جامع الأصالة والإبتكار” فريد الأطرش” موسيقار شرقي بصوت لايشيخ.-مشاركة: نجوى عبد العزيز محمود.

“فريد الأطرش” موسيقار شرقي بصوت لايشيخ
بقلم نجوى عبد العزيز محمود
يعتبر أحد أبرز أعلام الموسيقى والغناء العربي في القرن العشرين، ومن أهم الفنانين في تاريخ الموسيقى والغناء العربي، وصاحب مدرسة فنية مميزة جمعت بين الأصالة والابتكار، تنوعت إسهاماته بين الغناء والتلحين والسينما، تاركاً إرثاً فنياً ظل حاضراً في الوجدان العربي رغم مرور العقود، حيث قدّم المئات من الألحان والأغاني الرائعة، وعشرات الأفلام السينمائية الناجحة خلال مسيرته الفنية، ونال جائزة أعظم عازف عود في العالم العربي، تميزت أنغامه بالحزن الجميل لذلك لقب بـ” ملك العود”أو مطرب الحزن النبيل.
اعتاد الموسيقار فريد الأطرش في حفلاته الغنائية، أن يقدِّم عزفاً منفرداً على الآلة الشرقية الساحرة”العود”، ويتجاوب معه الجمهور حين يغرد بريشته على الأوتار، ويتناغم صوته العذب مع الأنغام الشجية، كأنه يروي بالكلمات والألحان قصة حياته الحافلة بالحب والنجاح والألم. وغنى الموسيقار الراحل أكثر من 250 أغنية من ألحانه، كما لحَّن لعددٍ كبير من المطربات والمطربين، منهم شقيقته أسمهان “يا بدع الورد”، ونور الهدى “يا ساعة بالوقت اجري”، وصباح “حبيبة أمها”، وفايزة أحمد “يا حلاوتك يا جمالك”، ومحرم فؤاد “يا واحشني رد عليا”، كما غنت وردة من ألحانه أغنيتها الشهيرة “روحي وروحك حبايب”. وتألق فريد الأطرش على شاشة السينما، حيث قدّم حوالي 30 فيلمًا مع كبار النجوم والمخرجين، وشكلت هذه الأفلام محطة مهمة في تاريخ السينما الغنائية إذ مزج بين الأداء التمثيلي الراقي والموسيقى التي تحمل بصمته الفريدة،وظهر لأول مرة على الشاشة مع شقيقته أسمهان في فيلم “انتصار الشباب” (1941) إخراج أحمد بدرخان، وأسدل الستار على مشواره السينمائي بفيلم “نغم في حياتي” للمخرج هنري بركات، وشارك في بطولته ميرفت أمين وحسين فهمي، وعرض الفيلم في عام 1975، بعد سنة من رحيله.
نشأته
ولد فريد فهد فرحان إسماعيل الأطرش يوم 21 أبريل/نيسان 1910 في بلدة “القريا” بمدينة السويداء (جبل العرب) بسورية، وأمه هي علياء المنذر كانت مطربة ذات صوت جميل.
انتقل في طفولته مع الأسرة إلى مصر هرباً من ملاحقة جنود الاحتلال الفرنسي لوالده وعائلته بسبب نشاطهم في المقاومة، وعانت الأسرة كثيراً جراء هذه الملاحقة لبعدها عن الأب ونقص المال، حيث التحق الأطرش بـ”مدرسة الفرير” الابتدائية الفرنسية في الخرنفش، لكنه طرد منها بعد معرفة الإدارة باسم عائلته، فالتحق بمدرسة البطريركية للروم الكاثوليك، وواصل الدراسة حتى حصل على شهادة “البكالوريا”.
وفي أوائل الثلاثينيات دخل معهد الموسيقى العربية، ثم انضم بعد ذلك عازفا للعود إلى فرقة المطرب إبراهيم حمودة، والتحق فترة أيضاً بفرقة الفنانة بديعة مصابني، ثم تقدم للعزف في الإذاعة المصرية، ونجح في الامتحان عازفا ومطربا، كما اختيرفريد 1965 رئيساً لجمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى في مصر، وجعلته نقابة الفنانين اللبنانيين رئيسها مدى الحياة.
حياته
عانى فريد خلال حياته من عدة أزمات صحية وقلبية أثرت على نشاطه الفني، لكنه ظل يعمل حتى آخر أيامه، توفي فريد الأطرش إثر أزمة قلبية يوم 26 ديسمبر/كانون الأول 1974في بيروت ، ونقل جثمانه إلى مصر ليدفن بجانب شقيقته الفنانة أسمهان، ليترك خلفه تراثاً موسيقياً خالدا، وإرثاً لايمحى فما زال فريد الأطرش حياً بألحانه وأغانيه التي تسمع حتى اليوم،وبأعماله التي تدرس في معاهد الموسيقى، فقد كان فناناً صادقاً لم يساوم على فنه وبقي وفياً للطرب العربي الأصيل ليصبح واحداً من أهم رموز الموسيقى العربية.

أخر المقالات

منكم وإليكم