفتاح على التطور المعاصر في أدوات الإنتاج والإخراج، ليظل واحداً من أكثر الوجوه الفنية احتراما وتأثيرا.
بجانب العروض المسرحية، يشمل برنامج المهرجان حلقتين نقاشيتين عن “إشكالية الترجمة في النص المسرحي” و”المسرح المعاصر والجمهور”
وشمل حفل افتتاح المهرجان تقديم عرض فني يسلط الضوء على الإرث الثقافي والأدبي للكويت بعنوان “بيت وبحر” برؤية مساعد محمد الزامل الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ومن إخراج هاني النصار وتأليف خلف الخالدي.
وقال وزير الإعلام والثقافة الكويتي عبدالرحمن المطيري في كلمته إن مهرجان الكويت المسرحي “رسخ مكانة المسرح في وجدان مجتمعنا وأكد دوره المؤثر في المشهد الثقافي العربي”.
ويستمر المهرجان حتى 11 ديسمبر الجاري بمشاركة مجموعة من المسرحيات الكويتية هي “كودليرا” و”تجمعنا قهوة” و”هم وبقاياهم” و”حوش عطوان” و”كازانوفا” و”ما ليس لي”، إضافة إلى عرض خارج المنافسة بعنوان “زبانية”.
وعقب كل عرض مسرحي تعقد حلقة نقاشية بقاعة الندوات في مسرح الدسمة لفتح حوار مع فريق عمل المسرحية والحضور من النقاد والأكاديميين والمهتمين بتطوير الحركة المسرحية الخليجية والعربية.
وأعلن مدير المهرجان شايع الشايع أسماء لجنة التحكيم التي تشكلت برئاسة علي حيدر الأستاذ في المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت، وعضوية كل من هشام زين الدين عميد كلية الفنون الجميلة والعمارة في الجامعة اللبنانية، ومنتهى طارق الأستاذة في الجامعة المستنصرية بالعراق.
كما ضمت اللجنة عمر نقرش أستاذ المسرح في الجامعة الأردنية، وسعيد السيابي أستاذ المسرح بجامعة السلطان قابوس في سلطنة عمان، والمخرج المصري مازن الغرباوي رئيس مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي، والفنانة والمخرجة اللبنانية مروة قرعوني.
وبجانب العروض المسرحية، يشمل برنامج المهرجان حلقتين نقاشيتين عن “إشكالية الترجمة في النص المسرحي” و”المسرح المعاصر والجمهور”. كما يتضمن البرنامج ورشتي تدريب في “لغة الجسد على خشبة المسرح وتقنيات التعبير الجسدي” و”فن الكتابة المسرحية”.
ورأى الكاتب والمسرحي الكويتي عبدالله عبدالرسول أن “في هذا العام 2025، يحتفل مهرجان الكويت المسرحي بمرور خمسٍ وعشرين دورة على انطلاقته، في يوبيله الفضي الذي يجسد مسيرة حافلة بالعطاء والتجدد. ربع قرن من الإبداع والبحث عن الجمال شكل ذاكرة مسرحية مضيئة في تاريخ الكويت الثقافي، ومسارًا متصاعدًا من التجارب والمعرفة والابتكار. لم يكن هذا الاحتفاء مجرد رقم في تقويم الفعل المسرحي، بل لحظة تأمل في ما أنجزه المسرحيون وما تركوه من أثر عميق. لقد أكدت خمس وعشرون دورة أن المهرجان لم يكن حدثا سنويا عابرا، بل مشروعا مستمرا لإثراء الحياة المسرحية وصون هوية الفن، وترسيخ مكانته في المشهد المسرحي العربي، ليظل المسرح في الكويت بقمة الريادة ومنارة للوعي والإبداع وذاكرة متجددة تنبض بالحياة في كل دورة جديدة”.
المصدر صحيفة العرب


