الأحمري.. خطاب حضاري يناكف الاستشراق ويقدم دلالات جديدة في معرضه «كشف النقاب»عبدالله الأحمري.. خطاب حضاري يناكف الاستشراق
الكاتب محمد العامري
الفنان عبدالله الأحمري (مواليد 1981م)، واحد من الفنانين الذين يقدمون تجربة لافتة في فن التصوير السعودي والعربي، وقد برزت أعماله عبر المشاركات العديدة واهتمامه الشديد بالمكان والناس على حد سواء.
محققاً بذلك توازناً متفرداً للموضوع المشخص في اللوحة: من ألوان ومعمار، وكذلك في الموضوعات العامة تجدها متداخلة متضامنة من أجل التعبير عن الزمكان، وما يوحي به من أبعاد إنسانية وجمالية فاعلة.
فهي أعمال تحمل طبيعة المعمار العربي السعودي بمختلف مكوناته، من ساحات وحارات معمار يزهو في سياق الاختيارات اللونية، الحارة والبردة كذلك، مبرزاً عشقه الخاص بالتراث والبيئة التي شكلت وعيه البصري، بل أصبحت خزّاناً بصرياً ينهل منه ليقدمه كصورة من صور الحنين، وهو في كل ذلك يعمد إلى اللون ليُكسب الفضاءات دلالات من زاوية نظره، ومن زاوية اشتغاله الإبداعي.
أما المكان؛ فهو ليس كينونة حسية على الدوام، بقدر ما هي ضرورات اختباره في سياقات اللوحة، وتحولاته من عدة زوايا ومفاهيم، لذلك نرى المكان بصورة الأمكنة الجوّانية والأمكنة المتخيلة كذلك، فهي سلطة غائرة في ذات الفنان، بل تستحوذ على طبيعة التعبير عنها، حيث يغيب المكان الواقعي في غالب الأمر، للذهاب إلى المكان المتخيل المعتمد على تاريخه الواقعي، فتتجلّى في لوحاته مشاهد من أماكن استقاها من أحلامه أو خيالاته، أو من ذكرياته التي قد تُوغل في الزمن الماضي البعيد، فتبدو الأماكن ممزوجة بأنفاس الفنان وهواجسه ولواعجه، وقد لا يلغي الفنان في كثير من الأحيان ذلك المكان القديم من وجدانه الحاضر، وانما يكتفي بالتداخل والتشاكل معه.
قد ينفصل الإنسان عن أمكنته، خاصة الجماعات الأنثوية التي تبدو من الخلف مرتدية العباءة كنمط اجتماعي متأصل في ذات المكان، لكنه في هذه التجربة؛ يقدم طبيعة جديدة لفهم جديد يعبر عن الانفتاح والسير في حقيقة جمالية تتناسب وفطرية الناس. ومعرضه (كشف النقاب)، يكشف لنا عن تجربة ناجزة وأصيلة في أدائها وموضوعها على حد سواء.
#مجلة الشارقة الثقافية
#مجلة ايليت فوتو ارت.


