الحدث الحقيقي في تجربة افلام اليوم الواحد هي ‬حدث‭ ‬سريع‭ ‬يعتمد تطورات مفاجئة.

‭ ‬حركية الحدث.. جوهر «أفلام اليوم الواحد

فقط،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬حيز‭ ‬ضيق‭ ‬جداً‭ ‬وأنفاس‭ ‬مختنقة‭ ‬وآراء‭ ‬وغايات‭ ‬وطباع‭ ‬ومهن‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬رأي‭ ‬صائب،‭ ‬يمكن‭ ‬الاعتماد‭ ‬عليه‭ ‬لإكمال‭ ‬الصعود‭ ‬االترقي‭ ‬والتقدم،‭ ‬لينتهي‭ ‬بنا‭ ‬اأبوسيفب‭ ‬إلى‭ ‬عملية‭ ‬إنقاذ‭ ‬بفتحة‭ ‬في‭ ‬جدار‭ ‬المصعد‭.. ‬لقد‭ ‬نجح‭ ‬اأبوسيفب‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬حدث‭ ‬سريع‭ ‬التطور‭ ‬وحوارات‭ ‬لا‭ ‬تنقطع‭ ‬أبداً‭ ‬لتحل‭ ‬محل‭ ‬لغة‭ ‬الكاميرا،‭ ‬خيار‭ ‬صعب‭ ‬أقدم‭ ‬عليه،‭ ‬وحاول‭ ‬من‭ ‬بعده‭ ‬امحمد‭ ‬ديابب‭ ‬عام‭ (‬2016م‭) ‬أن‭ ‬يجاريه‭ ‬بفيلم‭ ‬ااشتباكب‭ ‬وموضوع‭ ‬تدور‭ ‬جميع‭ ‬مشاهده‭ ‬في‭ ‬عربة‭ ‬ترحيلات‭ ‬تضم‭ ‬خليطاً‭ ‬من‭ ‬أطياف‭ ‬الشعب‭ ‬بميولهم‭ ‬الفكرية‭ ‬المختلفة،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬مظاهرات‭ ‬وصدامات،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬اديابب‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬نوافذ‭ ‬العربة،‭ ‬طريقاً‭ ‬لكاميراته‭ ‬أن‭ ‬ترصد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاهد‭ ‬والأحداث‭ ‬التي‭ ‬تدور‭ ‬خارج‭ ‬العربة،‭ ‬أما‭ ‬الحدث‭ ‬فهو‭ ‬معلوم‭ ‬للجميع،‭ ‬وكان‭ ‬الأفضل‭ ‬أن‭ ‬يصنع‭ ‬دياب‭ ‬فيلماً‭ ‬وثائقياً‭ ‬شاملاً‭ ‬للأحداث‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ (‬2011م‭).‬

أما‭ ‬السيناريست‭ ‬اأحمد‭ ‬عبداللهب،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬مصراً‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يدري،‭ ‬على‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬خطأ‭ ‬انتقاد‭ ‬سلوك‭ ‬فرد‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬يجمعها‭ ‬الإيمان‭ ‬بفكرة‭ ‬ما،‭ ‬فسلوك‭ ‬الفرد‭ ‬ليس‭ ‬مقياساً‭ ‬لهدم‭ ‬الفكرة‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬السلوك‭ ‬جماعياً،‭ ‬وبالتالي‭ ‬أصبح‭ ‬الحدث‭ ‬مشوشاً‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأفلام،‭ ‬خصوصاً‭ ‬اليلة‭ ‬العيدب،‭ ‬اكاباريهب،‭ ‬االليلة‭ ‬الكبيرةب،‭ ‬وأيضا‭ ‬فيلم‭ ‬ااشتباكب،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬طرح‭ ‬الأفكار‭ ‬المختلف‭ ‬عليها‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬معالجة‭ ‬سينمائية‭ ‬أخرى‭.‬

