عقار حدبث يحدث ثورة في عالم معالجة سرطان الثدي

دواء جديد يحقق اختراقا في علاج سرطان الثدي


لوس أنجلوس (الولايات المتحدة) – كشفت دراسة دولية حديثة عن تطوير دواء تجريبي جديد يحمل اسم “جيريدسترانت” يُظهر قدرة واعدة على خفض احتمالية عودة سرطان الثدي المعتمد على الهرمونات في مراحله المبكرة بنسبة 30 في المئة مقارنة بالعلاجات الهرمونية التقليدية.
وأفادت الدراسة، التي شملت أكثر من 4000 مريضة، بأن الدواء أسهم أيضًا في تقليل خطر انتشار النقائل السرطانية بنسبة 31في المئة، مع تسجيل تحمّل علاجي أفضل لدى المريضات، وانخفاض ملحوظ في معدلات إيقاف العلاج نتيجة الآثار الجانبية.
وينتمي “جيريدسترانت ” إلى جيل جديد من الأدوية التي لا تكتفي بحجب مستقبلات الأستروجين فحسب، بل تعمل على تدميرها بالكامل، ما قد يمثّل، وفق الباحثين، أكبر اختراق في مجال العلاج الهرموني لسرطان الثدي خلال الخمسة والعشرين عامًا الماضية، في حال تأكيد النتائج في الدراسات السريرية اللاحقة.
وكانت شركة “روش” للأدوية قد أعلنت، في سبتمبر،عن أخبار سارة لملايين النساء حول العالم، وذلك بعد ظهور نتائج إيجابية للمرحلة الثالثة من التجارب السريرية على علاجها المبتكر “جيريدسترانت”، والذي قد يغيّر مستقبل علاج أحد أكثر السرطانات شيوعًا.
وقد تم اختبار العلاج الجديد مع دواء “إيفيروليمس” على المصابات بسرطان الثدي المتقدم، المُعتمِد على مستقبلات هرمون الأستروجين، وهو النوع الذي يمثّل حوالي 70في المئة من إجمالي حالات سرطان الثدي.
وعلى الرغم من التقدم الطبي، لا يزال هذا النوع من السرطان يمثل تحديًا كبيرًا للأطباء، حيث تطوّر الخلايا السرطانية مع الوقت مقاومة للعلاجات الهرمونية المعتادة، مما يزيد من خطر انتشار المرض.
وتكمن أهمية العلاج الجديد في أنه يجمع بين دوائين يستهدفان الخلايا السرطانية من مسارين مختلفين، مما يقلل من فرصة مقاومتها للعلاج. والأهم من ذلك، أن هذا النظام العلاجي الجديد يُؤخذ بالكامل عن طريق الفم، مما يجنّب المريضات عناء الحقن، والزيارات المتكررة للمستشفى، ويمنحهنّ جودة حياة أفضل خلال رحلة العلاج.
يعمل دواء “جيريدسترانت” المبتكر عن طريق استهداف مستقبلات هرمون الإستروجين التي تعتمد عليها الخلايا السرطانية للنمو، ومن ثم يقوم بتدمير هذه المستقبلات، مما يوقف إشارة النمو، ويقضي على الخلايا الخبيثة.
وأظهرت البيانات الأولية لمعدل البقاء على قيد الحياة اتجاهًا إيجابيًا ومشجعًا، ورغم أنها لا تزال غير مكتملة، إلا أن متابعة المرضى مستمرة للحصول على تحليل أكثر دقة في المستقبل.
وفي تعليقه على هذه النتائج، قال الدكتور ليفي غاراواي، كبير المسؤولين الطبيين، ورئيس قسم تطوير المنتجات العالمية في شركة “روش”: “نحن متفائلون جدًا بهذه النتائج التي تمثّل خطوة مهمة إلى الأمام. نتطلع لمناقشة هذه البيانات مع السلطات التنظيمية بهدف إتاحة هذا النظام العلاجي المبتكر للعديد من المصابات بسرطان الثدي المتقدم في أقرب وقت ممكن.
صحيفة العرب

أخر المقالات

منكم وإليكم