تونس تصدر أول دليل علمي للتكفل باضطراب طيف التوحّد.

ـ في جلسة خُصصت لتسريع إصلاحات الصحة النفسية لدى الصغار واليافعين، التقى وزير الصحّة التونسي مصطفى الفرجاني، ممثلي الجمعية التونسية للطب النفسي للأطفال والمراهقينالذين، قدموا له أول دليل علمي تونسي للتكفل باضطراب طيف التوحّد، في انتظار أن يتم الإعلان عنه رسميًا يوم 16 ديسمبر الحالي بمستشفى الرازي(المستشفى الحكومي للأمراض العقلية).
ووفق بلاغ لوزارة الصحة، يعد هذا الدليل خطوة عملية ستساعد العائلات والمهنيين على توحيد طرق التشخيص والعلاج.
وتطرّق الاجتماع إلى أهم الأولويات العاجلة، ومن أهمها تحسين رعاية الأطفال المصابين بالتوحّد، والحد من الانتحار والإدمان والعنف لدى المراهقين، وتقييم وتفعيل الإستراتيجية الوطنية للصحة النفسية للطفل، وتوفير خدمات الطب النفسي في الولايات الداخلية، بالاضافة إلى إطلاق منظومة الطب النفسي عن بُعد لتسهيل المتابعة.وأكد الوزير أن الصحة النفسية ليست ملفا ثانويّا، بل ركيزة أساسية في إصلاح المنظومة الصحية، مع التزام الوزارة بتنفيذ الإجراءات المتفق عليها في أقرب الآجال.
الدليل يتضمن توصيات تعتمد على معطيات علمية للتقصي المبكر والتشخيص والتكفل بمصابي اضطراب طيف التوحد من الأطفال والمراهقين
وقدّرت وزارة الصحّة عدد الأطفال المصابين بطيف التوحد في تونس بـ 200 ألف طفل داعية إلى تعزيز فهم اضطراب طيف التوحّد ودعم الأطفال المصابين به.
كما أكّدت أن الوعي المبكر هو الخطوة الأولى نحو حياة أفضل، مشيرة إلى ضرورة السعي إلى تغيير الوضع الحالي عبر التشخيص المبكر والدمج المدرسي والدعم والإحاطة العائلية وداخل المجتمع
وكانت الهيئة الوطنية للتقييم والاعتماد في المجال الصحي قد أطلقت مؤخرا، دليل الممارسات الطبية حول اضطراب طيف التوحد لدى الأطفال والمراهقين ونشرته على موقعها الرسمي.
ويتضمن الدليل، توصيات تعتمد على معطيات علمية للتقصي المبكر والتشخيص والتكفل بمصابي اضطراب طيف التوحد من الأطفال والمراهقين.
ويعتبر هذا الدليل الأول من نوعه في المجال الصحي، وذلك بإشراف من الجمعية التونسية للطب النفسي للأطفال والمراهقين ومن إعداد الهيئة وهو آلية علمية لدعم جودة التنسيق في التكفل بمصابي التوحد بين مختلف المؤسسات والهياكل.
ولفتت الهيئة، في منشور لها على منصة التواصل الاجتماعي، فايسبوك، أن طيف التوحد يصيب نحو 1 في المئة من المجموعة السكانية ويساهم هذا الدليل في مساعدة مهنيي الصحة لتقديم الرعاية المناسبة لمختلف الحالات الطبية.
ويستهدف الدليل مختلف الفاعلين في المرافقة لمصابي التوحد من أجل توحيد الممارسات الطبية وتعزيز نجاعة الرعاية الصحية وتحقيق مقاربة شاملة مندمجة لمصابي التوحد من أطفال ومراهقين مع الأخذ بعين الاعتبار الحاجيات الخصوصية لكل طفل عبر مختلف مراحل النمو.
ويمكّن هذا الدليل كذلك مهنيي الصحة من أخذ القرار ودعم جودة التكفل بالحالات المصابة حسب منظور وطني.
واضطراب طيف التوحد هو حالة مرتبطة بنمو الدماغ، تؤثر في طريقة إدراك الشخص للآخرين وتفاعله الاجتماعي معهم. ويؤدي ذلك إلى وجود صعوبات في التواصل والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين. ويضم هذا الاضطراب أيضًا أنماطًا سلوكية محدودة ومتكررة. ويشير المصطلح “طيف” في اضطراب طيف التوحد إلى مجموعة واسعة من الأعراض ودرجة شدتها.
ويشير خبراء مايو كلينيك إلى أن اضطراب طيف التوحد يشمل حالات كان يُعتقد في السابق أنها منفصلة، وهي التوحد، ومتلازمة أسبرجر، واضطراب التلاشي الطفولي، وشكل من أشكال الاضطراب النمائي الشامل غير المحدد.
يبدأ اضطراب طيف التوحد في مرحلة الطفولة المبكرة. ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي إلى صعوبة في التكيّف داخل المجتمع. فمثلاً، قد يواجه الأشخاص المصابون باضطراب طيف التوحد مشكلات في التفاعل الاجتماعي أو مع زملائهم في المدرسة أو العمل. وتظهر أعراض التوحد لدى الأطفال غالبًا خلال السنة الأولى من العمر. غير أن هناك عددًا قليلاً من الأطفال المصابين بهذا الاضطراب ينمون نموًا طبيعيًا خلال السنة الأولى. لكنهم بعد ذلك يفقدون بعض المهارات، وتبدأ أعراض التوحد في الظهور عليهم ما بين عمر 18 و 24 شهرًا.
صخيفة العرب