جدير‭ ‬بنا‭ ‬أن‭ ‬ننوه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬اأفلام‭ ‬اليوم‭ ‬الواحدب‭ ‬التي‭ ‬ذكرناها‭ ‬هنا،‭ ‬لعبت‭ ‬على‭ ‬إنجاز‭ ‬حدث‭ ‬يجمع‭ ‬نماذج‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬واحد،‭ ‬وهي‭ ‬ثيمة‭ ‬تثقلها‭ ‬كثرة‭ ‬الشخوص‭ ‬بغرض‭ ‬طرح‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المشاكل،‭ ‬لكن‭ ‬تتبقى‭ ‬ثلاثة‭ ‬أفلام‭ ‬شذت‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الثيمة‭ ‬أولها‭ ‬فيلم‭ ‬اليلة‭ ‬ساخنةب،‭ ‬الذي‭ ‬دار‭ ‬حدثه‭ ‬في‭ ‬ليلة‭ ‬واحدة‭ ‬جمعت‭ ‬بين‭ ‬سائق‭ ‬تاكسي‭ ‬وراكبة‭ ‬لديها‭ ‬مشاكل،‭ ‬والفيلم‭ ‬الثاني‭ ‬هو‭ ‬ابتوقيت‭ ‬القاهرةب‭ ‬ويرتكز‭ ‬على‭ ‬إصرار‭ ‬رجل‭ ‬يعاني‭ ‬مرض‭ ‬الزهايمر‭ ‬ولديه‭ ‬إصرار‭ ‬على‭ ‬تذكر‭ ‬صاحبة‭ ‬صورة‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬ألبوم‭ ‬ذكرياته،‭ ‬والثالث‭ ‬ارحلة‭ ‬404ب‭ ‬الذي‭ ‬يبدأ‭ ‬بفتاة‭ ‬قررت‭ ‬التوبة‭ ‬من‭ ‬ماضيها‭ ‬وتستعد‭ ‬للسفر‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬لأداء‭ ‬فريضة‭ ‬الحج‭ ‬رفقة‭ ‬والدها،‭ ‬لكن‭ ‬حادثاً‭ ‬يقع‭ ‬لوالدتها‭ ‬فتدخلها‭ ‬مستشفى‭ ‬يطالبها‭ ‬بمبالغ‭ ‬كبيرة‭ ‬غير‭ ‬متوافرة‭ ‬لديها،‭ ‬وعندما‭ ‬تلجأ‭ ‬للاقتراض،‭ ‬وينكر‭ ‬عليها‭ ‬جميع‭ ‬من‭ ‬تعرفهم‭ ‬أمر‭ ‬توبتها‭ ‬ويساومونها‭ ‬على‭ ‬المساعدة‭.. ‬ثلاثة‭ ‬أفلام‭ ‬الحدث‭ ‬فيها‭ ‬يحمل‭ ‬قيماً‭ ‬إنسانية‭ ‬واجتماعية،‭ ‬وما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقال‭ ‬افنياًب‭ ‬عن‭ ‬فيلم‭ ‬فهو‭ ‬ينطبق‭ ‬بنسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬الفيلمين‭ ‬الآخرين،‭ ‬فالحدث‭ ‬معلوم‭ ‬بانتظار‭ ‬التالي،‭ ‬والتالي‭ ‬هو‭ ‬تطورات‭ ‬يكتشفها‭ ‬البطل‭ ‬والمشاهد‭ ‬معاً،‭ ‬فيصبح‭ ‬المشاهد‭ ‬شريكاً‭ ‬أصيلاً‭ ‬في‭ ‬الحدث،‭ ‬يتوقع‭ ‬نهاية‭ ‬المشهد‭ ‬حين‭ ‬يبدأ،‭ ‬وإذا‭ ‬خاب‭ ‬توقعه‭ ‬مرة‭ ‬يعيد‭ ‬الكرة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬إنه‭ ‬الحدث‭ ‬المتنامي‭ ‬سريع‭ ‬الإيقاع‭ ‬بحوارات‭ ‬مقتضبة‭ ‬وعميقة‭ ‬في‭ ‬دلالاتها‭.‬

#مجلة الشارقة الثقافية

#مجلة ايليت فونو ارت

أخر المقالات

منكم وإليكم