قصائد مترجمة للشاعر الفرنسي بيير ريفردي

هواء بكدمات
* بيير ريفردي
#ترجمة: محمّد عيد إبراهيم

الجوّ شديدُ الحرارةِ فالهواءُ يتبخّرُ وكلّ ضجّةٍ تصيرُ صمّاءَ. تنبحُ زُمرٌ من كلابٍ وحشيةٍ. عبرَ النوافذِ المُفتَّحةِ، تُزاحمُ صرخاتُ النساءِ هذهِ الزوبعةَ الهمجيةَ.
اضطربَ البردُ يجمّدُ هذهِ الكلماتِ. لو سكنَت الطيورُ، لو سكتَت النساءُ، لو ماتَت الكلابُ… تهدأُ الحدائقُ في لحظةٍ واحدةٍ وكلّ شيء يروحُ في النومِ. ثم تبدأُ للتوّ ثانيةً ضجّةٌ مفزعةٌ. هذا نداءُ الشمسِ وكلٌّ يستجيبُ إليهِ جذلاً. كائناتٌ قليلةٌ هادئةٌ مقهورةٌ تعجزُ أن تحتجّ أو تثأرَ لأنفسِها. تُخمدها ضجّةٌ مهيمنةٌ.
بالدخانِ على الأسقُفِ، الأشياءُ الوحيدةُ القادرةُ على حمايةِ أنفسِها، يحدُث أن أُديرَ رأسي كأنهُ جرسٌ فارغٌ حتى نهايةِ حَبلٍ. دافعتُ سيري نحو أعلى الغيومِ ثم تركتُ النهرَ وحدَهُ في خريرٍ!
السماءُ حلّت، والنوافذُ أُغلقَت، والأفمامُ أُطبقَت. بعدَ سقوطِ الأوراقِ، لا تجرؤ حتى الطيورُ أن تغرّدَ. فالجوّ شديدُ البرودةِ.
الشتاءُ، فاصلٌ من الصمتِ
#قصائد مارجمة
#مجلة ايليت فوتو ارت

أخر المقالات

منكم وإليكم